x

الدكتور مصطفى النجار أبوتريكة ودولة القانون التى نريدها الدكتور مصطفى النجار الإثنين 11-05-2015 21:22


هل تعتقد أننا ضد دولة القانون؟ هل تعتقد أننا نضع قداسة لشخص ما ونريد أن تتم معاملته خارج نطاق القانون؟ هل تعتقد أننا إذا أخطأ شخص نحبه سوف نغض الطرف عن خطئه أو نحاول تبريره؟ هل تعتقد أننا سنكون ضد السلطة إذا طبقت القانون دون انتقاء طبقاً لمنظومة عدالة حقيقية؟ كل إجابات هذه الأسئلة: لا.

دعاة الديمقراطية والمنتمون لثورة يناير لم يتحركوا ضد نظام مبارك إلا لإقامة دولة القانون وتحقيق العدل ورفع الظلم عن الناس لذلك سنكون أسعد الناس إذا وجدنا نظاما يقيم دولة القانون بحق مهما كان خلافنا معه، لذلك حين نتناول ما حدث مع أسطورة الكرة المصرية محمد أبوتريكة وفخرها من تحفظ على أمواله واتهامه بتمويل الإرهاب فلن يكون حديثنا عاطفياً مثل رجل الشارع البسيط الذى يعشق أبوتريكة وأصابه غضب بلا حدود لما حدث لأبوتريكة.

هناك أسئلة بديهية تطرح نفسها وتحتاج لإجابات، هل من العدالة أن نقوم بكل هذا التشهير بشخص لا دليل لدينا حتى الآن على تورطه فى أى شىء له علاقة بالإرهاب؟ هل نمنع الناس من التصرف فى أموالهم بمجرد الشبهات والأقاويل المرسلة؟ هل عاملنا لصوص مصر الكبار ممن نهبوا أموال المصريين واستولوا على أقواتهم بنفس الطريقة؟ هل لاحقنا من وضعوا أيديهم على أراضى المصريين وزعموا أنهم اشتروها، بينما استحوذوا عليها بقروش وملاليم لا تكافئ شيئاً من قيمتها؟ هل رأينا القانون يلاحق من سفكوا دماء المصريين على مدار ٣٠ عاماً وفى ثورة يناير وبعدها عبر كل الأحداث التى سالت فيها الدماء دون وجه حق؟ هل تم عقاب شخص واحد بتهمة قتل متظاهر سلمى؟ هل تم حماية المصريين من البلطجة الممزوجة بالمال السياسى؟ هل حمى القانون الشرفاء من موجات الاستباحة الإعلامية والسب والقذف والتخوين والاتهامات المرسلة الموجهة بهدف الانتقام السياسى؟

المتشدقون الآن بدولة القانون فى أزمة أبوتريكة والذين كانوا يحرضون على تجاوزه ليلاً ونهاراً ويطالبون بقتل الناس لمجرد الشك فيهم ويباركون كل انتهاكات حقوق الإنسان ترتفع أصواتهم الآن فى مشهد عبثى وكوميدى ينصبون فيه أنفسهم كحماة للقانون ومدافعين عنه وينتظرون منا أن نصدقهم!

هل غضبتم لانتهاك القانون فى حق مخالفيكم؟ أم أن القانون الذى تقدسونه هو القانون الذى يطال خصومكم ومعارضيكم ومن لا تحبونهم فقط؟ رفقاً بنا وتوقفوا عن (الحزق الوطنى) واحتكار الوطنية فقد صار هذا فعلاً مقززاً ولا أحد يصدقكم لأن الناس تعرف كيف تتحركون ومن يحرككم!

أبوتريكة ليس إرهابياً ولن يكون، فمن تعلمنا منه حسن الخلق والأدب الجم لن يدعم إرهابيين ولن يسهم فى قتل إنسان ولكن القتلة الحقيقيون هم دعاة الكراهية وأبواقها ممن يبررون قتل المخالفين ويطالبون بإهدار حقوق الإنسان تحت مزاعم حماية الوطن.

خسر من خلطوا الأوراق وبالغوا فى الاستعداء ولم يقدروا عواقب ما فعلوه، حاكموا أبوتريكة ولن تجدوا إلا ما يشرفه ويزيدنا فخراً به وحينها امتلكوا شجاعة الاعتذار لرجل عشق مصر وعشقه المصريون ولن تزيده المحنة إلا ثباتاً وخلقاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية