عجبى على محافظ الدقهلية أنه لا يستمع لتعليمات رئيس الحكومة، ولا أعرف هل هذا من باب التمرد أو لإحساسه بأنه الابن المدلل على اعتبار أن الذى جاء به هو الذى تبناه فى المقاولين العرب عندما دخلها بعد أن أنهى تعليمه فى جامعة الزقازيق.. ولأن إبراهيم محلب كانت هوايته وهو فى المقاولين العرب أن يتبنى المواهب الشابة فكان المحاسب حسام إمام عبدالصمد من المحظوظين الذين طالهم هذا التبنى حتى كبر فى الشركة وأصبح المسؤول عن الموارد البشرية، ونجح يوم أسندوا إليه مشروع مكتبة الإسكندرية ومن يومها دخل دماغ إبراهيم محلب.
إبراهيم محلب منذ أن كان وزيرا للإسكان حتى بعد أن أصبح رئيساً للحكومة وهو يختار فى المواقع القيادية أهل الثقة عن أهل الخبرة.. ولكل مسؤول فلسفته فى سياسته للإدارة فقد يعتقد أن الإنسان الذى يتمتع بالخلق والإخلاص والانتماء للوطن أفضل من خبرة بلا قيم، على الأقل الأول بالاحتكاك بالعمل يكتسب الخبرة ويجمع بينها وبين الثقة.. لكن من الواضح أن صاحبنا حسام عبدالصمد بعد أن تم تصعيده فى حركة المحافظين الأخيرة إلى كرسى محافظ الدقهلية لم يكتسب خبرة العمل فى الحكم المحلى لأن مدير مكتبه رفعت النجار أفهمه بأن وظيفته مؤقته والكرسى شهد تغييرات لأكثر من محافظ جلس عليه خلال فترة قصيرة جدا جدا، وكان عليه أن يستسلم ويترك له شؤون المحافظة.
- أنا شخصيا لمست هذا من خلال حوار بينى وبين المحافظ لترتيب لقاء لمجموعة من المصريين أحدهم الأستاذ الدكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق والذى كان مسؤولا عن هيئة الاستثمار واستقال على الهواء احتجاجا على تبعيتها للوزير بطرس غالى وزير المالية فى عهد مبارك، لم تهمه الاعتبارات السياسة لكن كرامته كانت فوق الحكومة وفوق جبروت الحزب الوطنى، وفضل الرجل أن يضع نفسه فى خدمة بلده لأى مشورة تفيد مصر.. كان الرجل قد قرر أن يسافر إلى المنصورة برفقة المهندس أحمد فتحى رئيس واحدة من شركات التدريب العالمية بغرض تطوير مركز تدريب البناء والتشييد للارتقاء بمهنة المعمار.. ولأن إبراهيم محلب يموت عشقا فى تدريب العمالة المصرية ورفع كفاءتها فقد كان سعيدا بوجود مثل هؤلاء المحبين لوطنهم.. للأسف مدير مكتب محافظ الدقهلية لم يعجبه هذا ووضع كل العراقيل لمنع زيارتهم للمحافظ على اعتبار أن الموعد لم يتم عن طريقه.. نجح الدكتور إبراهيم فوزى فى لقاء المحافظ الذى اشتكى له من هيئة مكتبه وتسلطهم عليه.
فى أول لقاء لى مع المهندس إبراهيم محلب فى مكتبه بمجلس الوزراء رويت له هذه الواقعة فاتصل على الفور بمحافظ الدقهلية وسأله «هو مدير مكتبك يا حسام لِسَّه قاعد.. أنا عايز اسمع أنك نقلته مكان بعيد عن تعاملاته مع الجماهير» تصورت أن يصدر قرارا بنقله لإدارة الأرشيف أو مكان داخلى وللأسف باق فى مكانه «يبرتع».. من يومين تلقيت رسالة بالإيميل بتوقيع «محـمد الطوخى» أمين الإعلام بالدقهلية أعلن فيها أن حزب شباب مصر يبدى استياءه من التجديد للسيد رفعت النجار مدير مكتب المحافظ الذى يصول ويجول ويطيح بهيئة التدريس فى المدرسة التى تعمل بها زوجته فقد نقل مدير المدرسة وقام بتعيين مدير آخر من المؤيدين لها فى حين أن المهندس أحمد رضا موسى الحاصل على بكالوريوس الهندسة تخصص كهرباء أحق بهذا المنصب لأن مدرسة صناعية مثل مدرسة المقاطعة الثانوية الفنية الصناعية تحتاج أن يكون مديرها مهندسا.. لكن تعمل إيه لجبروت رفعت بك الذى أطاح بأكثر من مدرس ومدرسة فى مدرسة إرضاء لزوجته التى تعمل فى المدرسة، كنت أتمنى أن يكون السيد المحافظ على علم بهذه الافتراءات ساعتها لن يسكت الرجل وهذا ما كنت أتمناه لأن الذى سمعته عن حسام عبدالصمد أنه شهم لكن لا أعرف لماذا أصيب بالإحباط..
السؤال هنا للأخ والصديق المهندس إبراهيم محلب هل يرضيك أن يتمرد عليك واحد من أبنائك ولا يأخذ بتعليماتك مع أنك تنتحر فى عملك كرئيس للحكومة.. أنا شخصيا أشفق عليك من المقربين منك.. قلبى معك ودعواتى لك أن تحقق أحلامك وترانا وترى مصر بخير ولن يتحقق هذا الا باستئصال السلبيين من مواقعهم.. لك الله يا إبراهيم يا محلب.