x

محمد أمين اخلعوا نظارتكم السوداء! محمد أمين الإثنين 11-05-2015 21:37


تأثرت جداً بما قاله الشيخ سلطان القاسمى عن مصر فى افتتاح دار الوثائق المصرية.. أستغرب أن هناك من يحب مصر أكثر من مصريين كثيرين.. يدهشنى أن الذين عاشوا فى مصر أياماً أو شهوراً يعشقون تراب مصر، بينما الذين وُلدوا فيها وعاشوا فيها ناقمون عليها.. لماذا يفعلون هكذا؟.. لماذا تأتينا رسائل حب الوطن من أشقاء، بينما يعتبرها البعض نوعاً من النفاق للنظام، إذا صدرت من داخلنا؟!

ما علاقة حب الوطن بنفاق النظام؟.. ما علاقة أن تشجع من يخدمونك، بأنك تنافق هذا أو ذاك؟.. لو كان الرئيس السيسى يعمل لحسابه ما أحبه أحد.. لو كان «محلب» يعمل فى شركته ما أيدناه.. هذا نظام اخترناه وانتخبناه.. هل ندعو عليه مثلاً؟.. هل نتمنى له الفشل؟.. هل بطولة أن نعارض والسلام؟.. هل بطولة أن نشتم النظام والحكومة؟.. هل كلمة الحق الآن أصبحت صعبة للغاية؟.. ماذا جرى لنا؟!

اخلعوا نظارتكم السوداء.. افعلوا مثل الشيخ سلطان القاسمى، أو الوزير سلطان الجابر.. الأول يضع لوحة للنيل فى منزله.. يقف أمامها كل يوم، ثم يقدم تحيّة للنيل وأهله.. الثانى يقف على شاطئ النيل، ثم ينظر بعيداً، ويتنفس نفساً عميقاً، ويقول: الله عليكى يا مصر!.. فما معنى هذا العشق؟.. لماذا لا نشعر بما يشعرون؟.. «محلب» قال بالأمس: الوزير سلطان يتحرك معنا، كأنه عضو فى حكومة مصر!

لا أنسى حين كان الشيخ القاسمى يبكى على الهواء فى «أون تى فى» بعد 30 يونيو.. بمعنى كلمة يبكى.. يدعو لمصر بالنصر والعزّة.. يقول: لو سقطت مصر، لا قدر الله، نصبح مثل ريشة فى مهب الريح.. أو ما معناه.. هذا الرجل وجدناه فى كل مناسبة إلى جوارنا.. داعماً ومؤيداً ومُنفقاً، لا ينتظر أى شىء.. فقط لأنه تعلم هنا.. اهتم بترميم المجمع العلمى، والآن اهتم بإنشاء دار الوثائق الجديدة بالفسطاط!

أما الوزير الإماراتى فلا يمر أسبوع دون أن يكون هنا فى الأسبوع التالى.. يتابع المشروعات الإماراتية على أرض مصر.. يتفقد المدارس والمستشفيات والمساكن.. لا يقف عند حد تنفيذها فقط، وإنما يبحث عن صيانتها وجودة الخدمة التعليمية والصحية أيضاً.. لا يريد شيئاً منا.. يقول إن ما نقدمه نقطة فى بحر عطاء مصر.. بل تنفيذاً لوصية الشيخ زايد.. وبالأمس كانت مراسم توقيع 50 ألف شقة جديدة!

اخلعوا نظارتكم السوداء.. هناك عمل يجرى على الأرض فعلاً.. هناك رغبة فى تغيير الواقع المرير.. بعد شهور نفتتح قناة السويس الجديدة.. ستتغير لغة الكدابين والشامتين.. لن يجدوا شائعات يبثّونها.. فلماذا كل هذه الكراهية؟.. لماذا كل هذا السواد؟.. أليس هذا الرئيس الذى انتخبناه؟.. أليس هو الذى يتحرك شرقاً وغرباً؟.. أليس هو الأمين على الوطن؟.. أعاد هيبة الدولة، والآن يطارد الإرهاب الأسود!

لا الشيخ القاسمى استفاد من مصر، ولا الوزير سلطان الجابر.. مع ذلك يعشقونها، ويتغزلون فى أهلها ونيلها.. بينما «نلعن أبوها».. نهيل عليها التراب.. ننسى أننا قمنا بثورتين.. فمتى نخلع النظارة السوداء؟.. متى نكتب قصائد حب فى الوطن؟.. متى نفعل كما يفعل أشقاؤنا؟.. مجرد شربوا من مياه النيل.. ذات يوم!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية