x

نيوتن رد نيوتن على د. يحيى طراف عن السادات نيوتن السبت 09-05-2015 21:35


عن قياس إنجازات الرؤساء من د. يحيى نورالدين طراف (2)

أما قولك عن إنجازات السادات فهو يؤخذ منه ويرد عليه. لقد بنى السادات شرعيته على نصر أكتوبر وسلام كامب دافيد، وكلاهما لم يؤخذ لليوم بالنسبة لنا إلا من وجهة نظرنا الأحادية. وتفصيلات وشروط اتفاق السلام مع إسرائيل أخَلَّت بالتواجد المصرى الفعّال فى سيناء، والذى كنا فى غطاء منه حتى انسحبت إسرائيل من غزة من طرف واحد، وقامت دولة حماس هناك فى غياب مواجهة عسكرية مصرية، والبقية معروفة ومازلنا نعانى منها. وهناك شاهد من أهلها هو محمد إبراهيم كامل، وزير خارجية مصر، الذى استقال قبيل توقيع الاتفاق، ومن قبله إسماعيل فهمى، وآخرون كثيرون لم تسمح أبواق دعاية نظام السادات لنا بأن ننصت إليهم.

■ ■ ■

رد نيوتن على مقال د. يحيى طراف- بعد تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء- والذى بدأنا بالجزء الأول منه أمس.

اليوم الجزء الثانى الخاص بالسادات الزعيم الأكثر من أفاد مصر مالياً (2)

السادات كان أكثر الرؤساء تعرضاً للجدل. نتعامل معه بمنطق «حسنة وأنا سيدك». نقول له أحسنت فى حرب أكتوبر. ولكن للحرب شقان- عسكرى وسياسى. بل وصل البعض إلى الادعاء بأنه فشل فى الشق العسكرى أيضا. أخذ بدليل ما حدث فى الثغرة. كل هذا لغو. كل هذا لا ينصف أحداً. دعنا نتخيل شيئاً واحداً. أن السادات ترك الأمور كما هى. فيكون حالنا كما الضفة الغربية والجولان. سيناء مازالت تحت الاحتلال الإسرائيلى. حقول بترول بلاعيم مازالت معهم. يستنزفونها كل يوم. قناة السويس مازالت مغلقة. بعدها علينا أن نعيد إلى الولايات المتحدة كل ما حصلنا عليه فى صورة دعم مليارات. تتراكم لتصل إلى مائة مليار جنيه.

المشكلة فى رأيى أننا لم نستكمل مشوار السادات. لم نضع حجرا فى سيناء. بخلاف استثمارات شرم الشيخ. وبعض الاستثمارات التى تركتها إسرائيل بعد الانسحاب. أهدرنا شجاعة السادات وتخلينا عنها. والتزمنا بنظرية المؤامرة. لم نستكمل التطبيع. وضعنا محاذير الاستثمار فى سيناء. لتسبق حوافز الاستثمار فى سيناء. أخذنا نفتش فى ضمير كل مستثمر. فى جنسيته. وبغباء تام نتساءل: ماذا لو تسلل عدو ليستثمر على أرضنا. نتغافل عن أن من يستثمر على أرضنا لا يمكن أن يكون عدواً.

شجاعة اتخاذ قرار السلام هى نفسها شجاعة اتخاذ قرار الانفتاح. الزراعة الصحراوية أطلقها. قفز فوق الروتين ليقول إن الأرض جائزة لمن يزرعها. كل الباقى تفاصيل. النقد سهل بعد الحدث. وتصويب أى عمل بعد مراجعته ستجد به عواراً. هذا لا يقلل من قيمته أبدا. ولكن هناك من يرى الأسلم دائما: هو بقاء الحال على ما هو عليه. هل تريد تعمير سيناء؟ حاول أن تستعير شجاعة السادات عندما حاول إغراء أهالى هونج كونج بإعادة توطينهم فى سيناء منتهزاً نشوب خلاف بين الصين وبينهم.

غداً نستكمل باقى الرد. والتعليق عليه.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية