عدت من رحلة عمل إلى دولة الإمارات، حيث انعقدت اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فى أبوظبى، فى الأسبوع الماضى، لكنى شعرت طوال الوقت بأننى لم أغادر مصر، فالحديث مع كل من قابلت سواء كان أديباً أو مسؤولاً سياسياً يبدأ أو ينتهى بالسؤال عن مصر وأحوالها، ويتطرق فى بعض الأحيان إلى تفاصيل لست متابعاً لها.
كان هذا هو الحال مع وزير الثقافة نهيان بن مبارك، كما كان مع فهد، سائق سيارتى، ومع الأصدقاء من الكتاب والشعراء والإعلاميين.
وقد سألنى الصديق العزيز الشيخ سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، وما إذا كنت أتوقع عودة فى البرلمان القادم لبعض قوى الماضى من نظام مبارك أو الإخوان، فقلت: إنهم موجودون فى المجتمع، والبرلمان الحقيقى يعكس كل القوى الموجودة فى المجتمع، لكنى لا أعتقد أن ذلك سيمثل عودة لأى منهما، فعصر الحزب الوطنى الديمقراطى قد مضى، أما الإخوان فلم يشهد تاريخهم كله فترة انحسرت فيها شعبيتهم مثل الفترة الحالية التى تلت سقوطهم بعد أن انكشفوا أمام الشعب، لذلك فلن يكون لأى من هؤلاء أو أولئك نسبة تمثيل فى البرلمان ننزعج لها، أما وجودهم فلا بأس به، بل لعله يكون مرغوباً حتى يتفاعلوا مع الأغلبية الشعبية بشكل مفيد للوطن بدلاً من إلقاء القنابل.
ثم قلت: إن كل برلمانات العالم التى تكونت بشكل سليم تضم بعض الجماعات المرفوضة جماهيرياً، والذين لا يمثل وجودهم أى تهديد حقيقى للمجتمع، مثل المتطرفين فى الكنيست الإسرائيلى أو المطالبين بعودة الملكية فى الجمعية الوطنية الفرنسية.
ووجدت الشيخ القاسمى يناقشنى فى تفاصيل قانون الانتخابات، وما إذا كانت النسب التى حددها القانون لنظامى القائمة والفردى ستؤثر على النتيجة، فلم أستطع أن أجاريه.
أما الصديق الشاعر حبيب الصايغ، رئيس تحرير جريدة «الخليج»، فقال لى: إن البرلمان المصرى بالذات، ومن دون كل البرلمانات العربية الأخرى، يجب أن يضم ممثلين عرباً من خارج مصر، فما تقوم به السلطة التشريعية فى مصر يؤثر على أشقائها فى كل مكان، والبعد العربى حاضر فى كل السياسات المصرية فى جميع العهود، مهما بدا غير ذلك فى بعض الأوقات.
ويتواصل الاهتمام بمصر وببرلمانها المقبل الذى سيحدد طريق المستقبل الذى تمنى كل من حدثنى أن يمثل القطيعة الرسمية مع تركة الماضى المثقلة بالهموم لنا ولأشقائنا العرب.