سعد الله ونوس كاتب مسرحى سورى ارتبط همه المسرحى بهموم الوطن العربى، ومسرحه سياسى بامتياز وتشكل نصوصه المسرحية إغواء خاصا للمسرحيين العرب والمصريين بالأخص.
ومن أشهر أعماله المسرحية (حفلة سمر من أجل خمسة حزيران) و(مغامرة رأس المملوك جابر) و(الملك هو الملك) و(الاغتصاب) و(منمنمات تاريخية) و(طقوس الإشارات والتحولات) و(الأيام المخمورة) و(الحياة أبداً) والتى نشرت في عام 2005 بعد موت الكاتب.
ولد سعد الله ونوس في قرية حصين البحر القريبة من طرطوس وتلقى تعليمه في مدارس اللاذقية. درس الصحافة في القاهرة (مصر)، وعمل محرراً للصفحات الثقافية في صحيفتى السفير اللبنانية والثورة السورية.
كما عمل مديراً للهيئة العامة للمسرح والموسيقى في سوريا. في أواخر الستينيات، سافر إلى باريس ليدرس فن المسرح. وقد تجلت النزعة النقدية السياسية اللاذعة لمسرح ونوس في أعقاب نكسة عام 1967م والتى تجلت بوضوح في نصه المسرحى (حفلة سمر من أجل 5 حزيران) ساهم ونوس في إنشاء المعهد العالى للفنون المسرحية بدمشق، وعمل مدرساً فيه.
كما أصدر مجلة حياة المسرح، وعمل رئيساً لتحريرها وفى أعقاب الغزو الإسرائيلى للبنان وحصار بيروت عام 1982، غاب ونوس عن الواجهة، وتوقف عن الكتابة لعقد من الزمن. ثم عاد إلى الكتابة في أوائل التسعينيات إلى أن توفي «زي النهارده» 15 مايو1997م بعد صراع طويل استمر خمس سنوات مع مرض السرطان.
وكانت قناة الجزيرة في مطلع العام الحالى 2009م قد عرضت لمشروع فيلم سيتناول حياة سعد الله ونوس من إنتاج الجزيرة الوثائقية ومن إخراج المخرج العراقى قيس الزبيدى وسيتناول الفيلم أهم محطات ونوس في الحياة بدءا من الطفولة مرورا بدراسته في دمشق فالقاهرة وصولا لتأملات في تجربته المسرحية.
يتعرض الفيلم كذلك لمرحلة الشيخوخة والهرم والمرض، لم يخف من مرض السرطان وعاش بعد إصابته به حوالى خمس سنوات كتب فيها أحلى النصوص وألقى كلمة المسرح العالمى في دمشق وقبلها في بيروت وهى كلمة يلقيها عظماء المسرح في العالم. وكان الناقد المصرى فاروق عبدالقادر من أهم من قدموا قراءات نقدية في الأعمال المسرحية لـ«ونوس».