أكد الدكتور محمد البدري، سفير مصر لدى روسيا، أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر، مشيرًا إلى التقدير الكبير من قبل الجانب الروسي إلى دور مصر ومكانتها في المنطقة.
وأوضح «البدري»، في تصريحات صحفية، أن حجم الميزان التجاري العام الماضي قد بلغ نحو 5.5 مليار دولار، منها 580 مليون دولار صادرات مصرية معظمها من المحاصيل الزراعية بنحو 4 مليارات جنيه، مشيرًا إلى أن روسيا تعد أكبر مصدر للقمح والسياحة إلى السوق المصرية.
وقال السفير إن روسيا لم توجه الدعوة لحضور الاحتفالات سوى للسيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس من المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن روسيا تعد أول دولة تعترف بثورة يونيو، كما أيدت كل الإجراءات التي اتخذها الرئيس عقب الثورة، منوهًا بأن بوتين أكدد مرارًا أن مساندة الجيش المصري لإرادة شعبه غيرت من مصير المنطقة بأسرها.
وأضاف أن الزيارة لن تشهد توقيع أي اتفاقيات مع روسيا كما تردد وأن مذكرات التفاهم التي وقعت بين الجانبين بالقاهرة خلال فبراير الماضي تقوم الحكومة المصرية بالسير في إجراءاتها حاليًا، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج إلى بذل جهد إضافي من أجل جذب الاستثمارات الروسية إلى القاهرة.
ونفى «البدري» وجود أي فتور في العلاقات بين البلدين بسبب مشاركة مصر في عاصفة الحزم باليمن، موضحًا أن هناك حوارًا ممتدًا مع الجانب الروسي حول هذه القضية يتم من خلاله تبادل وجهات النظر، مشيرًا إلى أن روسيا تتفهم وتقيم تمامًا وجهة النظر المصرية في هذا الشأن، كما أنها قد ساهمت في إجلاء بعض الرعايا المصريين ونقلهم خارج اليمن.
وأشار إلى أن هناك مبالغة وعدم دقة في قضية العفن البني بالبطاطس المصرية المصدرة إلى روسيا، مشيرًا إلى أنه تم رفع الحظر الذي فرض العام الماضي على 70% من البطاطس كاستجابة فورية من الجانب الروسي بعد الإيضاحات التي قدمتها مصر، كما أنه يتم حاليًا التفاوض على رفع الحظر عن بعض الأكواد البسيطة التي تمثل أقل من 2% من الرقعة المصرية من صادرات البطاطس.
واعترف السفير بأن الاستثمارات الروسية في مصر تمثل الجانب الأضعف في أضلع العلاقات المصرية الروسية وأنه يحتاج إلى مزيد من الجهد من أجل الارتقاء به ليصبح على مستوى العلاقات القوية بين البلدين.
وبالنسبة لمدى تأثر السياحة المصرية بتراجع أعداد السائحين الروس بعد أزمة تراجع الروبل الروسي، أشار السفير إلى أن أعداد السائحين الروس كان العام الماضي قد بلغ ثلاثة ملايين ومائة وسبعة وستين ألف سائح، مؤكدًا تراجع السياحة المصدرة من روسيا بشكل عام على مستوى العالم بنسبة 33% حيث انخفضت من 22 مليون سائح روسي العام الماضي إلى 15 مليونًا فقط.
وأعلن أنه سيتم إطلاق حملة تسويقية كبرى بالتعاون مع وزارة السياحة من أجل تنشيط السياحة الروسية مرة أخرى، منوهًا بأنه تم وضع خطة لزيادة الأعداد والتحرك نحو المدن الروسية الكبرى المصدرة للسياحة بالاتفاق مع وزير السياحة.
ورفض السفير تخفيض أسعار البرامج السياحية في مصر، لأنها تعد متدنية للغاية، مضيفًا أن منظمي الرحلات السياحية بروسيا قد أكدوا رغبتهم في العمل بالسوق المصرية، لاسيما أن مصر من أرخص المقاصد السياحية على مستوى العالم.