أصدرت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وثيقة علمية تضم معايير لجودة الكتاب المدرسي، بغرض تقديمها استرشادية لمتخذي القرار للمساعدة فى تصميم وتنفيذ كتاب مدرسي يتسم بالجودة، ويمثل مرجعا شاملا ومتكاملا للطالب.
وقال الدكتور مجدي قاسم، رئيس الهيئة، إن الغرض من وضع المعايير هو تنمية معارف الطالب وقدراته الذهنية، وتحفيز قدرته على التعلم الذاتي، ويمكنه من تقييم مستواه تقييما ذاتيا، من خلال ما يحتويه من تطبيقات وأسئلة، إضافة إلى كونه دليلا يرشد المعلم أثناء تنفيذه لمحتوى المنهج.
وأضاف قاسم :"تهدف الهيئة أيضا إلى تعظيم اقتصاديات الكتاب المدرسي وتقليل الفقد في نفقات إنتاجه حيث تتكلف الدولة ملايين الجنيهات سنويا يمكن توفيرها".
وأكد أن أهمية معايير جودة الكتاب المدرسي تأتى في ضوء المشكلة الأخيرة القائمة بين وزارة التربية و التعليم ودور النشر بسبب الكتب الخارجية، مشيرا إلى أن الكتب الخارجية تلاقي إقبالا من الطلاب بصورة تجعلهم يستغنون عن الكتاب المدرسي مما يمثل في حد ذاته إهدارا للموارد المالية بسبب الإنفاق المزدوج على التعليم حيث تنفق الدولة ملايين الجنيهات على إعداد وطباعة الكتاب المدرسي والذي يأتي غالبا دون المستوى، و يستغنى عنه الطلاب لصالح الكتب الخارجية.
وتوقع قاسم أنه مع تطبيق تلك المعايير سنصل لكتاب مدرسي "جاذب" للطالب، وداعم لبناء كافة جوانب شخصيته، و خاليا من التكرار والركاكة وضعف المحتوى وتنافر الألوان والخطوط ورداءة الطباعة والتجليد والسمات الأخرى التي يتصف بها الكتاب المدرسي الحالي، بما يجعله "صيدا سهلا" للمنافسة من سوق الكتب الخارجية على حد قوله.
وأشار قاسم إلى أن معايير جودة الكتاب المدرسي، تهدف إلى الاهتمام بـ 8 مجالات أساسية، هي تأليف الكتاب المدرسي، والخاصة بتناول اختيار الخبراء ومواصفاتهم وتشكيل الفريق الذي سيؤلف الكتاب، والتصميم العام للكتاب المدرسي، والخاص بتناول معايير تصميم غلاف الكتاب بما يجعله معبرا عن مضمونه ومناسبا للمرحلة العمرية ومتناسق الألوان ويتوفر فيه عنصرا الجاذبية والتشويق، وطباعة الكتب والذي يهتم بجودة التجميع والتجليد، واستخدام الخطوط المناسبة للمرحلة العمرية، إضافة إلى محتوى الكتاب، الذى يتناول معايير المادة العلمية و كيفية ربطها بالحياة العملية والقضايا المجتمعية، وضرورة مراعاة الدقة والحداثة والتوازن في المحتوى وترتيبه ترتيبا منطقيا.
وأضاف قاسم: تأتى باقى المعايير خاصة بأساليب التقويم، وهو مرتبط بالتقويم الشامل، لنواتج التعلم المستهدفة، و يتناول سلامة صياغة السائلة و وضوحها و تغطية تقييم المستويات المعرفية والمهارية والوجدانية المختلفة، وتكنولوجيا التعليم و يتضمن إتاحة المحتويات في صورة الكترونية و استخدام مصادر معرفة ملائمة ومتنوعة من المصادر الالكترونية ، فضلا عن دليل المعلم يوضح المنطلقات الأساسية للكتاب والعلاقة بين المقرر والمقررات الأخرى مع إرشاد المعلم إلى استراتيجيات وأساليب التدريس والتقويم ويتضمن نماذج لتقويم الطلاب و قائمة بمراجع أخرى قد يحتاج إليها المعلم، وأخيرا اقتصاديات الكتاب المدرسي، الذى يتضمن الإرشادات التي تساعد على خفض التكلفة وكفاءة استخدام الكتاب المدرسي ، والحفاظ على الجودة مع الاقتصاد في التكلفة.