أرسل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وفداً أزهرياً للمشاركة في أعمال منتدى «بانجى» في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تشهد صراعاً داخلياً مسلحاً بين عدة أطراف، والمنعقد حتى غد وذلك في إطار جهود الحوار والمصالحة، ليستطيع الشعب الأفريقى تجاوز الأزمات والمعارك الطائفية.
وكان في استقبال وفد الأزهر فور وصوله سفير إفريقيا الوسطى بالقاهرة، حيث التقى الوفد بعض القيادات الدينية المشاركة في المنتدى، وألقى أحد أعضاء الوفد كلمة نيابة عن الطيب إلى الأعضاء المشاركين في المنتدى.
وتضمنت كلمة شيخ الأزهر أن مصر والمؤسسة الأزهرية حريصتان على متابعة مجريات الأمور في أفريقيا الوسطى بين المسلمين والمسيحيين، وعلى إرساء دعائم السلم والأمن والوحدة الوطنية بين أبناء شعب أفريقيا الوسطى بمختلف طوائفه الدينية والحزبية. وشارك الدكتور محمد جميعة، منسق بيت العائلة المصرية، في المنتدى حيث ألقى كلمة أمام الحضور، وفى بدايتها طالب الجميع بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح ضحايا الأحداث في أفريقيا الوسطى، وبعدها أوجز رؤية الأزهر في معالجة الوضع المتأزم بدولة أفريقيا الوسطى من خلال عدة محاور أهمها، تحقيق العدالة الناجزة في حق من اقترفوا جرائم القتل والنهب والحرق والسلب والاغتصاب، لما يمثله هذا من اعتداء سافر بحق الإنسانية جمعاء، وتطبيق القانون على جميع مواطنى الدولة دون تمييز. وأضاف أنه يجب بسط سلطة الدولة وهيبتها على جميع المناطق؛ لردع كل من تسول له نفسه الخروج على القانون؛ ليشعر المواطن بالأمن والأمان، ومساعدة اللاجئين للعودة إلى ديارهم مع تعويضهم عما أصابهم من ضرر، وإعادة بناء دور العبادة من المساجد أو الكنائس على حد سواء، ودعوة المجتمع الدولى والأفريقى للمساهمة الجادة في تنمية دولة أفريقيا الوسطى، لافتاً إلى أهمية نقل تجربة إنشاء بيت العائلة المصرية الفريدة؛ لتكون في خدمة الشعوب الأفريقية. وناشد الدكتور جميعة الجميع المصالحة وأن يصفح كل منهم عن الآخر. وأحدثت كلمة جميعة قبولاً على كافة المستويات الرسمية والشعبية والإعلامية، حيث عبر العديد من المسؤولين الأفارقة عن امتنانهم وتقديرهم للدور الريادى للأزهر في مختلف المحافل الدولية، خصوصاً بعدما قدَّم وفد الأزهر تجربة بيت العائلة المصرى ودوره في تعزيز أواصر وروابط النسيج الوطنى المصرى المشترك، وهو ما كان له أثر في اختيار الوفد للمشاركة في اللجنة الرئيسية المسماة «لجنة العدل والمصالحة»، والتى تعد أهم اللجان المعنية في ملتقى المصالحة الوطنية.