x

التعليم الجامعي في إسرائيل ينجو من كوارث «المجانية»

الثلاثاء 26-05-2015 12:11 | كتب: محمد البحيري |
التعليم الجامعي في إسرائيل التعليم الجامعي في إسرائيل تصوير : آخرون

لا يعرف التعليم العالى فى إسرائيل شيئا عن شعار «مجانية التعليم»، وربما لو كانت تعلمه، ما نجحت فى تحقيق هذا القدر الكبير من الإنجازات العلمية، الذى لا يتناسب مع حجمها الصغير ولا تاريخها الذى لا يزيد على 67 عاما، ولا عدد سكانها البالغ 8 ملايين نسمة، من بينهم مليونان من العرب.

وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائليية تدعم الجامعات وأغلب مؤسسات التعليم العالى، إلا أن التعليم العالى ليس مجانيا بأى حال من الأحوال، حيث يدفع الطالب الإسرائيلى فى المتوسط 13 ألف شيكل، أى ما يزيد على 25 ألف جنيه مصرى فى السنة الواحدة للدراسة بالجامعة.

أما إذا أراد خريج الجامعة استكمال دراسته العليا، فسيكون عليه أن يدفع 15 ألف شيكل، أى ما يصل إلى 30 ألف جنيه مصرى تقريبا، فى السنة الواحدة للحصول على الماجستير الذى يستغرق عامين فى الغالب، ما يعنى أنه سيدفع 60 ألفا على الأقل للحصول على الماجستير.

كانت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية نشرت ذكرت أن مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست (البرلمان الإسرائيلى)، أصدر تقريرا تشير نتائجه إلى أن تكلفة التعليم فى المؤسسات العامة بإسرائيل أعلى بكثير مقارنة مع معظم الدول الأوروبية، باستثناء بريطانيا.

وتصل تكلفة التعليم فى العام الواحد للحصول على لقب جامعى أول فى إسرائيل، أى بكالوريوس أو ليسانس، حوالى 9000 يورو، علما بأن الدراسة الجامعية تستغرق 3 سنوات على الأقل، بواقع 3 آلاف يورو للسنة الواحدة.

وتعتبر تكلفة التعليم الجامعى فى أوروبا أقل بكثير من التكلفة فى إسرائيل. ففى إسبانيا تبلغ تكاليف العام الدراسى فى برنامج «البكالوريوس» ألف يورو سنويًا، وفى فرنسا لا تتجاوز التكلفة بضع مئات من اليورو، وفى العديد من الدول الأوروبية الأخرى التعليم الجامعى للقب الأول هو تعليم مجانى (كما هو الحال فى ألمانيا، اليونان، النمسا، النرويج والسويد).

أما الدولة الوحيدة فى أوروبا التى تتجاوز تكلفة الحصول فيها على لقب جامعى أول التكلفة الإسرائيلية، هى بريطانيا، حيث تصل تكلفة اللقب الجامعى الأول حوالى 10.341 يورو.

كما يتضح من الوثيقة أن إسرائيل تفتقر إلى نظام إقراض واسع من أجل تمويل التعليم الجامعى كالنظام القائم فى غالبية الدول الأوروبية.

ويتم تحديد تكلفة الدراسة فى المؤسسات التعليمية التى تتلقى ميزانيات من الدولة من خلال عدة لجان تعمل على مناقشة هذا الموضوع.

وكثر الحديث عن ضرورة تخفيض نفقات التعليم فى إسرائيل، وتم تشكيل لجنة فعلا تقوم على تخفيض مصروفات الدراسة الجامعية من خلال دعم حكومى إضافى للجامعات، أسفر عن تخفيض المصروفات فى بعض الجامعات 13800 شيكل.

وعلينا أن نلاحظ أن ذلك كله يتعلق بالجامعات العامة فى إسرائيل، أما ما يتعلق بالكليات الخاصة، فإن أرقام المصروفات الدراسية تقفز قفزات كبيرة، حيث يتوجب على الطالب أن يدفع فى السنة الواحدة نحو 30 ألف شيكل، أى ما يزيد على 58 ألف جنيه سنويا، ما يعنى أن البكالوريوس أو الليسانس من جامعة خاصة يتكلف 174 ألف جنيه على الأقل كمصروفات مباشرة ورسمية.

وهناك بعض القواعد المالية التى تجنب الدولة تحمل نفقات طالب فاشل أو متكاسل، فعلى سبيل المثال، الطالب الذى يمد دراسته لأكثر من عدد السنوات الدراسة العادية فى مجال تعليمه يدفع زيادة بنسبة 10% من رسوم التعليم.

وتتشدد الجامعات الإسرائيلية فى شروط القبول لأن الحكومة تقدم الدعم لهذه الجامعات على حساب العدد المفترض من الطلاب للجامعة، التى سيكون عليها تحمل النفقات إذا قبلت عددا أكبر من الطلاب. كما أن الحكومة تدفع الدعم للجامعة بعد انتهاء الطالب من شهادته الجامعية، الأمر الذى يعنى أن الطالب الذى لا يكمل دراسته بعد التحاقه بالجامعة يكبد الجامعة خسائر فادحة. ولذلك تركز الاختبارات والمقابلات الشخصية على اختيار الطلاب المتحمسين والمؤهلين لإكمال تعليمهم الجامعى حتى الحصول على البكالوريوس أو الليسانس على الأقل.

ويحق للبعض أن يتساءل عن نتيجة هذا النظام الخالى من «المجانية» على مسار التعليم الجامعى فى إسرائيل. ويمكن العثور على الإجابة من خلال بعض التقارير الدولية، مثل ظهور 3 جامعات إسرائيلية ضمن أفضل 100 جامعة فى العالم لعام 2013، وهى الجامعة العبرية، ومعهد التخنيون، ومعهد وايزمان للعلوم. وظهرت جامعتان إسرائيليتان فى تصنيف شنغهاى الأكاديمى لأفضل الجامعات على مستوى العالم لعام 2014، وهما: الجامعة العبرية (70)، والتخنيون (78).

وتظهر 6 جامعات إسرائيلية فى لائحة أفضل 100 جامعة فى آسيا. وفى قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم فى العلوم الاقتصادية لعام 2014، يرد ذكر الجامعة العبرية وجامعة تل أبيب. وفى قائمة أفضل 200 جامعة لدراسة علوم الكمبيوتر يظهر اسم التخنيون (18)، وجامعة تل أبيب (20)، والجامعة العبرية، ومعهد وايزمان، وجامعة بن جوريون، وجامعة بار إيلان.

وفى قائمة أفضل 200 جامعة فى الكيمياء على مستوى العالم لعام 2014، يأتى معهد وايزمان (43)، والجامعة العبرية، ثم التخنيون، وجامعة تل أبيب.

وفى قائمة أفضل 200 جامعة فى الرياضيات لعام 2014، يظهر اسم الجامعة العبرية (27)، ثم التخنيون، تليه جامعة تل أبيب.

وعلى الرغم من كل ذلك، أعربت مصادر أكاديمية إسرائيلية عن صدمتها من هذه النتائج التى تدل على تراجع تصنيف الجامعات والمعاهد الإسرائيلية على المستوى العالمى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية