x

منار الشوربجي طاقية الإخفاء فى الألفية الثالثة! منار الشوربجي الثلاثاء 26-05-2015 21:40


كانت محض مصادفة تلك التى جمعتنى فى أقل من أربع وعشرين ساعة مع كل من الفيلم المصرى الشهير «سر طاقية الإخفاء»، وأكثر التطورات التكنولوجية غرابة فى عالمنا المعاصر. وفيلم طاقية الإخفاء الذى أخرجه نيازى مصطفى فى عام 1959، وقام ببطولته عبد المنعم إبراهيم وزهرة العلا من أشهر الأفلام المصرية. وما زلت أحب مشاهدته متى عرضته شاشات التليفزيون حتى يومنا هذا.

فالفيلم الذى داعب خيالنا ونحن أطفال لا يزال يمتعنا. فصاحب دكان العطارة الصغير يحلم بتحويل التراب إلى ذهب. فأنشأ لذلك معملا فى بيته لا يكف عن مفاجأة أهل الحارة بفرقعات بين اللحظة والأخرى بسبب تجاربه التى يعتمد فيها على كتب وجدها فى سحارة جدة، لكن ابنه الصغير «فصيح»، دخل يلهو فى المعمل فحرق دون أن يقصد «عفريتا» تحول لبودرة. والطاقية التى غمرتها «بودرة العفريت» صارت قادرة على إخفاء من يرتديها. وكنت وأنا طفلة تعجبنى كثيرا عبارة يقولها الفنان عبد المنعم إبراهيم للذين استنكروا أو استغربوا وجود طاقية الإخفاء، حيث يقول لهم شيئا من قبيل ولماذا لا تستغرب أن «الحديد بيطير»، يقصد طبعا الطائرة، و«الحديد بيتكلم»، ويقصد التليفون. وربما كانت تعجبنى تلك العبارة وقتها لأنها تدافع عن فكرة الطاقية التى تخفى البشر التى كانت تستهوينى ككل الأطفال!

كنت قد شاهدت الفيلم فى المساء، ثم إذا بعينى تقع فى صباح اليوم التالى على مقال يتحدث عن تطورات تكنولوجية ذكرتى بالفيلم. فنحن مقدمون فى تقديرى على عصر جديد تماما من التطور التكنولوجى يختلف نوعيا عما شهدناه فى العصور السابقة. فقد بدأ بالفعل فى هولندا إنتاج نوع من الملابس، تشبه الملابس التى تحمى من المطر والرياح، يمكنها أن تخطر من يرتديها، فى الحال، بدرجة تلوث الجو من حوله، وهى تحتوى إلى جانب القياس على جهاز يتم تركيبه على الفم والأنف يمكن من خلاله للشخص أن يستنشق الهواء النقى.

كما بدأت بعض مصانع الولايات المتحدة فى إنتاج ملابس للرياضيين تحمل رقائق صغيرة يمكنها أن تخطر الرياضى الذى يرتديها عن أى العضلات تحديدا هى تلك التى يحركها بالفعل وهو يمارس الرياضة وعددها وحجم الجهد المبذول لدى كل منها. وبعد أن كانت آخر «تكنولوجيا» نعرفها فى مجال الأحذية هى تلك المزودة بالأضواء، يوجد تفكير لدى بعض المصانع فى إنتاج الأحذية التى تستخدم فى رياضات التسلق والترحال مزودة بدليل الخرائط والطرق الموجود فى السيارات اليوم، والواضح أن مجال الأقمشة والملابس تحديدا يحظى بالكثير من التطور بل والخيال التكنولوجى. فهناك اليوم بالفعل مصانع تنتج ملابس بالطلب فى اليوم نفسه ولشخص واحد فقط حسب الذوق والمقاسات. بل أكثر من ذلك، صارت هناك ملابس مزودة برقائق حساسة توضع على الأكتاف تنبه صاحبها متى كانت من حوله كاميرات تراقبه!

الأغرب من هذا وذاك، أنه صار هناك اليوم بالفعل ما يشبه «طاقية الإخفاء»! فقد تم إنتاج نوع من المساحيق نجح بالفعل فى أن يخفى ملامح الشخص عن الكاميرات. لكن تلك المساحيق نفسها التى تراوغ الكاميرا تجعل ملامح الشخص أكثر وضوحا بكثير للعين البشرية. ولا تزال تلك المساحيق تخضع للمزيد من التجارب! وبينما أقرأ كل هذا، تذكرت الكلمات التى وردت على لسان الفنان عبد المنعم إبراهيم فى فيلم طاقية الإخفاء فوجدتها تستحق تأملا من نوع مختلف تماما!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية