في نوفمبر ١٩٤٧ وبعد إعلان بريطانيا أنها ستنهي انتدابها في فلسطين وبعد صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، لم يكن يخلو الأمر من تواطؤ فقد اتفق البريطانيون سرًا مع اليهود أن يحلوا محلهم في فلسطين بعد إنهاء الانتداب، فاستعد اليهود لهذا اليوم واستوردوا العتاد والسلاح وأقاموا المعاقل تحت سمع وبصر البريطانيين، بل وبدعم منهم، كما أن البريطانيين مع إنهاءانتدابهم سلموا لليهود مدينة حيفا.
ومع انتهاء الانتداب كانت بداية النكبة «زى النهارده» في ١٥ مايو ١٩٤٨وكان العرب قد اتفقوا على دخول فلسطين بجيوشهم حال انسحاب البريطانيين ليعيدوها إلى أهلها ويخرجوا اليهود، على أن سياسة العرب في هذه المسألة المصيرية الخطيرة كانت متخاذلة فلم تتحرك الجيوش العربية إلا بعد خروج الإنجليز وتسليم فلسطين لليهود، كما كانت هذه الجيوش ينقصها العتاد والسلاح والقيادةالصالحة الموحدة والتعاون الحقيقى مما أدى لهزيمتها أمام شراذم اليهود المنظمة والمترابطة، على أن الجيش المصرى قد أدى واجبه كاملًا وبرهن على بطولته في ميدان القتال رغم نقص السلاح والمؤن وافتقاد الخطط الحربية.
وقد أبدى المتطوعون من المصريين شجاعة في القتال، بقى أن نذكر أنه قبل انتهاء الانتداب البريطانى بيوم واحد أي في ١٤ مايو كانت أمريكا قد اعترفت بالدولة الصهيونية فكانت أول دولة تعترف بها، وهذا الاعتراف شكل نصرًا معنويًا وماديًا وحافزًا لليهود.