أقبل شاب - أحد ضحايا ميكروباص كوبرى أكتوبر، الذى سقط من أعلى الكوبرى فى فبراير الماضى وداخله 14 راكباً - على الانتحار مرتين لعدم قدرته على تحمل شكل وجهه المشوه بعد أن فقد أسنانه وعينه اليمنى وتم استئصال جزء من عظام أسفل العين.
لم يتبق له سوى عينه اليسرى، التى يتسرب منها الصديد والميكروبات، ورغم قدرته البسيطة على الرؤية، إلا أنه لم يتحمل شكله المشوه، فحاول التخلص من حياته، والده باع كل ما يمتلكه من شقة يعيش فيها مع باقى أولاده، حيث يعيشون الآن داخل غرفة بسيطة فى منطقة الشرابية.
عمرو سمير رمضان عبدالحق «22 سنة» يرفض الخروج من منزله ويختبئ داخل الغرفة التى يعيشون فيها بعد أن فشل والده فى تدبير مصاريف العمليتينالمتبقيتين ويرفض استقبال الضيوف حتى لا يروا وجهه المشوه.
والداه لا يعرفان معنى الراحة بعد أن فشلا فى تدبير قيمة العمليتين لإعادته للعيش بشكل طبيعى وسط زملائه وأقاربه.
التقت «المصرى اليوم» سمير رمضان، والد الضحية عمرو، وبدأ حديثه بالبكاء يتمنى أن يتدخل أحد من المسؤولين أو غير المسؤولين لإنقاذ حياة ابنه الأكبر، الذى أصيب نتيجة تهور سائق، صمت الأب لحظات ودموعه ملأت وجهه واستطرد كلامه: «عمرو» هو أكبر أولادى، يوم 6 فبراير الماضى كان يوم إجازته، حيث يعمل فى أحد الكافيهات، ونزل من البيت عندما علم أن أحد زملائه يبحث عن عمل، فعرض عليه العمل معه فى الكافيه، وبعد مقابله زميله استقل الميكروباص وكان به 13 شخصاً من الركاب، وسائقه كان يسير بسرعة جنونية ويتحدث عبر هاتفه المحمول، فسقط بهم من أعلى الكوبرى، وصل ابنى مستشفى التأمين الصحى فى مدينة نصر فى حالة سيئة وأخبره الأطباء بأنه مصاب بغيبوبة تامة وأن نجاته ستكون بمعجزة، شهر كامل يرقد داخل العناية المركزة إلا أنه أفاق وتبين لنا إصابته بكسور من الدرجة الأولى فى عظام وجهه وتهشم العظام أسفل عينيه وفقد الرؤية بعينة اليمنى، أجرى العديد من العمليات ورغم سوء حالته الصحية إلا أن المستشفى قرر التصريح له بالخروج لعدم تمكنه من دفع قيمة العلاج وخرج من المستشفى.
وأضاف الأب: لم أجد أمامى سوى بيع الشقة التى أعيش فيها لأن كل ما امتلكه هو معاش وشقة من 3 غرف، لإعالج ابنى وأجرى له 3 عمليات، وأنفقت كل ما امتلك إلى أن وصلت إلى طريق مسدود ولم أستطع تدبير قيمة العمليتين المتبقيتين.
تمكنت من الحصول على قرار علاج على نفقة الدولة من وزارة الصحة إلا أن المستشفى رفض تنفيذه، وأصيب ابنى بحالة اكتئاب بعد أن تدهورت عينه اليسرى، التى يرى بها وأصبح الصديد والميكروبات يهاجمانها، كما فقد قدرته على تحريك يده.