x

ياسر أيوب لا تقبل يا وزير الداخلية ياسر أيوب الثلاثاء 12-05-2015 22:00


فوجئت بكل تلك الدعاوى والحملات الإعلامية المطالبة بعودة جماهير الكرة للمدرجات.. وهذا الإصرار المفاجئ والإلحاح المتكرر مؤخرا على ضرورة فتح أبواب الملاعب أمام جماهير الأندية.. ولست بالتأكيد ضد أن يعود الناس للمدرجات ومعهم تعود الروح والحياة والصخب لملاعب مهجورة تشكو الحزن والخواء والموات.. وأعرف أن كرة القدم بدون جمهور لعبة تفقد قيمتها ومعناها وجنونها ومتعتها وتصبح أقرب للعبة البلاى ستيشن على شاشة تليفزيون باردة.. ولكن هل باتت ظروفنا بالفعل مهيأة لتلك العودة واستقبال ملاعبنا لعشاق الكرة المحرومين منذ وقت طويل من عشقهم ومعشوقتهم.. هل بدا واضحا أننا كلنا أصبحنا مؤخرا أكثر هدوءا وابتعدنا قليلا عن غرامنا بفوضويتنا وكراهيتنا لأى نظام والمغالاة فى انفعالاتنا.. هل تخيلنا أن داخليتنا استعادت كامل قدرتها وهيبتها دون قسوة وتوحش، واستعاد الناس احترامهم لزى الشرطة دون أن تطاردهم مرارة ذكريات وحكايات وشائعات إهانة وجروح وتعذيب..

هل فتحنا ملفات جماعات الألتراس ونجحنا فى تشخيص دقيق لحالاتهم، وهل هم شباب كروى متحمس ومتعصب لدرجة الحماقة والجنون أحيانا أم أنهم تحولوا بعلمهم أو جهلهم وباختيارهم أو غفلتهم إلى مجرد أدوات فى يد قوى سياسية أو دينية.. أم سنبقى نتجاهل أنهم شباب لديهم حقوق كثيرة غائبة ولاتزال عليهم حقوق ضائعة للمجتمع والناس والدولة.. ومع كامل تقديرى واحترامى لأصحاب تلك الدعاوى والمطالب وتفهمى لدوافعهم ومشاعرهم.. إلا أننى أظنهم يتسرعون كثيرا وجدا وتدفعهم عواطفهم وربما مصالح بعضهم لتغييب العقل وتعطيل الفكر وتجاهل قواعد وحسابات المنطق والحكمة والمصلحة العامة.. وكل من يقف يراقب من بعيد سلوكنا العام إلى جانب سلوكنا الكروى.. ويتأمل مناهج ولغة والقواعد الجديدة لإعلامنا العام قبل إعلامنا الرياضى.. ويرصد تعليقات الجمهور وتبادل الشتائم والإهانات وسخرية الجميع من الجميع.. ويتابع هذا السباق والصراع المكتوم بين جماهير الأهلى والزمالك وتأثير ذلك على قرارات أى حكم أو مسؤول وكلمات أى لاعب أو إعلامى.. سيعرف ويتأكد أن فتح أبواب الملاعب الآن أمام الجماهير هو فى حقيقته زرع أكثر من قنبلة منزوعة الفتيل فى كل ملعب.. وأود فقط تذكير الجميع بتلك الحملة السابقة التى كانت متسرعة أيضا وضاغطة بنفس الشكل على الدولة وحكومتها وداخليتها لعودة الجماهير للملاعب، فكانت مذبحة الدفاع الجوى نتيجة جاءت بأسرع مما توقع الجميع.. ولأن شيئا حقيقيا لم يتغير منذ تلك المأساة وحتى الآن.. فمن المتوقع تكرار ما جرى فى أى ملعب ولجمهور أى ناد.. ووقتها كالعادة أيضا سيصرخ المطالبون الآن بعودة الجماهير ويبكون ويحزنون.. وكثيرون من هؤلاء سيكونون صادقين فى حزنهم مثلما هى صادقة الآن نواياهم الطيبة.. وأظن أننا كلنا لسنا على استعداد لدفع دماء جديدة وبريئة ثمنا لنوايا طيبة لبعضهم تغفل حسابات الواقع وحقائقه، أو ثمنا لرغبة بعض آخر فى الاستعراض والولع بالقيام بمبادرات تأتى ببعض التصفيق والإعجاب والكثير من الأضواء.. وأناشد رئيس الحكومة ووزير الداخلية عدم الاستجابة لتلك الدعاوى قبل أن تكون هناك ضمانات حقيقية وحسم لكثير من القضايا العالقة والملفات المفتوحة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية