توارى الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، عن الأنظار، منذ الـ28 من الشهر الماضي، ولم يسجل أي ظهور رسمي أو إعلامي، في واقعة تتكرر للمرة الخامسة خلال نحو 23 عامًا.
ولم يلتق أفورقي (69 عاما)، وزير الخارجية، سامح شكري، خلال زيارة الأخير إلى العاصمة الإرتيرية أسمرا، والتي انتهت، الخميس، في مخالفة للعرف الدبلوماسي، حيث إن الأخير كان يحمل رسالة موجهة له من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
والتقى شكري نظيره الإريتري، عثمان صالح، وتناولا العلاقات الثنائية وأمن البحر الأحمر والقضايا الإقليمية، خاصة في جنوب السودان، والصومال، واليمن.
وكان آخر ظهور لأفورقي، في الـ28 من الشهر الماضي، عندما أعلنت وكالة الأنباء السعودية مغادرته البلاد بعد زيارة للرياض بدأها في الـ 27 من الشهر ذاته، والتقى خلالها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حسب وكالة الأنباء السعودية.
واللافت هنا أن الاعلام الإريتري لم يشر لزيارة أفورقي إلى السعودية من قريب أو بعيد.
ويأتي هذا الاختفاء في ظل تقارير عن إنزال بري من قبل التحالف العربي، في اليمن، تكون إحدى نقاط انطلاقه، إريتريا، ذات السواحل القريبة من السواحل اليمنية.
ويوم الأحد الماضي، قال مصدر إريتري مطلع، إن الزيارة التي قام بها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى السعودية، «كانت بهدف الاستفادة من إريتريا في عمليات التحالف ضد الحوثيين».
وخلال الـ23 عاما الماضية، توارى أفورقي الذي يقود بلاده منذ 1987، عن الأنظار 4 مرات، بخلاف المرة الحالية، تراوحت مددها بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وكانت المرة الأولى في عام 1992، حين زار الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بطرس غالي، أسمرا بصورة مفاجئة، ولم يستطع لقاء الرئيس الإريتري، ما اضطر نائب أفورقي آنذاك، محمود شريفو، أن يعلن أن الرئيس الإريتري يتلقى العلاج في أحد مستشفيات إسرائيل بعد اصابته بملاريا دماغية.
أما المرة الثانية، فكانت في ديسمبر عام 1995، إثر احتلال القوات الإريترية لأرخبيل جزر حنيش بالبحر الأحمر، مستغلة خروج اليمن من أزمة سياسية عميقة وحرب أهلية طاحنة انتهت في السابع من يوليو 1994، غير أن اليمن استعاد حقه بالتحكيم عام 1998.
والمرة الثالثة، كانت في مايو 1998، عندما توارى أفورقي عن الأنظار بعد سيطرة القوات الإريترية على مثلث بادمي، في خضم صراع حدودي مع إثيوبيا.
فيما كانت المرة الرابعة في 2013، حيث توارى فجأة عن الأنظار، وبدأت تتسرب معلومات من معارضيه وبعض دول الجوار، عن وفاته، إلا أنه فاجأ الشائعات بظهوره في التلفزيون الإريتري الرسمي معلنا إجهاض محاولة انقلاب فاشلة في 21 يناير 2013. واتهم من أسماهم بـ«عملاء أمريكا وإثيوبيا» بـ«محاولة تدبير الانقلاب».