زواج د. طه حسين من سوزان كان مؤامرة مسيحية من عمها القسيس لزرع طه عميلاً مجنداً لتخريب مصر من الداخل!! عميد الأدب العربى كان يصلى سراً مختلساً الركعات فى الخفاء من خلف ظهر سوزان، خوفاً من افتضاح أمره وضبطه متلبساً بالركوع والسجود!! مؤنس، ابن طه حسين، أعلن تنصره فى باريس، بعد سفره واستقراره هناك!! هذه ليست لقطات من فيلم هندى أو سينما الخيال العلمى أو رائعة من روائع السبكى، لكنها سطور من كتاب يوزع مع مجلة «الأزهر» عنوانه: «طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام»، ومؤلفه هو د. محمد عمارة، رئيس تحرير المجلة، إخوانى الهوى، ربعاوى التوجه، الماركسى سابقاً، الوهابى حالياً! كتاب فخم يوزع مجاناً، دفعنى إلى شرائه مقال د. هشام قاسم فى جريدة «الأهالى»، تكلفته لا تقل عن عشرين جنيهاً، ولكن من أجل عيون تشويه طه حسين تهون أموال دافعى الضرائب ويغدق الأزهر على قرائه ويوافق د. أحمد الطيب على ما يبثه مستشاره الإخوانى عمارة من سموم فى كتبه المجانية السبكية المعبرة عن تحولات المؤلفة جيوبهم!
تخيلوا سوزان، زوجة طه حسين، هذه السيدة الرائعة العظيمة التى وافقت على الزواج من مصرى غلبان كفيف مختلف الديانة، والتى أصرت على الوقوف بجانبه حتى أصبح هذا المثقف العملاق وزير المعارف، وعميد الأدب العربى، وقبلة مثقفى العالم، ورمز الاستنارة المصرية، تخيلوا وتصوروا أن عمارة يقدمها لنا فى كتابه على أنها أمنا الغولة التى تخطط هى وعمها لاصطياده من أجل تخريب وتنصير عقل مصر! لا يعرف الدكتور عمارة أن طه حسين لو لم يكن قد تزوج هذه السيدة الفريدة المتفردة لكان سقف مصيره وأغلى أمنياته أن يظهر فى لقطة مع ريهام سعيد ليتلقى فيها تبرعات أهل الخير!
يقول عمارة- لا فُضَّ فوه- إن عم سوزان القسيس أقنع سوزان بالزواج من طه، رغم تحفظها، من أجل «مقاصد يرجوها من وراء الاحتواء لهذا المشروع الفكرى الذى سيتم غرسه على ضفاف النيل»!! لم أكن أعرف أن د. عمارة مشاهد مدمن لأفلام نادية الجندى عن الجاسوسية، وأنصحه نصيحة أخ مخلص بأن ياكوف بنيامين حنانيا فى مسلسل رأفت الهجان ليس هو طه حسين فى مسلسل القسيس وسوزان! يؤكد السبكى- أقصد د. عمارة، المفكر المحترم المبجل- أن مؤنس، ابن طه حسين، الذى كانت سوزان تناديه بـ«كلود»، قد انتهى به الأمر إلى «التنصر والموت نصرانياً فى فرنسا»!! وا عمارة وا أزهراه! مؤنس، ابن المعلم طه حسين، اتنصَّر يا رجالة!! مشهد سبكاوى سانجامى بامتياز، يغازل جمهور الترسو السلفى بكل براعة، ولكى تكتمل خيوط المؤامرة الصليبية التى كانت تحرك طه حسين كالدمية، أورد عمارة حدوتة قبل النوم عن سوزان المرعبة أم رجل مسلوخة، التى عندما سافر زوجها إلى المغرب- بدعوة من الملك- طلب من مرافقه همساً وهو يرتعش: «اذهب بى إلى مسجد القرويين لأصلى ركعتين، لكن أرجوك اكتم أمر هذه الصلاة عن المدام»!! يا مثبت العقل والدين!!
يا دكتور عمارة، هذا الكلام مكانه مجلة الشبكة والموعد وليس مجلة «الأزهر»، احترم عقولنا يا مستشار شيخ الأزهر، هذه السيدة التى تخوض فى سيرتها وسيرة ابنها بالباطل، وبدون أى دليل، كتبت فى كتابها الرائع «معك» ص 28 «وإذ أذكر هذا اليوم هذا الصباح أفكر بهذا التوافق الخفى الذى وحدنا دوماً فى احترام كل منا لدين الآخر، لقد دهش البعض من ذلك، فى حين فهم البعض الآخر، إذ رأى أن بوسعى أن أردد صلاتى على حين تستمع إلى القرآن فى الغرفة المجاورة، ويصدفنى اليوم أن أفتح المذياع لأستمع إلى الآيات من القرآن عندما أبدأ تسبيحى، بل إنى لأسمعه فى أعماق نفسى، كنت غالباً ما تحدثنى عن القرآن، وتردد لى البسملة التى كنت تحبها بوجه خاص... إلخ»، يعنى الست ماكانتش أبولهب ولا حمالة الحطب، ولم تمسك بكرباج تلهب به ظهر المرتعش طه حسين كلما قرأ القرآن، ولم تضع على صدره حجراً وتتركه عارياً فى هجير الصيف القائظ مثل إيهاب نافع فى فيلم «هجرة الرسول»!!
أرجوك يا دكتور عمارة وأتوسل اليك ألا تشاهد أفلام السبكى كثيراً، وأود أن أهمس فى أذنك بأن التسول الفكرى وتغيير زى المبادئ من بدلة ماوتسى تونج إلى جلباب بن لادن الباكستانى لم يعرفه طه حسين، وإنما عرفه وأجاده غيره من قبيلة المؤلفة جيوبهم، الخاوية عقولهم، الذين يعيشون على فتات الموائد والفكر البائد.