تنتهى غداً الأحد فترة التجميد الجزئى التى حددتها الحكومة الإسرائيلية للبناء الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة دون موقف أو إعلان إسرائيلى واضح بشأن تمديد قرار التجميد على الرغم من الجهود المكثفة فى مفاوضات اللحظة الأخيرة لمحاولة التوصل إلى حل وسط يمنع انهيار محادثات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين أكدوا عدم قبولهم بحلول جزئية وهددوا بالانسحاب من المفاوضات ما لم يتوقف الاستيطان بشكل كلى.
وتجرى فى نيويورك منذ عدة أيام لقاءات مكثفة بين الوفود الفلسطينية والإسرائيلية ومسؤولى الإدارة الأمريكية بالتزامن مع الضغوط الدولية المتواصلة لمنع انفجار المحادثات، التى تدخل مرحلة حاسمة اليوم إما بالانهيار أو بالاستمرار، وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، جيفرى فيلتمان، إن واشنطن تبذل جهوداً محمومة لمنع تفجر المفاوضات، وتحث إسرائيل على تمديد تجميد الاستيطان، وتوضح للجانب الفلسطينى أنه ليست لديهم مصلحة فى ترك المفاوضات.
وقالت مصادر إسرائيلية إن وزير الدفاع، إيهود باراك، ورئيس طاقم المفاوضات إسحاق مولخو أجريا جولة محادثات مع مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين، للتوصل إلى اتفاق، موضحين أن إسرائيل تسعى إلى منع تفجر المفاوضات وإتاحة المجال أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للعمل بموجب الضرورات السياسية التى تلزمه باستئناف البناء الاستيطانى فى الضفة، إلا أنهم قالوا إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مقبول بين الطرفين.وقال مسؤول إسرائيلى إن خطة البناء فى الضفة العام المقبل متواضعة ولا يمكن أن تؤثر على الإطلاق فى عناصر اتفاق سلام، ورد نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، بالرفض قائلا: «لن يوافق الرئيس محمود عباس (أبومازن) على بناء ولو منزلاً واحداً فى المستوطنات».
بدوره، قال «أبومازن» بعد لقائه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، أمس، فى نيويورك حول سير المفاوضات إنه لا يوجد جديد، والتقى الجانبان مجددا اليوم لبحث آخر تطورات معضلة الاستيطان، وحول الاعتراف بيهودية الدولة الذى طالبته به الحكومة الإسرائيلية: «لن نقبل هذا إطلاقا، أنت تريد أن تسمى نفسك دولة يهودية، عبرية، إمبراطورية، هذا ليس شأننا».
وقال عباس لدى زيارته تمثال الحرية فى نيويورك: «تمثال الحرية هو رمز لحرية الشعب الامريكى وحرية الشعوب»، مضيفا: «نأمل أن نبنى ثمثالا للحرية فى دولة فلسطين قريبا». وأضاف: «كما أهدت فرنسا تمثال الحرية للشعب الأمريكى نأمل أن تهدى الولايات المتحدة وشعبها الشعب الفلسطينى تمثالا للحرية».
وفى الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن تحقيق السلام رغم صعوبته البالغة سيغير ديناميكية المنطقة بشكل إيجابى جدا، وهناك طريقة واحدة لتحقيق ذلك وهى من خلال السلام مع إسرائيل، وليس من خلال العنف.
فى المقابل، انتقد إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس المقالة فى غزة، خطاب الرئيس الأمريكى الخميس الماضى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الدولة الفلسطينية ووصفه بأنه رؤية فضفاضة لا تعنى شيئا للدولة الفلسطينية، وأضاف أن حديث أوباما الذى دعا فيه لإقامة دولة يهودية يعنى إسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وأمنيا، ساد التوتر مجددا مدينة القدس المحتلة وحى سلوان بالمدينة وسط استنفار إسرائيلى بعد تجدد الاشتباكات بين قوات الاحتلال والمستوطنين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى عقب استشهاد طفل فلسطينى عمره عامان مختنقا بسبب قنابل الغاز الإسرائيلية فأضرم شبان فلسطينيون النيران فى إطارات السيارات ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة.