يقوم الرئيس حسنى مبارك، مساء اليوم الأربعاء، بزيارة خاطفة للعاصمة الألمانية برلين، تستغرق عدة ساعات، يتوجه بعدها إلى إيطاليا، حيث يفتتح صباح غد الخميس «الأكاديمية المصرية للفنون» فى روما بعد اكتمال أعمال تجديدها وتطويرها، ثم يعقد جلسة مشاورات مع رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو بيرلسكونى، قبل العودة إلى القاهرة فى اليوم نفسه، وتواردت أنباء غير مؤكدة عن احتمال أن تشمل الجولة زيارة خاطفة أيضا للعاصمة الفرنسية باريس للقاء الرئيس نيكولا ساركوزى، للتباحث حول آخر المستجدات المتعلقة بالمفاوضات المباشرة وضرورة دعمها.
ويصل مبارك إلى برلين فى السادسة مساء بتوقيت ألمانيا، ويتجه فورا للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على عشاء عمل فى السابعة مساء فى مقر المستشارية الألمانية، ولم يعلن حتى ظهر أمس الثلاثاء إذا ما كان سيعقب المباحثات مؤتمر صحفى أم كلمة للجانبين، أم مجرد بيان رسمى حول نتائج المباحثات، حيث لم تكن الزيارة العاجلة موضوعة على جدول لقاءات المستشارة الألمانية .
ولم ترد أى أنباء رسمية تتعلق بإجراء الرئيس مبارك خلال هذه الزيارة أى فحوصات طبية فى المستشفى الجامعى فى هايدلبرج، بعد العملية الجراحية التى كان قد أجرها فى المستشفى خلال مارس الماضى.
وأكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن زيارة الرئيس إلى كل من ألمانيا وإيطاليا تأتى فى سياق جهود متواصلة يقوم بها الرئيس من أجل توفير أكبر دعم ممكن للعملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، موضحا أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتفاً للجهود على الصعيد الدولى، من أجل الحفاظ على استمرار المسيرة السلمية، التى لاتزال فى مراحلها الأولى.
وقال أبوالغيط، فى تصريحات صحفية أمس، إن الرئيس ينوى إطلاع الجانبين الألمانى والإيطالى على تطورات المحادثات، فضلاً عن الرؤية المصرية لتجاوز العقبات التى تعترض المسار السلمى فى المرحلة القادمة وسبل تذليلها، مؤكداً أن مصر ترى أن الدور الأوروبى فى العملية السلمية محورى ولا غنى عنه منذ إطلاق مؤتمر مدريد قبل 19 عاماً، مروراً بأوسلو وغيرها من جولات التفاوض.
من جانبه أكد رمزى عزالدين، سفير مصر لدى ألمانيا، أن الزيارة تأتى فى مرحلة مهمة، موضحا أنه على الصعيد الإقليمى سيتم التباحث بين الجانبين حول بدء المفاوضات المباشرة فى عملية السلام وأهمية إيجاد مناخ داعم لها، إلى جانب الاهتمام بتطورات الأوضاع فى السودان، وكذلك فى العراق وأفغانستان، فضلا عن الملف النووى الإيرانى، بينما تتركز المباحثات على الصعيد الدولى حول تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على النظام المالى الدولى، والإجراءات اللازمة لمواجهة تداعياتها.
وأضاف عزالدين فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» أن العلاقات الثنائية تحظى بأهمية بالغة فى المباحثات، خاصة فى المجال الاقتصادى الذى يشهد منحنى تصاعديا فى التبادل التجارى، خاصة أن وزير التنمية والتعاون الدولى الألمانى ديرك نيبل زار مصر مؤخرا لتطوير التعاون المصرى - الألمانى، والذى يتركز حاليا فى مجالات عدة أهمها مجالات الطاقة وبالذات الطاقة الجديدة والمتجددة، والدور الألمانى فى تطوير التعليم العالى والمهنى، إلى جانب التعاون الثلاثى الذى يربط بين مصر وألمانيا مع دول عدة فى أفريقا والشرق الأوسط .
ويرافق الرئيس وفد رسمى يضم أحمد أبوالغيط، وزيرالخارجية، وأنس الفقى وزير الإعلام، والوزير عمر سليمان، والدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وينضم إلى الوفد خلال زيارته لروما فاروق حسنى، وزير الثقافة.