x

عبدالعظيم درويش أخيراً.. بدأت «تندّع»..!! عبدالعظيم درويش الجمعة 22-05-2015 21:21


طويلا جدا انتظر ملايين المواطنين تلك اللحظة.. ليس تشفيا أو انتقاما لا سمح الله ولكنه «قصاص» عادل يضمن «حياة لأولى الألباب».. عشرات الشباب نُقلت مقار إقامتهم من الأرض ليعيشوا «أحياء عند ربهم يُرزقون» وكانت رصاصات الغدر وسيلة الانتقال لهم.. أطفال عديدون تيتّموا.. كُتب عليهم أن يخرجوا إلى الحياة دون سند يحنو عليهم، فقد «اُستشهد» السند والمُعين.. زوجات في ريعان الشباب ألقت الحياة على كاهلهن عبء إكمالها دون زوج بعد أن حملن لقب «أرملة».. آباء وأمهات تتعلق أبصارهم كل لحظة بـ «صورة ابن» أضيف إلى بروازها الخشبى شريط أسود اللون.. وترن في آذانهم آخر كلمات نطق بها سواء من خلال مكالمة تليفونية أجراها أو لحظة خروجه من منزله ليؤدى واجبه، وهم على ثقة من أنهم لن يسمعوها مرة أخرى.. أسر بكاملها فقدت عائلها ولم يعد لها سوى انتظار عون الدولة لإكمال مشوار حياة أفرادها..!

اسحب أجزاء بندقيتك الآلية وصوّب فوهتها تجاه كمين أمنى اختار أفراده الدفاع عن أمن الوطن ومواطنيه وحدوده.. أو أتوبيس يمضى في طريقه ويحمل رجالا أمسكوا بيدهم «ميزان العدل».. أشعل «فتيل المولوتوف» وألقِه على من اختاره تجار الدين وأباطرة الدماء من زعمائكم ضحية جديدة لتعطشهم للدماء.. ازرع قنبلتك وسط الأشجار أو أمام أبواب المدارس ليحصد انفجارها أبرياء كل ذنبهم أنهم أرادوا إكمال الحياة التي رزقهم بها المولى عز وجل.. افعل كل ذلك وأكثر ولكنك في النهاية لن تفلت بجريمتك التي تستهدف «قتل الناس جميعا»، فمصيرك المحتوم هو أن تتدلى من حبل المشنقة كـ «النجفة» من سقف بيت أي شهيد!!

بيان الداخلية صباح الأحد الماضى بإعدام 6 من «مصاصى دماء الأبرياء وهو الثانى منذ يوليو 2013» جاء ليريح- بعض الشىء- قلوب «شقها» الحزن.. «أتعبها» الفراق.. «هدمها» القلق على ما تحمله قادم الأيام.

وإذا كانت رصاصات الغدر لم تنجح في التفرقة بين قضاة شباب وبين سائق سيارتهم، إلا أن الحكومة قد أكملت المهمة بنجاح منقطع النظير، فلم يشهد أحد من مسؤوليها تشييع جثمانه.. حتى مكالمة تليفونية «البقاء لله» والتى لن تغير من واقع الأسرة الأليم شيئا لم تتم، ويبدو أن «رصيد كارت موبايل» المسؤولين قد نفد.. وكان نصيب تلك الأسرة البائسة التي تضم 5 أفراد «زوجة و4 أطفال» من تعويض الحكومة نصف التعويض الذي جرى تسليمه لأسرة أي قاض من الشهداء، وكان من المفروض أن يجرى عكس ذلك.. لتغلق هذه الأسرة البائسة أبوابها على نفسها بعد أن أضيف الإحساس بالقهر والهوان إلى جملة أحزانها!!

وإذا اعتبرنا أن تنفيذ حكم القضاء بإعدام هؤلاء السفاحين قد جاء «صدفة مقصودة» بعد أقل من 24 ساعة من تلك العملية الغادرة التي حصدت شبابا من القضاة فإن من حقنا أن نسأل كم ضحية جديدة يمكن أن ننتظر انتقالهم إلى جوار ربهم برصاصة غادرة أو تفجير أحمق حتى يتم إنفاذ حكم العدالة؟!

وإذا كانت قد «بدأت تندّع» بإعدام 6 من أباطرة الدم.. فمتى «تهطل» الأمطار لـ«تصفو» سماء السجون الملبدة بـ «غيوم الإرهاب»..!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية