لو لم يُحكم بإحالة أوراق مرسى إلى فضيلة المفتى (إعداماً) لطلبوا هم من القضاء إعدامه، الإخوان كانوا ينتظرون حكماً بإعدام «العياط»، لهم فيه مآرب أخرى، ليس من بينها أبداً الخشية على حياته، حياته عند الإخوان ليس لها ثمن سوى ما يمثله من عنوان دولى لحكم الإخوان البائد.
مرسى عند الإخوان محمية طبيعية، مرسى كنز الإخوان الاستراتيجى، لقب الرئيس الذى كان يحمله مرسى بضاعتهم التى يسرحون بها على العواصم الدولية، لا يهم إعدام «أبوجلد تخين»، المهم تبضيع الإعدام فى العواصم الغربية.
من بضّع إعدام سفاح سيدى جابر قاتل الأطفال شهيداً، وسوّق إعدام سامية شنن التى سقت الضباط مية نار وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة صائمين وهشتجوها «الحرية لماما سامية»، وتاجر بقتلة «عرب شركس»، جاءتهم إحالة مرسى على طبق من فضة.
قضية الإخوان الوهمية فى حكم مصر كانت قد ماتت، وتحللت الشرعية، واكتسب نظام 30 يونيو جل الشرعية الدولية، وهُزم الإخوان فى مصر شر هزيمة، وسقط التنظيم الدولى من حالق، وانكشف الغطاء عن أخطر جماعة إرهابية فى التاريخ المعاصر، تقتل وتفجر وتفخخ وتسفك الدماء.
الإخوان لا يبكون مرسى، بل ينتحبون مظلمة، فرصة سنحت أخيرا لتطفو الجماعة وقد شارفت على الغرق، حبل المشنقة فى رقبة مرسى.. مُدّ لينقذ الإخوان، يعيدهم إلى الحياة أو هكذا يظنون، وربك خلاف الظنون، ويمكرون.
لم يحظ الإخوان بكلمة تعاطف دولى منذ شهور، حتى أصدقاء الخارج انفضوا عنهم، وأصدقاء الداخل خشوا منهم على أنفسهم، لم يتبق لهم سوى نعيق البوم من المتبضعين فى الداخل، وسماسرة المخابرات الأمريكية فى الخارج.
بمناسبة إحالة مرسى إعداما، عاد الإخوان إلى الحياة ثانية، كالحية لابد من قطع رأسها، هل كان إخوانياً قانطاً يحلم بأن يظفر بكلمة تعاطف من وزير خارجية ألمانيا (المناهض للإعدام كعقوبة على الإطلاق)، ألمانيا التى يزورها السيسى قريبا، هيهات هذا على سبيل المثال.
شروه بضاعة، إحالة أوراق مرسى إلى فضيلة المفتى، منح المنظمات الممولة إخوانيا مثل «هيومن رايتس ووتش» وعملاءها فى الداخل فرصة للطنطنة بحكم لم يصدر بعد، وبإعدام لم ينفذ بعد، وأمامه درجات طويلة من التقاضى هم يعرفونها حق المعرفة، ولكن الغرض مرض، فرصة تحلل المنظمات المأفونة دولارات التنظيم الدولى.
إياكم أن تتخيلوا أن الإخوان ناقمون على إحالة مرسى إعداماً، بركة يا جامع، هم يهتفون فى سرهم: «الله حى والتانى جى»، باعتبار أن إعدام مرسى فى قضية التخابر مع قطر آتية لا ريب فيها، من تخابر مع حماس وحصل على إعدام، ما بالك بالتخابر مع قطر، وما أدراك ما قطر!!
إعدام مرسى لا يهم فى قليل أو كثير، ولا يساوى الدمع المسكوب على صفحات «الفيسبوك»، يحمدون الله كثيرا و**يتدارن** فى مسرحية وزع أدوارها التنظيم الدولى، ويقوم بالأدوار الرئيسية القرضاوى وأردوغان والغنوشى، ونفر من الممثلين المحليين الذين كانوا يختانون أنفسهم قبل 30 يونيو فى المضاجع الإخوانية، مسرحية إعدام مرسى لا تنطلى على أحد.