واصل، الجمعة، منتدى الحوار الوطني الذي يحمل عنوان «تمكين المرأة المصرية: الانتقال من التوصيات إلى التنفيذ الاستراتيجي»، جلسات عمل يومه الثاني بمكتبة الإسكندرية.
وأبدت الرواندية جوستين ممبابازى، خبيرة في الجندر والشؤون القانونية، خلال الجلسة الثانية تحت بعنوان «مصر كدولة رائدة في تمكين المرأة: رؤية مستقبلية»، إعجابها بالمرأة المصرية ودعم الحكومة المصرية لفكرة العدالة والمساواة بين الجنسين.
وأشارت ممبابازى إلى أن رواندا محط أنظار العالم حيث تركز وسائل الإعلام ما كانت تعانيه من محن في نهاية القرن العشرين في حروب التوتسيين، حيث لقى أكثر من مليون شخص حتفهم وكان على المرأة اتخاذ موقف من هذا الأمر لذا وضعت قضية العدالة بين الجنسين موضع التنفيذ وهو أمر ممكن وقابل للتطبيق.
وأضافت أن التمكين السياسى للمرأة في رواندا وصل إلى نسبة 64% في البرلمان، مشيرة إلى أن القضية ليست أرقامًا ولكن المرأة الرواندية تمكنت من المشاركة في البرامج التنموية، حيث استطاعت انتشال أكثر من مليون طفل من براثن الفقر، لافتة إلى أن المرأة الرواندية تعمل في أغلب المجالات القيادية فثلثا أعضاء البرلمان من النساء ومحافظ البنك المركزي كان امرأة وفي الحكومة تم إنشاء مكتب لرصد قضايا النوع الاجتماعي.
وتابعت: «لدينا نساء شرطيات وعسكريات وفي قوات حفظ السلام وأن كل هذا لم يأت إلا بعد دفاع مرير ووضع المصلحة الوطنية فوق الشخصية ولدينا الإرادة السياسية والبيئة السياسية المحفزة للتغيير والمشجعة لدخول المرأة المجال السياسي وتعميم النوع الاجتماعي في كل مناحي الحياة ومنظمات المرأة لدينا تعمل تحت مظلة واحدة كما نستخدم الخطاب الديني لمكافحة العنف ولدينا الإعلام الذي كان ضد المجتمع خلال الحرب لذا نشجع الصحفيات أن يقمن بدورهن للتعبير عن قضايا المرأة.
وذكرت أن «المرأة في رواندا حصلت على حقها في الميراث وامتلاك الأراضي وقمنا بمراجعة عمر الزواج فأصبح 21 عاما لذا فالمرأة تنتهى من دراستها الثانوية قبل الزواج حيث إن تعليم المرأة هو الأساس في أي مجتمع سوي».
وقالت ممبابازى «نحن نريد أن تتصدر المرأة مجال القضاء وأن تكون هناك شجاعة لاستضافة امرأة تعرضت للاغتصاب وينبغى أن تكون رسالتنا واضحة للحكومة وللرئيس حيث إن الصراع على السلطة بين النساء قوى كما الصراع بين الرجال، لكن حركة التمكين يجب أن تخطو خطوات ثابتة».
ومن جابنها، قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، إن تجربة رواندا فريدة فهي الدولة الوحيدة في العالم التي يتجاوز فيها عدد النساء بكثير عدد الرجال رغم تعرضها لأكثر الحروب الدموية ولهذا فقد خرجت من كونها دولة فاشلة إلى نموذج للنجاح رغم أنها دولة بلا موارد.
وأشارت عمر إلى الدروس المستفادة من تجربة رواندا بدءا من الدستور الرواندي الذي أقر نسبة 30% كوتة من المناصب السياسية والحكومة للمرأة، مما ساهم في إحداث تغيير في الساحة السياسية على المستوى المحلي والقومي، فضلا عن دعم الإرادة السياسية، ثم أقامت الدولة آليات لتحقيق المساواة من خلال إنشاء وزارة للنوع الاجتماعي، إلى جانب مجالس للمرأة على مستوى جميع المحافظات.