x

دعوة لتحريك كوبرى أكتوبر من مكانه

الأربعاء 21-07-2010 00:00 |
تصوير : other

أردت أن أعرف، إذا توفانى الله فى عمر الـ 60 عاماً، كم سأكون قد ضيعت منها على كوبرى 6 أكتوبر؟

أظل على هذا الكوبرى 3 ساعات يومياً، أى 90 ساعة فى الشهر، وكأننى أخذت سريرى وبقيت نائما على الكوبرى لمدة ثلاثة أيام، و45 يوما فى السنة، أى شهرا ونصفا كاملين، وفى عمر الستين سأكون قد أتممت سبع سنوات ونصفا على كوبرى 6 أكتوبر.

7 سنوات ونص! ليه يا عالم.. هو العمر فيه كام سبع سنين ونص، تخيل أنت أنه بعد ما فكرت أثناء عودتك للمنزل صعدت الكوبرى، اتقفل، وقالوا مش هنفتحه غير كمان سبع سنين، هذا ما يحدث بالضبط ولكن على جرعات يومية.

هذا مثال بسيط للحياة كما يريدها النظام، ولا أقصد بالنظام اى الحكومة، ولكن أسلوب الحياة فى مصر، فنحن نولد ونعيش ونموت كجزء من الـ system، ونتكيف عليه، من وضع السيستم؟ لا نعرف، لكننا جميعاً جزء منه، نعيش محبوسين فيه ويشل حركتنا كإشارة حمراء، وعندما يشعر المرء أنه محبوس داخل الزحام، يتمنى لو أنه يستطيع الطيران ليلحق بميعاده، وهوما علينا أن نفعله!

يجب أن نطير لنلحق بالحياة، قد لا نستطيع تحريك الشوارع المتحجرة، قد تكون السبع سنوات عقوبة إجبارية، لكن الشوارع المرورية ليست العقوبة الوحيدة فى «السيستم».

وتنتهى حياتك وأنت ذلك الرجل الذى أصبح لديه كرش يختفى وراءه، وقد أنجب أولاداً أصبح لا يطيقهم، ربما لأنهم يشبهون زوجته التى لم يحبها وتزوجها لأن الناس «لازم تتجوز»، أو لأنهم يشبهونه، وهولم ولن يصل فى حياته لدرجة حب نفسه، تذهب إلى عملك وتتقمص دور الإنسان الآلى حتى تعود للمنزل مرة أخرى.

هل هذا ما تريده لنفسك؟ ما دامت الإجابة هى لا، فلماذا تترك نفسك لـ«سيستم» يقرر لك كيف يجب أن تكون حياتك؟ ما الذى لديك لتخسره؟ لماذا لا تقبل المخاطرة فى موقف عدم المخاطرة فيه مخاطرة أكبر بكثير، ستضيع حياتك كالكثيرين ممن بلعهم «السيستم» وعاشوا وماتوا دون أن يلحظهم أحد.

من يرد الحياة يجب أن يعلو فوق النظام، يجب ألا يقتنع أن «قدره» البقاء محبوساً فى الزحام، لن أيأس من الوصول إن لم يتحرك من على الكوبري، حتى لوكان السبيل الوحيد هوتحريك الكوبرى نفسه.

محمود مصطفى كمال

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية