x

عمر حسانين الإرهاب يعود إلى الصعيد عمر حسانين الجمعة 01-05-2015 21:23


كلما اشتد الخناق على الإرهاب، ارتفعت درجة جنونه، وخطورة المجنون تكمن فى عدم توقع أفعاله، وما وقع الأسبوع الماضى من استهداف منطقة السد العالى يلزمه تحرك يحفظ مصدر الطاقة الكهربائى الأول، لأن التراخى فيه كارثة وجريمة توازى الخيانة العظمى.

كل التجارب والأحداث السابقة تكشف أن أعداء الوطن نفذوها بعد تهديدات ووعيد، فحين أعلنوا أن أرض سيناء لن تهدأ، وقعت عشرات الجرائم الإرهابية، وسقط الشهداء وروت دماؤهم أرض الفيروز الطاهرة، ولم يختلف الأمر فى كثير من المواقع الأخرى.

ولو راجعنا الأحداث الجسام من تفجيرات لمديريات الأمن واستهداف الكمائن والتمركزات الأمنية سنجد أن كل جريمة سبقها تهديد، وأن نجاح هذه الجرائم نفذ إليه المخربون من شروخ التهاون والتراخى والاستهتار والاستسهال، ويقينا كان بالإمكان منع هذه الكوارث بمزيد من اليقظة والحيطة والانتباه.

وإن كان أهل سيناء أعلنوا رفع السلاح فى وجه الإرهاب ومهاجمته فى جحوره، بالتنسيق مع القوات المسلحة فالوضع فى هذه المنطقة له خصوصيته وطبيعته المختلفة، أما المواقع الأخرى فهى أحوج إلى هذه التجربة لكن بصورة تتناسب مع طبيعتها لا تتحول فيها إلى ميليشيات تقاتل بعضها بعضا وتعطى علامة على غياب الدولة وأجهزتها.

وبعدما رصدت الأجهزة الأمنية أن تصير مواقع إنتاج الطاقة والأبراج التى تحملها من أقصى الجنوب إلى باقى المحافظات فى مرمى نيران الإرهاب- يلزم علينا أن نعمم تجربة التعاون مع أجهزة الأمن بمدها بمعلومات صادقة ومشاركتها رصد تحركات أعداء الوطن وتأمين المنشآت التى تمدنا بأسباب الحياة.. نعم لقد صار من الضرورى أن نتكاتف فى حماية وطننا قبل أن نبكى على اللبن المسكوب.

والصعيد يا سادة لا يخفى حاله على أحد، فقد استغل الإرهاب إهماله من قبل وتحولت ربوعه الطيبة إلى مزارع للشياطين؛ فأُنتجت جرائم ومذابح فى حجم مذبحة الدير البحرى ومهاجمة مديرية أمن أسيوط؛ لذلك يجب أن تسارع الدولة فى إعادة النظر إلى الصعيد وتبدأ على الفور فى تنميته ومراجعة تأمين كل شبر فيه.. والعملان بالتوازى لأن ضعف التنمية وغياب الأمن يحول الحدائق الخضراء إلى خرابات قبور.

رسالة:

الموت هو الحقيقة التى لا يختلف عليها أحد لكننا فى كثير من الأحيان لا نتوقعها ولا نستعد لها، مرارة الفراق أليمة.. أحباءنا نتطلع إلى أن نلقاكم فى جنة الخلد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية