فرضت أزمة الكتب الخارجية نفسها بشدة هذا العام على الطلاب وأولياء الأمور، خاصة بعد رفض الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، إصدار التصاريح لدور النشر بصدور الكتب الخارجية للمواد المختلفة، كما كان يحدث كل عام، إلا بعد دفع مقابل يتراوح بين 250 و400 ألف جنيه فى المادة الواحدة.
وظهر مستفيدون غير متوقعين من تلك الأزمة التى دخلت كل بيت مصرى، فبعد أن فشل الأهالى فى الحصول على كتاب خارجى من منطقة الفجالة، المشهورة ببيع مستلزمات الدراسة، اتجهوا تلقائياً إلى سور السيدة زينب، المجاور لمحطة المترو، لشراء ما تيسير من كتب خارجية مستعملة من العام الماضى، تقل أسعارها إلى النصف عن سعر الكتاب الجديد، الذى يباع فى المكتبات بـ10 جنيهات، ويتراوح سعر المستعمل منه فى سور السيدة زينب بين 3 و5جنيهات فقط على الأكثر، فى حين يباع العديد من الكتب المستعملة بأسعار لا تزيد على جنيهين للكتاب الواحد.
إيمان محمود، واحدة من أولياء الأمور، الذين توافدوا للحصول على فرصة أخيرة لشراء كتاب خارجى. تجولت إيمان فى الشارع كاملاً ذهاباً وإياباً وهى تمر على جميع المكتبات للسؤال عن كتاب خارجى خاص بالصف الخامس الابتدائى الذى تدرس به ابنتها، وقالت: «حاولت أجيب كتاب خارجى لبنتى من كل المكتبات اللى حوالينا بس ما لاقيتش، فقلت آجى هنا جايز آلاقى كتاب مستعمل كويس أقدر أشتريه وأذاكر منه لبنتى، أصلى لو ما لاقيتش كتاب خارجى هضطر أديها دروس ومجموعات لأن الكتاب المدرسى لوحده مش كافى علشان تفهم المنهج ودلوقتى أنا بدور على كتاب مستعمل استعمال بسيط علشان بنتى تعرف تذاكر منه، والمشكلة إن معظم اللى بيتباع مستخدم بشكل سيئ، ولا يصلح للاستخدام مرة أخرى».
أما الوجه الآخر من الأزمة فعبر عنه هانى حسن، صاحب مكتبة «نور الرحمن»، الذى يعمل فى السور منذ أكثر من 8 سنوات، حيث أكد أن هذا العام شكّل انتعاشاً كبيراً فى عملية بيع الكتب الخارجية المستخدمة، فبعد أن كان زبائنها يقتصرون على الطبقات الفقيرة، أصبحت الآن تشمل جميع المستويات، وأضاف: «دلوقتى كل المستويات بتجيلى علشان تشترى منى الكتاب الخارجى حتى لو مستخدم ومحلول، حتى الطبقات المتوسطة والغنية بقت بتيجى هنا علشان مش لاقية الكتاب الخارجى، والسنة اللى فاتت الكتب الخارجية كانت كتيرة وماكناش عارفين نوديها فين، لكن دلوقتى حتى المستخدم اللى جالنا أقل من السنين اللى فاتت، لكن فيه انتعاش فى سوق البيع».
«الامتحان بييجى من الكتاب الخارجى».. هكذا علق ناصف فتحى، مدرس، وجاء خصيصاً ليشترى لأبنائه كتباً خارجية من سور السيدة زينب، وبرر ذلك بأن «مذاكرته أسهل» من كتاب المدرسة الذى يخلو من أسئلة الأعوام السابقة ومعانى الكلمات، خاصة فى اللغتين العربية والإنجليزية.
وشكا محمد حسام، 17 عاماً، عامل بإحدى مكتبات سور السيدة زينب، من قلة البيع هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، مؤكداً أنه على الرغم من ازدياد عدد الزبائن فإن الكتب المستخدمة التى جاءت إلى المكتبات هذا العام أقل من العام الماضى، بالإضافة إلى قيام الوزارة بتغيير منهج الصفين الثالث الإعدادى والسادس الابتدائى، مما يجعل كتب الأعوام الماضية ليست لها قيمة بالنسبة لأولياء الأمور.
واختلف عمرو الدمرداش، أحد زبائن السور، مع آراء الأهالى فى رفض قرارات وزارة التربية والتعليم، مؤكداً أن الكتب الخارجية خلال العامين الماضيين تضاعف ثمنها بشكل مبالغ فيه وقال: «أنا مع قرارات الوزير فى عدم منح تراخيص للكتب الخارجية، لكنى أطالبه بإصدار كتاب مراجعات مع كل مادة علشان الطالب يتمرن على الأسئلة المهمة».