حفل الأسبوع الماضي بنشاط مكثف للرئيس عبدالفتاح السيسي على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث شمل اجتماعات ولقاءات لإقامة مجتمعات عمرانية متكاملة خارج الوادي، وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة وتحسين منظومة الخبز، ومتابعة مشروع استصلاح المليون فدان وحماية نهر النيل من التعديات، وتحسين الخدمات التعليمية والصحية، إلى جانب دعم العلاقات مع السودان والسعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا وكازاخستان وإثيوبيا.
واستهل السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال على كرتي وزير خارجية السودان، الذي سلمه رسالة من الرئيس عمر البشير لدعوته لحضور حفل تنصيبه بعد إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية لفترة جديدة.
وأكد الرئيس على الأهمية الحيوية لمعبر «قسطل- أشكيت» الذي افتتح مؤخرا لإنعاش حركة التجارة بين مصر والسودان، مشيرا إلى أهمية استثمار التقارب الرسمي والشعبي بين البلدين لدفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وفي زيارته القصيرة للسعودية، أجرى خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي مباحثات عكست قوة ومتانة العلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع بين البلدين، وحرصهما على تعزيز التشاور والتنسيق فيما بينهما بما يحقق مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية.
واستعرض الجانبان أيضاً مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، لاسيما فيما يتعلق بالتطورات الجارية في اليمن وسبل الحفاظ على وحدة هذا البلد الشقيق وسلامة أراضيه ومؤسساته الشرعية، فضلاً عن أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر وتهديد حركة الملاحة الدولية.
[image:4center]
واستقبل الرئيس السيسي، يوريكو كويكا عضو البرلمان الياباني ورئيسة جمعية الصداقة البرلمانية المصرية- اليابانية، وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن اهتمام مصر بالاستفادة من تجربة اليابان في مجال التعليم، والتي تقوم على أساس الأخلاق والعلم معاً.
وأعربت كويكا عن تطلعها لزيارة الرئيس إلى اليابان قبل نهاية العام الجاري، والتي ستمثل دفعة هامة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين، وأضافت أنها ستسعى خلال المرحلة المقبلة للعمل على تعزيز العلاقات المصرية- اليابانية في شتى المجالات.
واستقبل الرئيس السيسي وفدا من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة ديفين نونيز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، حيث استعرض الرئيس التطورات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، مؤكدا على أن ما حدث في 30 يونيو إنما كان تجسيداً لإرادة الشعب المصري الذي ثار على محاولات تغيير هويته واستخدام الديمقراطية في تحقيق أهداف جماعة بعينها وفرض إرادتها على حساب الوطن، مطالباً بتفهم ما يدور في مصر في ضوء اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التي تواجهها.
وأشار الرئيس السيسي إلى ضرورة قيام الدول الصديقة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بمساندة مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ودعم الجهود المصرية الرامية إلى مواصلة عملية التنمية وتوفير الأمن للشعب المصري، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وفي لقائه مع فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا بحث الرئيس السيسي عددا من مجالات التعاون المشترك، ولاسيما زيادة نشاط الشركات الألمانية في السوق المصرى، وتعزيز التعاون في المجال العسكرى، فضلاً عن وضع المؤسسات غير الحكومية الألمانية في مصر، وأكد الرئيس تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية مع ألمانيا في مختلف المجالات سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار علاقات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، الذي تلعب فيه ألمانيا دوراً رائداً، كما شدد على أهمية الاستفادة من القدرات الألمانية في دعم جهود الحكومة المصرية في مكافحة الفقر والأمية، وتنمية المجتمع المصرى.
وأجرى الرئيس اتصالا هاتفياً مع نور سلطان نزارباييف رئيس كازاخستان، حيث وجه التهنئة له بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 26 أبريل 2015، مشيداً بالأجواء الإيجابية التي جرت فيها هذه الانتخابات، ومنوهاً بأن هذا الفوز يعكس الثقة التي يوليها الشعب الكازاخستانى للرئيس «نزارباييف».
كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز وتطوير علاقات التعاون المشتركة مع كازاخستان في كافة المجالات، بينما وجه الرئيس نزارباييف الدعوة للرئيس السيسي للقيام بزيارة كازاخستان.
والتقى الرئيس السيسي بديمتريس أفراموبولوس مفوض الهجرة والشئون الداخلية والمواطنة بالاتحاد الأوروبي، حيث نوه الرئيس بالعلاقات المؤسسية والتعاقدية التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي عبر اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية وخطة العمل المنبثقة عنها، فضلا عن تعدد وتكامل العديد من الأطر التعاونية الأخرى بين مصر والاتحاد الأوروبي ومن بينها سياسة الجوار الأوروبي.
وأكد الرئيس على أهمية البعد التنموي لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتطوير مسارات الهجرة الشرعية، منوهاً بأن الاستثمارات الأوروبية المباشرة في الدول المصدرة للهجرة ودول المرور من شأنها توفير فرص العمل وتشغيل الشباب، مما سيكون له أكبر الأثر في القضاء على الأسباب المباشرة التي تدفع بعض الشباب للهجرة غير الشرعية، وفي ذات السياق تم خلال اللقاء بحث برامج التعاون الأوروبية في مجالات الهجرة.
وتوجه الرئيس السيسي إلى مطار القاهرة لاستقبال 27 مواطناً إثيوبياً يمثلون الدفعة الأولى من الأشقاء الإثيوبيين العائدين من ليبيا، والذين تم تحريرهم بالتعاون بين الأجهزة الأمنية المصرية والليبية، ووجه كلمة إلى وسائل الإعلام أكد فيها أنه على الرغم من أن إثيوبيا ليست لها حدود مباشرة مع ليبيا تيسر عملية تحرير المواطنين الاثيوبيين، إلا أن شقيقتها مصر لديها هذه الإمكانية، منوها بما سبق أن أكده في خطابه مع البرلمان الإثيوبي بشأن التضامن الشعبي بين مصر وإثيوبيا، وأن ما يؤلم الشعب الإثيوبي يؤلم أيضا الشعب المصري.
بعدها تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من هيلاماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا، الذي أعرب للرئيس السيسي عن خالص شكره وعميق امتنانه لمصر، قيادة وحكومة وشعباً، على الجهود المخلصة التي بذلتها من أجل تحرير المواطنين الإثيوبيين الذين كانوا محتجزين في ليبيا، مشيداً بأداء كافة الأجهزة المصرية، حيث ساهمت بفاعلية ونجاح في تحرير المواطنين الإثيوبيين وخروجهم سالمين من ليبيا.
وفي المجال الداخلي، استعرض الرئيس السيسي في لقاء مع العالم فاروق الباز أفضل المناطق التي يمكن استصلاحها وتنميتها في مصر زراعياً وتحويلها إلى مجتمعات تنموية متكاملة، وأكد الرئيس السيسي، خلال اللقاء، على أهمية اكتشاف أراضٍ جديدة صالحة للزراعة، بما يتيح فرصاً واعدة للعمران ومكافحة التكدس والزحام بالوادى الضيق، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة في الزراعة والصناعة والتجارة، والمساهمة في توافر الاحتياجات الغذائية للمواطنين.
وفي لقاء مع الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية.. أكد الرئيس السيسي ضرورة توافر السلع الأساسية وكافة احتياجات المواطنين في الأسواق، لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان المعظم، منوهاً بأهمية اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لضبط الأسعار وكذا لضمان جودة السلع المطروحة في الأسواق، وشدد الرئيس على أهمية تعزيز دور أجهزة حماية المستهلك لضمان حصول المواطنين على سلع ذات جودة عالية وأسعار مناسبة.
وأكد الرئيس على أهمية استمرار العمل لتحسين منظومة الخبز وتطويرها بشكل مستمر، وضمان الاِلتزام بمطابقة الخبز المدعم للمواصفات، من أجل توافر الخبز المدعم للمواطنين بمواصفات جيدة، ولاسيما محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية، كما وجّه الرئيس بضرورة إنجاز مشروع المركز اللوجستي العالمي بدمياط بأقل التكاليف الممكنة وأعلى معايير الجودة وفي أقل وقت ممكن.
وفي لقاء مع الدكتور صلاح الدين هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تم استعراض تطورات مشروع استصلاح المليون فدان، والذي يهدف إلى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب النمو الطبيعي للسكان، فضلاً عن إقامة مصانع للتعبئة والتغليف والمنتجات الغذائية، وأكد الرئيس على أهمية الحفاظ على الأراضي الزراعية في مصر ومواصلة الجهود المبذولة لمكافحة التعديات عليها.
وعلى صعيد النهوض بأوضاع الفلاح المصري، وجَّه الرئيس بأهمية الانتهاء من صياغة اللوائح التنفيذية الخاصة بقوانين التعاونيات والتأمين الصحي والتكافل الزراعي والمعاشات، تمهيداً لتطبيقها لتحسين الأحوال المعيشية للفلاحين، وتقديم الإجراءات الكفيلة بضمان حياة كريمة لهم.
ووافق مجلس الدفاع الوطني، في اجتماع برئاسة الرئيس السيسي، على استمرار مشاركة عناصر من القوات المسلحة في التحالف العربي السابق إرسالها للقيام بمهام قتالية خارج حدود الدولة لحماية الأمن القومي المصري والعربي بمنطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب في إطار تنفيذ مصر بالتزاماتها الدولية، لثلاثة أشهر أو لحين انتهاء المهمة القتالية، وتم خلال الاجتماع استعراض تطورات الموقف الأمني على الساحة الداخلية، والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في سيناء ومتابعة سير العمليات العسكرية لدحر الإرهاب في سيناء، والتقدم الذي تم إحرازه في هذا الصدد.
وعقد الرئيس السيسى اجتماعا مع أعضاء المجلس الاستشارى لكبار علماء وخبراء مصر، حيث نوه بأهمية الدور الذي يضطلع به المجلس والمهمة القومية التي يؤديها أعضاؤه من أجل طرح الأفكار والحلول للمشكلات التي تواجه مصر في العديد من المجالات، وتم خلال الاجتماع طرح بعض الأفكار والمقترحات المتعلقة بكيفية النهوض والارتقاء بقطاعىّ التعليم والصحة، وذلك من خلال التنسيق بين المجلس والمجالس التخصصية الأخرى التابعة لرئاسة الجمهورية.
ورحب الرئيس بهذه الأفكار والمقترحات، مشيراً إلى أهمية دراستها والتنسيق بشأنها بين مختلف الوزارات والمجالس المعنية لتوحيد الجهود وتلافى الازدواجية والعمل على تحقيق الأهداف المرجوة.
وفي الاجتماع الذي عقده الرئيس السيسي بحضور الدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري، واللواء أمير سيد أحمد مستشار وزير الدفاع للمشروعات تم استعراض الخطوات الجارية لتنفيذ خطة الدولة لحماية شواطئ المدن الساحلية المصرية وتنميتها، ومن بينها مشروع إقامة ساتر ترابي على سواحل مدينة بورسعيد لحمايتها من النحر والتآكل، ومن جانب آخر استعرض وزير الموارد المائية والري خلال الاجتماع الإجراءات التي تقوم بها الوزارة لإزالة التعديات على مجرى نهر النيل والترع والمصارف، كما تم استعراض التقدم الذي تم إحرازه على صعيد جهود وزارة الري والموارد المائية للحد من أخطار السيول في سيناء، ووجه الرئيس بضرورة الانتهاء من كافة هذه الأعمال قبل نهاية العام الحالي.
وعقد الرئيس اجتماعا حضره عدد من أعضاء مؤسسة المصريين خريجي الجامعات العالمية للتنمية، بحضور عدد من أعضاء المجلسين التخصصيين لتنمية المجتمع والتنمية الاقتصادية التابعين لرئاسة الجمهورية.
وأكد الرئيس، خلال الاجتماع، أن مفتاح تقدم الشعوب يكمن في العلم والمعرفة وإيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية للتحديات العديدة التي تواجهها مصر، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تستدعى استنهاض الهمم وشحذ كافة الطاقات وإعلاء المصلحة العامة، والحاجة إلى العمل الدؤوب بتجرد وإنكار للذات من أجل النهوض بالمجتمع.
وتناول اللقاء سبل الاستفادة من خبرات أعضاء المؤسسة في تنفيذ عدد من المهام، ومن بينها المساهمة في الخريطة الاستثمارية الشاملة لمصر، وإعداد كراسات شروط للمشروعات التي يتم طرحها بحيث تتضمن كافة التفاصيل المتعلقة بتلك المشروعات، وكذا وضع تصور متكامل لصناعة الخامات الدوائية في مصر.
وفي الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة أعياد تحرير سيناء، أكد الرئيس للسيسي أن ما تمر به المنطقة يحتاج إلى علم ووعى وعمل للخروج من الأزمة الحالية، وطالب المواطنين بتجنب المطالب الفئوية ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وقال إن نجاح الحرب على الإرهاب يرتكز على التعاون مع أبناء سيناء الشرفاء فهم خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي، وأن تعمير وتنمية سيناء أولى أولوياتنا للحفاظ على الأمن القومى والعبور بها إلى المستقبل، مشددا على أن إرادة التسعين مليون قادرة على صنع المستحيل.