كشف المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، أنه هو والمستشار بهاء أبوشقة، سكرتير عام الحزب، سيبدآن تفعيل مبادرة «لم الشمل» وإنهاء الصراع بين الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، و«مجموعة الـ8» المجمدة عضويتها، بقيادة فؤاد بدراوى، فيما أكد الأخير أنه يقبل المصالحة بشروط.
وقال الطويل، لـ«المصرى اليوم»: «النفوس لم تهدأ فى الحزب، والطرفان متمسكان بمواقفهما، فالبدوى يصر على ضرورة التحقيق مع مجموعة الـ8، وملتزم بقرار الهيئة العليا بعدم الدخول فى مبادرات تصالح، حتى إنه وافق فى البداية، ثم تراجع بسبب مواقف بعض أعضاء الهيئة، ولكن هذا لا يمنع إمكانية التوافق والتصالح».
وتوقع الرئيس الشرفى لـ«الوفد» أن يتم حل الأزمة قريبا، إعلاءً لمصلحة «الوفد» وحفاظا على وحدة أعضائه، وسيتم وقف التراشق الإعلامى بين الطرفين، مشيرا إلى أنه تلقى العديد من الاتصالات من داخل الحزب وخارجه تطالبه بإنهاء الأزمة.
وأضاف: «جميع الاتصالات التى أتلقاها تلوم على الوفد الدخول فى هذه الأزمة التى حدثت فى وقت عصيب تمر به البلاد، وخلال فترة الاستعداد للانتخابات البرلمانية، وهذا ليس فى صالح الحزب.. للأسف، شكلنا وحش أمام الجميع، ولابد من لم الشمل.. وللعلم ليس لى أى مصلحة مع أحد الطرفين سوى مصلحة هذا الكيان الحزبى التاريخى».
وأوضح الطويل أنه تحدث مع البدوى وعدد من الأعضاء الموقوفين، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وتصفية النفوس، مضيفا: «لابد أن يعلم الطرفان أن أحدهما سيفشل فى الإطاحة بالآخر، فلا يمكن للوفديين أن يفصلوا زملاءهم، ولا يمكن للموقوفة عضويتهم أن يوثقوا طلبهم بسحب الثقة من رئيس الحزب.. على الجميع أن يعلم جيدا أن السبيل الوحيد لحل الأزمة هو التصالح».
وتابع: «وفيما يخص بدراوى، قال الطويل: هو مثل ابنى، لكن له ظروف خاصة، فهو عصبى ودماغه حجر ويحتاج بعض الوقت ليهدأ، فهناك فكرة واحدة مسيطرة عليه، وهى أنه الأحق برئاسة الحزب من البدوى، وأن هناك تجاوزات حدثت فى انتخابات رئاسة الحزب الماضية.. وأما باقى جبهته فأمرهم سهل ويتمتعون بالمرونة، ومسألة إقناعهم بالمصالحة أمر بسيط».
وأشار الطويل إلى أنه طالب مع أحمد عودة، رئيس اللجنة الخماسية المكلفة بالتحقيق مع جبهة بدراوى، بعدم التعجل فى التحقيق، والسماح بفرصة للتصالح، نافيا وجود أى علاقة لمحمود أباظة، رئيس الحزب السابق، بتفجير هذه الأزمة من قريب أو بعيد، وقائلا: «أنا على اتصال مع أباظة، وهو مريض، ومن يتهمه بافتعال هذه الأزمة فهو يتجنى عليه».
من جانبه، قال أحمد عودة، مساعد رئيس حزب الوفد، رئيس لجنة التحقيق، إنهم أخطروا الأعضاء الموقوفين من جديد لحضور الجلسة الإجرائية، الأربعاء المقبل، لافتا إلى أن الأعضاء أرسلوا فاكسات بعدم حضورهم التحقيق، الأربعاء، ومضيفا، لـ«المصرى اليوم»: «الفاكس الوحيد المهذب هو فاكس ياسين تاج الدين، أما الفاكس الذى أرسله بدراوى فكان يحمل اتهامات لشخصى بعدم الحياد، واتهامه لى بـ(العراب) لا يسىء لى، فأنا فخور بأنى خادم للوفد ولأعضائه». وأكد عودة أن البدوى التقى، الخميس، مع المرشحين لانتخابات الهيئة العليا، والسكرتارية المساعدة، وعددهم 81 مرشحا، لمناقشة الاستعدادات لإجراء انتخابات الهيئة فى 15 مايو الجارى، مشيرا إلى أن جميع المرشحين دفعوا رسوم الترشح التى تتراوح بين 3 آلاف للقدامى، و1500 للشباب، رغم اعتراض أغلبهم عليها. وأضاف معلقا على ما يتردد عن إثارة «أباظة» للأزمة: «ما أعلمه أنه فى منزله ولا يحضر إلى مقر الحزب، لكن البعض يقول إن له يدا فى هذه الأزمة».
فى المقابل، قال فؤاد بدراوى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، المجمدة عضويته، إنه لم تصل إليه أى مبادرات للتصالح، وقراره بشأن التصالح ليس منفردا، بل سيعود لباقى «مجموعة الـ8».
وأكد بدراوى، لـ«المصرى اليوم»، أن المصالحة لابد أن تكون لها شروط، وليست مجرد «جلسة شاى وقهوة»، وأى مبادرة تخرج لن يبدى فيها رأيه دون العودة إلى باقى المجموعة، لافتا إلى أن المستشار الطويل حاول منذ أيام أن يعرض الأمر على البدوى، ووافق الأخير فى البداية، ثم عاد وتراجع ورفض المصالحة.
وأشار بدراوى إلى أنه لن يخضع لجلسة التحقيق الجديدة، الأربعاء المقبل، وأنه مصر على موقفه، ومستمر فى الدعاوى القضائية للطعن على قرار تجميد عضويته، والطعن على قرارات البدوى والجمعية العمومية، معتبرا أن قرار التجميد «باطل» وأنه وباقى مجموعة الـ8 مازالوا أعضاء فى الهيئة العليا، ونافيا وجود أى علاقة لـ«أباظة» بالأزمة الحالية، وأكد أن اختيار محافظة الشرقية مسقط رأس «أباظة» لعقد مؤتمر «رحيل البدوى» كان بطلب من مصطفى رسلان.