x

أيمن زيدان: الديمقراطية العربية ديكتاتورية ترتدي «طاقية الإخفاء»

الثلاثاء 23-04-2013 20:01 | كتب: أميرة عاطف |
تصوير : اخبار

تاريخ الفنان السورى الكبير أيمن زيدان يضم عددا كبيرا من الأعمال التاريخية المهمة، لكنه يعتبر تجربته فى مسلسل «خيبر» الذى يجرى تصويره حاليا واحدة من أبرز محطاته الدرامية، لأن العمل يناقش علاقة اليهود بالمنطقة العربية، والتى يعتبرها من القضايا المسكوت عنها فى الدراما التليفزيونية. وفى حواره مع «المصرى اليوم» يكشف أيمن زيدان عن تفاصيل تجربته فى مسلسل «خيبر»، ورؤيته للوضع فى سوريا حاليا.

■ ماذا عن دورك فى مسلسل «خيبر»؟

- أجسد شخصة «عبدالله ابن أبى»، وهو من أشهر المنافقين فى الإسلام، وكان حريصاً جدا على إخفاء نواياه الحقيقية طوال الوقت، وهذا الرجل يمثل أبرز صور النفاق السياسى فى تلك الحقبة الزمنية، كما أن الشخصية تحمل أبعاداً سياسية معاصرة لما نعانيه هذه الأيام من نفاق سياسى.

■ كيف ترى تجربة تناول الدراما التليفزيونية لليهود؟

- مسلسل «خيبر» اكتسب أهميته بالنسبة لى لأن العلاقة مع اليهود فى المنطقة العربية مسكوت عنها فى الدراما، ولم يتم التعرض لها بالشكل الذى ينبغى أن تظهر عليه، وهى علاقة قائمة على التركيبة الحقيقية للشخصية اليهودية، كما أننى مؤمن بضرورة تواصل التاريخ مع الحاضر من أجل صياغة المستقبل، والدراما التاريخية التى أحترمها هى التى لا تقف عند حد التوثيق والتأريخ، فالأعمال التاريخية المهمة هى التى تطرح أسئلة مشروعة، والعلاقة مع اليهود علاقة مطروحة ومعاصرة وهى واحدة من زوايا الصراع العربى.

■ ألم تخش من المشاركة فى عمل درامى يتعرض لهذه المنطقة الشائكة؟

- أعتقد أن مسؤولية الفنان تحتم عليه أن يكون على تواصل دائم مع قضايا وطنه، ولا يوجد فنان حقيقى خارج مشاكل وأحداث عصره المقلقة، وأسعى أن يكون المسلسل عملا تاريخيا مهما وملفتا، خاصة أنه يتصدى لمنطقة لم يتم الحديث عنها كثيرا، رغم استمرارها الفعلى.

■ ما رأيك فى تعاون الخبرات المصرية والسورية فى مسلسل «خيبر»؟

- كنت من أوائل الذين قالوا «إنه إذا كانت السياسة وضعت حدوداً، وتأشيرات، وجوازات سفر، فيجب على الفن أن يحطمها، لأن الفن معادلة إنسانية تتحدى كل الأوضاع»، ومن المحزن ألا نجد حديثاً أو أسئلة عن عمل لمخرج أو ممثل إيطالى فى هوليوود، فى الوقت الذى مازلنا نطرح فيه أسئلة عن عمل سورى أو مصرى، فمثلا عمل آل باتشينو وروبرت دينيرو فى أمريكا ولم يسأل أحد عن جنسيتهما، لذلك يجب أن يكون الفن خارج هذه المسميات والحدود، والأهم أن يكون كل منا فى مكانه الصحيح، وأن يكون منتمياً للشخصية التى يؤديها.

■ سبق أن قدمت مسلسلين فى مصر ثم اختفيت لفترة، فما السبب؟

- بالفعل قدمت مسلسلين فى مصر هما «عيون ورماد» سنة 2007 و«نسيم الروح» سنة 2008، وذهبت بعدهما إلى سوريا واستكملت مشروعاتى الفنية هناك، ولم أكن أخطط للعمل خارج سوريا، ولكن الأزمة التى تمر بها سوريا حاليا فرضت علينا أن نعود ونعمل، ونبحث عن الخيارات الأفضل، كما أننى لا أمتنع أبدا عن المشاركة فى أى مشروع مهم فى أى مكان، لذلك شاركت فى «خيبر».

■ كيف ترى الدراما السورية حاليا؟

- المفارقة الغريبة أنه رغم الأحداث التى تمر بها سوريا، ووسط كل هذه الظروف الأمنية المعقدة، إلا أنه تم إنتاج 22 مسلسلاً حتى الآن، والدراما السورية تعمل فى ظروف صعبة، ولكن الحكم الحقيقى يبقى مع عرض هذه الأعمال، وإن كانت العناوين تشير إلى تواجد جيد، وأنا سعيد لأن الفنانين السوريين يمتلكون التحدى والإرادة فى هذه الظروف الصعبة.

■ ما تحليلك لما يحدث فى سوريا؟

- أنا حزين بسبب ما يحدث فى بلدى، وأشعر بالفجيعة ولا أصدق ما يجرى هناك، فهو شىء أقرب للخيال، والحديث عن معطيات الأزمة «حديث مركب»، والامتحان الذى تمر به سوريا والوطن العربى كله صعب، ولدى ملاحظات شديدة على مفهوم الثورات العربية، ولا نستطيع أن نبرئ الأنظمة الحاكمة من مسؤولياتها السياسية، ولا شك أن هناك مؤامرة ولكن الأسوأ أن هناك تربة خصبة لكى تنجح هذه المؤامرة، والحديث فيه إشكالية وليس كل ما يصدره الإعلام لنا هو الحقيقة، بل هو أنصاف حقائق، وما يحزننا هو رحيل الأوطان وقتل الأبرياء وسفك الدماء، ولا شك أنها فترة عصيبة على الأمة العربية كلها.

■ ما هى توقعاتك للسيناريو القادم فى سوريا؟

- لا يوجد أحد يستطيع أن يتوقع أى سيناريوهات، أو يمتلك إجابة كاملة عن انتهاء الأحداث والشكل الذى ستصل إليه، لأن الذى يجرى حاليا خرج إلى إطار «التدويل»، ومن يعتقد أن المشكلة تتعلق بسوريا فقط فهو مخطئ، فلم تعد حدود المشكلة كاملة بيد أصحابها، فهناك مشاريع ومحاور سياسية أكبر تفرض منطقها فى إدارة الأزمات وحلها، وأنا سورى وأعرف أن المشكلة ليست سورية ولا حلها سورى، حيث تحول ما يجرى إلى حرب إقليمية بالوكالة، ونحن كفنانين ومواطنين كل ما نتمناه غد أفضل، وأن يتوقف شلال الدم وتعود سوريا لسابق عهدها.

■ ما سبب حذرك من الحديث فى السياسة خلال الفترة الأخيرة؟

- المسالة ليست خوفا أو حذرا ولكننا فى فترة يكثر فيها التأويل والتخوين، وأكثر ما يشاع فيها أن كل منا ينحاز إلى جانب ضد الآخر، وأى رأى يفسر على أنه مع أو ضد فلان، ومشكلتنا كعرب أنه لا أحد يؤمن بأن هناك إجابات متعددة للمشكلة الواحدة، فنحن لا نملك إلا الإجابة اليتيمة، وللأسف نحن غير مؤهلين للديمقراطية، التى من أول شروطها احترام الرأى الآخر وعدم تخوينه لمجرد اختلافه معك، ونحن نحتاج إلى محاربة التخلف والأمية والفقر لكى توجد ديمقراطية حقيقية، وليست قاعدة أن الأغلبية دائما على صواب، وحتى الانتخابات النزيهة ونتيجة الصناديق لا تأتى دائما بالأصلح لأنه لابد من توافر شروط معينة، وقد لا يكون هناك تزوير ولكن من الممكن أن تزور الإرادة الانتخابية، وتحت وطأة التخلف والجهل والفقر يساق الصوت الانتخابى إلى المكان الخطأ، وللأسف الديمقراطية العربية التى نتحدث عنها هى ديكتاتورية ترتدى «طاقية الإخفاء»، ولكن العاقل يراها ويدركها جيدا، وفى هذه المرحلة التى تمر بها الشعوب العربية نتخلص من ديكتاتورية لنكتشف أننا أمام ديكتاتورية جديدة، وهى سمة السياسة فى الوطن العربى، والتى تظهر فى مسميات أو أشكال جديدة، بمعنى أن يختفى شخص ليظهر حزب أو جماعة أو تيار سياسى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية