x

هاني رسلان حفل تنصيب البشير هاني رسلان السبت 16-05-2015 22:03


أجريت الانتخابات السودانية، منتصف إبريل الماضى، وسط حالة من الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة التى كانت تطالب بالتأجيل، باعتبار أن الانتخابات تقطع الطريق على عملية الحوار الوطنى، التى كان قد أطلقها الرئيس البشير قبل عام ونصف العام، وأن الانتخابات يجب أن تتم استنادا إلى مخرجات الحوار. وفى المقابل كانت الحكومة ترى الانتخابات استحقاقا دستوريا لا يمكن تأجيله حتى لا يحدث فراغ دستورى وسياسى، وهى حجة مردود عليها بأن انتخابات 2010 كان قد تم تأجيلها عاما كاملا، رغم أنها كانت تمثل استحقاقا دستوريا أيضا.

فى ظل هذه الأجواء تمت الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وأٌعلن فوز الرئيس البشير بنسبة 94%، وفوز حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى كل الدوائر التى قدم فيها مرشحوه، ما عدا دائرتين تقريبا، فاز فيهما المستقلون (أعضاء سابقون فى الحزب الحاكم)، علما بأنه كان قد تم ترك نسبة من الدوائر (تقل عن الثلث) للأحزاب السياسية المتحالفة، ومن بينها الحزب الاتحادى الذى يقوده محمد عثمان الميرغنى. غير أن الظاهرة الأبرز فى هذه الانتخابات كانت هى عزوف الناخبين، ورغم تضارب تقديرات نسبة المشاركة التى تقدرها المعارضة بما بين 10 و15 %، وتقول مفوضية الانتخابات إنها قد زادت على 45%، فإن عملية الانصراف عن الانتخابات كانت واضحة للعيان إلى الحد الذى دفع كيان «الحركة الإسلامية السودانية» إلى إصدار بيان استنفار للأعضاء للتوجه إلى لجان الاقتراع.

فى وسط هذه الأجواء قررت القيادة السودانية الدعوة إلى حفل تنصيب ضخم، يتسلم فيه الرئيس البشير مهامه للسنوات الخمس القادمة، وهو أمر لافت، حيث إن البشير قائم فى السلطة منذ أكثر من 25 سنة. فما هو الجديد؟! وما هو المبرر لمثل هذه الاحتفالية التى تقرر أن يدعى إليها الرؤساء الحاليون للجامعة العربية والاتحاد الأفريقى ومنظمة الإيجاد وبعض رؤساء وحكام الدول العربية؟ وهل تجديد المدة الرئاسية يعنى تحولا ما فى طبيعة النظام السودانى؟ وهل هو نقطة بداية لمرحلة سيكون ما بعدها مختلفا عما قبلها، أم أن الأمر مجرد محاولة لاكتساب شرعية داخلية من خلال الإيحاء بأن هناك شرعية إقليمية حاضنة ومرحبة. وإذا كان هذا المعنى جائزا ومقبولا من البعض، فهل ينطبق ذلك على موقف مصر.

لقد وُجهت الدعوة إلى الرئيس السيسى للحضور، وأعلن سفير السودان بالقاهرة أن الرئيس قد قبلها، فهل سيحضر الرئيس بنفسه أم سيوفد ممثلا له؟.. وهل من مصلحة مصر التماهى مع النظام السودانى الحالى على هذا النحو، مع طبيعة مواقفه من مصر والتى مرت من قبل بمراحل وتجارب ومحكات صعبة دون أن تتغير طبيعة وجوهر مواقف الإنقاذ، ولا سيما أن هذا سيجعل مصر كأنها تدعم طرفا ضد الآخرين؟ وما هو الهدف أو الثمرة المرجوة من ذلك؟.. كل هذه أسئلة ينبغى التدبر فيها والإجابة عنها وتقدير مواقع الخطى. وهذا بطبيعة الحال لا يمنع من التعاون والتواصل بين البلدين بكل السبل الممكنة، ولكن فى إطار التأسيس لآليات جديدة تستصحب معها مصالح الشعوب، وتنظر إلى المستقبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية