شهدت إحدى جلسات مؤتمر الدراسات القبطية الذي ينظمه مركز الخطوط والكتابات التابع لمكتبة الإسكندرية، أمس الخميس، أزمة بين المشاركين، بسبب الانتقادات التي وجهها الحضور للأبحاث المقدمة التي دارت حول 3 قضايا، وهي "الجزية" و"موالد القديسين"و "رعاية الدولة الفاطمية للكنائس والأديرة".
تسببت الدراسة الأولى التي عرضها الدكتور «محمد عبد الودود» في أزمة، عندما تطرق الباحث إلى موضوع رعاية الدولة للكنائس في العهد الأول لدخول الإسلام إلى العهد الفاطمي، وموضوع رفع الجزية عن رجال الدين والأطفال والنساء وكبار السن، فرد أحد الكهنة المشاركين بالقول بأن "القرآن لم يفرض علينا ما فرضه عبد الملك بن مروان، عندما فرض الجزية علينا جميعا بلا استثناء حتى الموتى، والرهبان والصبية، والنساء"، وتساءل: "منذ متى والدولة ترعى الأديرة والكنائس وتساهم في بنائها"، مشيرًا إلى أن التاريخ يؤكد أن الحاكم بأمر الله دمر الكنائس، وأن عمرو بن العاص هدم ما يقرب من 30 ألف كنيسة مصرية خلال ولايته الثانية لمصر.
أما الأزمة الأخرى تفجرت عندما أصر الدكتور «عزت حبيب» على تشبيه احتفالات الأقباط بميلاد القديسين بـ"الموالد" مؤكدا أنها لا تختلف عن احتفالات المسلمين بموالد الصالحين وأولياء الله وآل البيت، واستدل علي ذلك بتشابه الطقوس والعادات والتقاليد التي تقام خلال احتفالات المسلمين والمسيحيين لإحياء موالد القديسين والأولياء الصالحين، وهو ما أثار غضب الباحثين المشاركين ورجال دين، الذين أكدوا أن الاحتفالات عند المسيحيين أعياد دينية وليست موالد كما يزعم الدكتور «حبيب».
وانتقد الباحثون ورجال الدين المسيحي خلط الدكتورة «رندا بليغ» بين الطب القبطي والاستشفاء بنصوص سحرية، من خلال ذكر أسماء القديسين في بعض النصوص لعلاج المرضي و"الملبوسين والممسوسين" واستخدام الزيت المقدس "زيت القنديل".
من جانبه انتقد الدكتور «محمود سعيد عمران»، أستاذ تاريخ العصور الوسطي بجامعة الإسكندرية الأبحاث المقدمة للنقاش بالمؤتمر، وقال: للأسف الشديد غالبية الأبحاث المقدمة للمؤتمر تسودها عدم الدقة ومعظم الأبحاث التي ناقشها الباحثين مجرد محاضرات عامة ومعارف ومعلومات لا ترتقي للبحث العلمي".