قال الشيخ عبدالمجيد المنيعى، أحد شيوخ قبيلة السواركة، الذى فجر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى منزله بقرية المهدية جنوب الشيخ زويد منذ عدة أشهر، انتقاماً منه لتعاونه مع قوات الجيش، إن التنظيم أوشك على نهايته ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأضاف، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن التنظيم الإرهابى يستغل الأطفال والرجال الفقراء وغير المتعلمين، لأن الجهل والتخلف هما أداة هذا التنظيم فى استقطاب أبناء سيناء، موضحاً أن قوات الجيش والشرطة قضت على 70 أو 80% من الإرهابيين فى سيناء.. وإلى نص الحوار:
■ فجر تنظيم بيت المقدس منزلك منذ عدة أشهر.. كيف ترى تواجد هذا التنظيم فى سيناء؟
- هذا التنظيم بدأ يتواجد فى سيناء بعد اندلاع ثورة 25 يناير، بعد هروبهم من السجون بعد اقتحامها، وبدأ التنظيم «يشرش» - أى يعربد - ويتغلغل فى المجتمع السيناوى القبلى الذى يتميز بأعراف وتقاليد معينة بين القبائل والعشائر داخل القبيلة، وبدأ يجتذب ضعاف النفوس و«الناس اللى عقلهم على قدهم» ويغررون بهم وليس مقياساً لدى بيت المقدس أن يكون الشخص المنضم إليهم كبيراً فى السن أو صغيراً لكن حسب العقل والنفس، يجتذبون ضعفاء النفوس وهؤلاء قلة واجتذبوا الضعفاء والأطفال وغرروا بهم اعتماداً على الفكر، والقضية أساساً مالية بحتة حيث إن قيادات هذا التنظيم يرتكبون هذه الجرائم مقابل الحصول على المال من جهات خارجية، لكنهم يغسلون العقول ويوهمون الناس بأنهم يطبقون الدين والشريعة لكنهم يقولون، ومن يحصلون على الأموال منهم عدد محدود من القيادات، أما الباقى فهم مغرر بهم.
■ لماذا صمت أهالى سيناء إزاء ممارسات هذا التنظيم منذ ثورة 25 يناير ولم تتحركوا إلا قبل نحو شهرين؟
- الناس سكتت على هذا التنظيم مع الانفلات الأمنى واحتراماً للقبلية فمنهم أقارب وأبناء عشيرة، لكنهم فعلوا أشياء لا تحترمها أو تقر بها جميع الديانات والأعراف والإنسانية، ذبحوا أبناء القبائل بحجة العقيدة وفجروا منازلهم وتهجموا عليها، وكل ذلك هدفه مسح فكرة القبلية، وسيناء كلها قبائل وتحكمهم بعض أعراف وتعارف كما قال تعالى «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا».
■ هل هناك مواصفات معينة تتوافر فيمن يستقطبهم هذا التنظيم؟
- لابد أن يكون شخص «معندوش دماغ يفكر بها»، وأى شخص ينتمى لهذا التنظيم ليس شخصاً سليماً من الناحية النفسية، هذا التكفيرى يخطف ابنك منك ويقول إنه تبعى وليس تابعاً لك ويريد تربيته بطريقته، ويفجر الطفل نفسه، وهذا القيادى قابع فى الجحور ويقبض أموالا، ومن هؤلاء المستقطبين فقراء وغير متعلمين، الجهل والفقر أبرز أدوات هذا التنظيم فى استغلال أبناء سيناء.
■ معروف للجميع أنك متعاون مع القوات المسلحة لذلك استهدفك التنظيم أكثر من مرة.. كيف ترى الخطورة فى ذلك؟
- بالنسبة للمشايخ التعاون قليل مع القوات المسلحة، «وكله بيقول مليش دعوة» بحكم التعارف بينهم، رغم أن التكفيرى ترك العرف والتعارف، وصار يرعب الناس ويقتلهم، ذبحوا كثيراً من أبناء القبائل، ويصور المعتقلين والمخطوفين وهم يقرأون من الورق الذى يكتبونه لهم، فتلاحظ أن المخطوفين ينظرون فى جانب معين وهو الجانب المثبت به الورقة التى يقرأونها وكتبها لهم التنظيم، بحجة العمل مع الجيش المصرى أو الاتهام بالجاسوسية لصالح إسرائيل، وهذا فساد وتلفيق تهم كاذبة وهؤلاء كاذبون أصلاً ويعملون لصالح دول أجنبية ولا أحد يقبل هذا الكلام.
■ ما رد الأجهزة الأمنية على طلبكم حمل السلاح؟
- فى بداية مواجهة الجيش للتكفيريين بعد ثورة 30 يونيو، ومع بدء الحملات العسكرية، من يمتلك سلاح من المواطنين أخفاه لكى لا تضبطه القوات المسلحة والشرطة به، وتصبح له قضية وسجن ومشكلات كبيرة، والتكفيرى استغل هذه القصة لأنه يعرف أن المواطنين لا يحملون السلاح أثناء العمليات العسكرية خوفاً من الجيش، وبدأ يرتكب كل هذه الجرائم لأن المواطن أعزل غير قادر على الدفاع عن نفسه، وذهبنا للقوات المسلحة وأبلغناهم بأننا سنحمل السلاح لمواجهة التكفيريين تحت إشراف الجيش»، والتكفيريون هدفهم قتل أى شخص يتعاون مع الجيش أو الشرطة أو يعمل فى الدولة، وعندما علموا أن القبائل ستحمل السلاح بدأوا فى التراجع واتخاذ الحذر وعدم الاحتكاك بشكل مباشر مع أبناء القبائل.
■ صدر بيان عن الشيخ إبراهيم المنيعى الملقب بـ«رئيس اتحاد القبائل» قال إنه لا يوجد تنسيق مع الجيش ولم يحضر هذه اللقاءات؟
- إبراهيم المنيعى ده يقول اللى هو عاوزه، من حقه أن يتكلم، ولكن هذا الشخص هارب فى قطاع غزة ولا يمثل القبائل فى شىء، والذين من حقهم أن يتكلموا هم المتواجدون على الأرض فى مواجهة هذه العناصر التكفيرية المسلحة.
■ يقول كثيرون إن هذه الاجتماعات التى تعقدها القبائل «صورية» ولا تؤتى نتائجها؟
- بالعكس هى اجتماعات مهمة وليست صورية وهى تكسر ظهر التنظيم الإرهابى، واتحاد القبائل مهم، لأن القبائل تعرف الشخص ابن القبيلة وتصرفه واتجاهاته وتحركه، وهذه القبائل هى من ستخرج التكفيريين من سيناء واتحاد القبائل هو نهاية التنظيم الإرهابى، وهو يعلم ذلك جيداً.
■ هل اغتيال القضاة فى العريش يعد تغيرا تكتيكيا على مستوى العمليات الإرهابية؟
- لا.. هو يستهدف أى شخص مع الدولة وليس القضاة، أى فرصة تتيح له ضرب عسكرى أو مواطن أو قاضى وأى شخص ليس معه يعتبر هدفاً له، وبالمثل نحن كقبائل، أى شخص ينتمى لهذا التنظيم هو هدف لنا، وهذا هو عرفنا وقانوننا، سواء ينتمى للسواركة أو الإرميلات أو الترابين، كل من ينتمى لهم هو هدف لنا وللقوات المسلحة.
■ هل تعتبر القرار الأمنى بمنع مرور البضائع إلى الشيخ زويد ورفح عقابا جماعيا؟
- طبعاً هو عقاب جماعى لكن السبب هو أن التكفيرى يتواجد وسط الناس، وعندما تأتى سيارة التموين يسرقها ويوزعها على عناصره، ما دمت لست معه يسرق قوت الناس لعناصره أو من يمدونه بالمعلومات، وهذه الأزمة سيوضع لها حد قريباً وستصل البضائع لمستحقيها، طالما أن كل الناس اتحدت مع بعضها، وعلينا أن نحارب، فالأرض ضاعت ولم يتبق سوى القوت والمرة القادمة هيسحبوا دمنا.
■ لماذا اختفى دور شيخ القبيلة فى سيناء؟
- حدث تفكك فى النسيج الاجتماعى فى القبائل كلها، خصوصاً قبل ثورة 25 يناير بعامين تقريباً، وذلك بسبب الأنفاق، لأن هناك ناسا لم تكن تعرف الفلوس وصار معها فلوس وهذه الأموال تلعب دوراً كبيراً، ودور الأمن فى تعيين شيخ القبيلة ليس السبب الأوحد لغياب دور الشيخ وفقدان هيبته، وليس كل شيوخ القبائل يعينهم الأمن، منهم من ترشحه القبيلة ومتفق عليه أمنياً ومن القبيلة أيضاً، ودور المشايخ الوطنيين لابد أن تكون لهم وقفة حقيقية والدولة حالياً تقوم بإعادة دراسة كل المشايخ المعينين وكل شيخ فى قبيلته وعشيرته لابد أن يخبر الأمن من هم التكفيريون ومن هم الناس الكويسة ولا يحدثنا كثيراً عن الماضى بل الحاضر ويقول جيداً دوره فى الحرب، وسيتم فصل هؤلاء إن لم يفعلوا ذلك.
■ متى تنتهى العمليات العسكرية فى سيناء؟
- فى أقرب وقت ممكن ستنتهى العمليات العسكرية فى سيناء، بوقوف أبناء سيناء خلف القوات المسلحة، ووقت انتهاء العمليات العسكرية سيكون مفاجأة للجميع، وسيعود من خرجوا من سيناء إلى أماكنهم ويعيشون آمنين، هذه أرض ميلادنا وموتنا مهما لفينا هنرجع تانى.
■ هل قضت قوات الجيش والشرطة على نسبة كبيرة من أعداد التكفيريين فى سيناء؟
- الجيش والشرطة قضوا على نسبة كبيرة من التكفيريين، تصل إلى 70 أو 80 % من هذه العناصر المخربة، والقوات المسلحة لديها إحصائيات دقيقة فى هذا الشأن، والمؤكد أن هذا التنظيم الإرهابى يلفظ أنفاسه الأخيرة سواء بمواجهات مع الجيش أو أبناء القبائل، اعتبروه خلص وهذا ليس كلاما للإعلام بل حقيقة، ومنذ أيام عدد من التكفيريين استوقفوا عددا من أبناء القبائل بالسلاح، وأبناء القبائل اتصلوا باتحاد القبائل وجاءت 30 سيارة وقطعت الطريق الذى وقعت عليه المشكلة وتبادلوا إطلاق النار معهم، وفروا هاربين ولم يستطيعوا المواجهة.