x

حصاد الدوري الإنجليزي: ستيفن جيرارد لم يكن يستحق هذه النهاية

الإثنين 25-05-2015 12:02 | كتب: محمد المصري |
ستيفن جيرارد يدخل ملعب مع بناته ، 16 مايو 2015 ستيفن جيرارد يدخل ملعب مع بناته ، 16 مايو 2015 تصوير : آخرون

لسنوات طويلة حمل ستيفن جيرارد ليفربول على كتفيه، رحل الجميع وبقي هو، «لن يمشي أحد وحده لأنه كان دائماً بجانب الجميع»، ثم.. وحين وَجَبَ أن يرحل.. لم يحمله أحد.

ربما لم يمر أسطورة كروية حديثة بهذا القدر من السوء في موسمه الأخير مع ناديه أو منتخب بلاده بقدر ما حدث مع ستيفن جيرارد، بعض الأحيان بأخطاءه، وأحياناً بأخطاءِ الآخرين.

آخر الصور التي تبقى من «جيرارد» كلها حزينة، وكأن انزلاقة قدمه أمام تشيلسي في العام الماضي، ثم كرته الخاطئة لسواريز التي تسببت في خروج إنجلترا من كأس العالم، كأن ذلك لم يكن كابوساً كافياً، بقى في ليفربول موسم آخر ليعيش كابوساً جديداً كل يوم.

منذ بداية الموسم ظهر الفريق هشاً، وصيف البطل في النسخة السابقة، وأفضل فريق إنجليزي في 2013/14، كان كالشبح في موسمه الجديد، أموال «سواريز» أُنْفِقت على حفنة من اللاعبين لم يظهر أي منهم بمستوى جيد أو ثابت منذ البداية، والأسوأ كان إصابة «ستوريدج»، الضلع الثاني في ثنائية مذهلة مع «سواريز»، ليظهر ليفربول ضائعاً تماماً، حفنة من الصغار مثل سترلينج وكوتينيو وهيندرسون كان من المفترض أن يحملوا تاريخ الفريق كله.. وهو ما كان ثقيلاً جداً.

«جيرارد» في المقابل، وللمرة الأولى ربما، ظهر عجوزاً جداً، بطيئاً ومتعباً ولا يقوى على عملية إحلال وتبديل جديدة للوجوه من حوله، مشاكل فنية كبرى، والأسوأ تأخر الإدارة في الحديث عن تجديد عقده الذي ينتهي مع الموسم، وهو لم يحتمل كل شيء.. فأعلن رحيله.

الخبطات كانت متوالية، فوتومونتاج موسم «جيرارد» الأخير سيحمل خروجاً مهيناً من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا الذي جاهد الفريق لسنين من أجل العودة إليه، ترنحاً في الدوري والوصول للمركز الحادي عشر في الترتيب ضمن أسابيع أولى كارثية.

موسم «جيرارد» الأخير سيحمل حلماً انتهى في الأربعين ثانية الفاصلة بين نزوله إلى أرض الـ«أنفيلد» في مباراة مانشستر يونايتد وخروجه منه مطروداً، في لحظة تهور غبية أدت لخسارة ليفربول المباراة 1-2، وتقلص فرصة في المنافسة على بطاقة دوري أبطال أوروبا من جديد.

موسم «جيرارد» الأخير كان قريباً من الانتهاء بلحظة كلاسيكية في حمله كأس إنجلترا، حيث كان على بعد خطوة من نهائي منتظر مع أرسنال، تكون الحظوظ فيه 50% لـ50%، ولكن –دون سبب واضح- خسر الفريق 2-1 من أستون فيلا الذي كان مهدداً بالهبوط في الدوري، ليرحل «جيرارد» دون بطولة.

وبعد كل شيء، لم يمنحه زملاءه ولو نهاية هادئة للمسيرة، وأصروا أن يكون ذلك بأكثر الأشكال قبحاً وكابوسية، في آخر مباراة على أنفيلد، وحين حَضِرَ الجميع لتوديع القائد والرمز، خسر الفريق 1-3 من كريستال بالاس، لتكون وداعية الجماهير منقوصة ومُنَغَّصة بخسارة سيئة على أرضهم.

ثم، وفي آخر مباراة للكابتن بقميص ليفربول على الإطلاق، قدم الفريق أسوأ مباراة له في الأربعة عقود الأخيرة على الأقل، وأكبر عدد من الأهداف يدخل مرماه منذ عام 1963، رقصة سترابتيز طويلة لخط دفاع الفريق أدت للهزيمة 6-1 من ستوك سيتي، ثم إظلام كامل على وجه لن يُرى بهذا القميص من جديد.

ما كان يُرى في تلك المباراة، وما سيبقى كلحظةٍ أخيرة، هو هذا القدر من الحسرة على وجه «جيرارد» وهو يغادر جماهير مهزومة بجسدٍ مهزوم.

كان من الممكن أن تكون النهاية أخف وطأة، كان من الممكن أن يلعب الجميع لأجلِ جيرارد كما لعب سنيناً لأجل الجميع، ولكن كل هذا صار من الماضي الآن، والمستقبل الوحيد هو أن ستيفن ترك ليفربول.. سيمشي وحيداً وسيمشون وحيدين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية