«لا تفوز لأنك مجرد بيب جوارديولا» كان هذا تصريح «جوارديولا» نفسه عن مباراة برشلونة في دوري أبطال أوروبا، في مباراة العودة الصعبة لفريقه والتي يسعى خلالها لتعويض هزيمة بثلاثية نظيفة في مباراة الذهاب.
أصبح جوارديولا يعاني من خسارة «برستيچه» أو هيبته في كأحد أفضل المدربين في العالم بسبب دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونخ، حيث قاد المدرب الإسباني بايرن ميونخ في 3 مباريات في دور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام ريـال مدريد وبرشلونة، وخسر بنتيجة 8/0 حتى الآن في مجموع نتائج الثلاث مباريات، ومازالت أمامه مباراة صعبة أمام برشلونة في العودة.
بيب والشطرنج
جوارديولا دائما ما يقوم بمعاملة كرة القدم كلعبة الشطرنج يسعى لإستغلال لاعبيه في أكثر من مركز، فقد قيل عنه من قبل بأنه يعتبر أن فريق كرة القدم مكون من 10 لاعبي خط وسط وحارس مرمى، فعلى سبيل المثال أمام روما قام بيب باستخدام الدفاع وخط الوسط كلاعبي وسط وكانت طريقه أقرب لـ 1/7/2 وذلك لاستغلال القوى الهجومية الضاربة لفريقه.
فهو يسعى دائما لاستغلال أقصى مهارات لاعبيه وذكائهم في مراكز جديدة ومختلفة عن أدوارهم المعتادة، قام ذلك مع تغيير مركز ألابا وتغيير مركز لام وخافي مارتينيز وغيرهم، ولكن عندما يقرر التوفيق التخلى عنك قد يكمن الحل في العودة للأساسيات.
مشاركة لام في وسط الملعب لم تأتي ثمارها كثيرا في مباراة الذهاب أمام برشلونة وجعلت بايرن يفقد إحدى نقاط تفوقه وهو الجانب الأيمن بقيادة لام، الذي قد يتسغل ذكائه وخبرته من أجل إيقاف نيمار على الجانب الأيمن لبايرن أفضل من رافينيا المجتهد.
وفي خط الوسط أصبح خافي مارتينيز متاح مرة أخرى ومع هاينكس (العام قبل الماضي) نجح اللاعب الإسباني إظهار تفوقه ومهارته في هذا المركز وكان أحد أسباب تتويج البايرن بثلاثية هذا العام، وعودته لمركزه الطبيعي قد يكون حل مناسب لسعي جوارديولا نفسه الذي يريد التحكم في خط الوسط.
بيب والإصابات
يعاني بايرن من فقدان ثلاث لاعبين ذو اهمية كبيرة لطريقة عمل بايرن ومدربه جوارديولا هذا الموسم، فالمدرب الإسباني كان يسعى دائما في خططه أن تصل بلاعبيه «ريبيري وروبن» وألابا في مركزه الجديد إلى موقف 1 ضد 1 أمام الخصم وكان ينجح في أغلب الوقت روبين وريبيري في التفوق في هذا الموقف ونهاية الهجمه بشكل ناجح سواء بإحراز هدف أو صناعة هدف لأي لاعب أخر قادم من الجانب الأخر.
حاول جوارديولا تعويض غياب روبين وريبيري بإستخدام مولر وتياجو ألكانتارا في هذه الادوار ولكن الثنائي لم يمتلك السرعة اللازمة للقيام بواجبات روبين وريبيري وبدا ذلك واضحًا في الأربعة مباريات الأخيرة لبايرن والتي شهدت هزيمة الفريق البافاري ولم ينجح بها بايرن سوى في إحراز هدف وحيد أمام دورتموند في الكأس.
نسبة تهديف الفريق مع ريبيري وروبن وألابا كانت 2.8 هدف في المباراة ومنذ غياب الثلاثي أصبحت نسبة الفريق 1.4 هدف في المباراة، من بينهم 6 أهداف أمام بورتو في مباراة واحدة والتي تسببت في زيادة هذه النسبة، والتي نجح بها جوارديولا في إيجاد نقطة قوة أخرى لفريقه بإستخدام الكرات الهوائية وربما سيكون عليه الإعتماد عليها بشكل أكبر أمام البرسا.
بيب والهجمات المرتدة
«علينا أن ندافع جيدا لا يمكن أن نخرج بكامل قوتنا للهجوم، فبرشلونة هو أفضل فريق في العالم في الهجمات المرتدة.»
تصريح من بيب في المؤتمر الصحفي اليوم لمباراة برشلونة قد يتم وصفه بالتصريح المكرر، في التصريح ذاته خرج به بعد مباراة بايرن وفولفسبورج والتي خسرها الفريق البافاري بأربعة أهداف جاءت ثلاثه منها عن طريق الهجمات المرتدة ولم ينجح بعدها جوارديولا في تفادي تلك المشكلة وحتى الآن.
مازال المدرب الإسباني يبحث عن «ترياق» للهجمات المرتدة التي تقضي عليه للعام الثاني على التوالي في دوري أبطال أوروبا وسببت له الكثير من الأذى محليًا في ألمانيا بعد أن أزعجه بها مورينيو خلال فترة تواجده مع ريـال مدريد.
العودة بنتيجة كبيرة أمام برشلونة قد تكون مستحيلة ولكنها ستكون أفضل طريقة ممكنة لجوارديولا للاستمرار على رأس الجهاز الفني لفريق بايرن ميونخ وستكون أفضل طريقة ممكنة لجوارديولا على المستوى الشخصي لإعادة هيبته مرة أخرى كأحد أفضل مدربي كرة القدم في العالم.