x

سليمان جودة معركة الجمعة! سليمان جودة السبت 23-05-2015 21:39


مساء أمس الأول، انسحب البرتغالى «فيجو» من معركة الاتحاد الدولى لكرة القدم الشهير بـ«الفيفا»، لتنحصر المعركة على رئاسة الاتحاد بين ثلاثة، أولهم الأمير الأردنى على بن الحسين، وثانيهم «بلاتر» الرئيس الحالى، ثم المرشح الهولندى!

بيننا وبين الانتخابات أيام، لأنها سوف تجرى الجمعة القادم، ولا أحد يعرف لماذا انسحب «فيجو» فى هذه اللحظات الحرجة، ولابد أن وراء انسحابه اتصالات، وتربيطات، وصفقات على مستوى رفيع، وهو ما سوف نعرفه لاحقاً، حين يهدأ غبار المعركة، وحين تتكشف أوراقها أولاً بأول.

ولابد أيضاً أن غياب أصداء معركة بهذا الحجم عن صحافتنا المصرية والعربية يبقى أمراً لافتاً، ومثيراً للانتباه، لأننا أمام انتخابات سوف تحدد شخص المتحكم فى أشهر لعبة رياضية على مستوى العالم كله، لسنوات أربع قادمة، ولأنك كذلك أمام مرشح عربى على رأس الثلاثة يستحق تأييد وحشد كل عاصمة عربية.

وقد أشفقت على الأمير علىّ، كثيراً، عندما قال وهو يقدم نفسه، فى واحد من حواراته الصحفية، إنه ابن ملك، وشقيق ملك.

أشفقت عليه ليس لأن ما يقول به ليس حقيقة، فالجميع يعرفون أنه ابن الملك حسين، ملك الأردن السابق، وشقيق الملك عبدالله الثانى، الملك الحالى، ولكن إشفاقى عليه كان راجعاً إلى أن الأمور فى الفيفا لا تقاس هكذا قطعاً، وأن لو كانت تقاس بمركز والد المرشح وشقيقه لكان هو أحق طبعاً، ولكان أحق كذلك لأسباب أخرى كثيرة، ليس أولها أنه كان رئيساً لاتحاد كرة القدم فى بلده، ولا آخرها أنه فاز بموقع نائب الاتحاد الدولى فى عام 2011.

وما يحيرنى حقاً هو موقف الاتحادات العربية لكرة القدم؟ وبينها، بل فى مقدمتها، الاتحاد المصرى، فمن بين 22 اتحاداً لا تكاد تعرف وأنت تتابع وقائع المعركة أى اتحاد منها بالضبط سوف يعطى صوته للأمير، وأى اتحاد سوف ترهبه عصا «بلاتر» التى يرفعها فى وجوه الجميع، ويبدو راغباً، بل مصمماً، على أن يفوز بولاية خامسة، رغم أن أربعاً تكفى جداً، خصوصاً أن حصيلة سنوات اللعبة معه، من حيث سمعتها على الأقل، ليست عند مستوى طموح جمهورها الكاسح بامتداد دول العالم!

وفى اللحظة التى زار فيها «بلاتر» فلسطين، قبل أيام، لإقناع جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطينى، بسحب شكواه التى يطالب فيها بإقصاء تل أبيب من الفيفا، أحسست بأن إسرائيل لا تملك صوتها وحده، فى غمرة المعركة، وأنها فيما يبدو قد لوحت للسويسرى «بلاتر» بأنها تملك أصواتاً بخلاف صوتها؟ بشرط أن يسوّى مسألتها مع الاتحاد الفلسطينى!

أحسست بهذا بقوة، وتمنيت لو أن الاتحادات العربية الـ22 قد لعبت اللعبة نفسها، وأفهمت العالم أن لها تأثيراً يتجاوز حدود بلادها، وأنها قادرة على أن تخوض معركة صعبة لصالح الأمير الأردنى، الذى يريد أن يعيد إلى اللعبة ما كان لها من بريق، قبل أن يصيبها على يد «بلاتر» ما أصابها، وعند الأمير من الخبرة، ومن البرنامج المعلن، ما يستطيع بهما أن يحقق ما يقول.

معركة الفيفا لا تختلف عن أى معركة سياسية كبيرة يكون علينا كعرب أن نخوضها، وفى الحالتين.. حالة الرياضة، كما حالة السياسة.. نستطيع أن نرغم العالم من حولنا على أن ينصت لنا، إذا ذهبنا إليه بصوت واحد يتردد صداه فى 22 عاصمة.. صوت واحد لا يقبل القسمة على اثنين.. صوت واحد يجعل من معركة «الفيفا» بروفة ناجحة لكل ما هو دونها، أو بعدها من معارك.

معركة الفيفا ليست رياضية كما قد تبدو فى ظاهرها.. إنها معركة سياسية بامتياز، ولا بديل أمامنا عن أن نمثل رقماً صحيحاً فيها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية