فى الوقت الذى كان يحتفل فيه عمال مصر بعيدهم، بحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، كان هناك عدد من الاحتجاجات العمالية المشتعلة فى المصانع والشركات، بعضها انتهى قبل أيام من الاحتفال، والبعض الآخر لا يزال يبحث عن حل.
قضى عمال «أسمنت طرة» الذين يبلغ عددهم نحو 1000 عامل عيد العمال داخل المصنع بعد أن استبدلوا الاسم بـ«عيد الإهمال»، بعد أن أتم اعتصامهم شهره الأول، وسط تجاهل من الحكومة، أما عمال «غاز مصر» الذين أضربوا عن العمل فى جميع فروع الشركة لمدة 22 يوماً، فقد اضطروا للعمل فى اليوم التالى للاحتفال بعيد العمال، بعد أن مارست ضغوطاً عليهم للعودة للعمل دون تحقيق مطالبهم، ولا تزال مشاكل عمال شركات استصلاح الأرضى- الذين فضوا اعتصامهم أمام الشركة القابضة الذى استمر لمدة أسبوع- قيد الدراسة من المسؤولين بوزارة الزراعة.
شهد عمال «أسمنت طرة» المعتصمون- الذين دخل اعتصامهم داخل الشركة شهره الأول- الاحتفال بعيد العمال على شاشات التليفزيون، وهم ينشدون أغانى بدلوا فيها عبارة «عيد العمال» إلى «عيد الإهمال»، بسبب عدم تحرك الحكومة لتلبية مطالبهم، وإنقاذ الشركة التى تمتلك فيها الدولة 35% من أسهمها من الانهيار، بسبب ممارسات المستثمر الإيطالى.
يقول شعبان عزت، عضو اللجنة النقابية بالشركة: «العمال لم يشعروا بالفرحة هذا العام، والرئيس وعد خلال خطابه بمحاربة الفساد ونحن أشرنا إلى الفساد الذى يجرى داخل الشركة، ودخلنا فى اعتصامنا للحفاظ على موارد الدولة». يطالب عمال «أسمنت طرة» بتشغيل الشركة بكامل طاقتها، خاصة أن الدولة تمتلك 35% من أسهم الشركة، ولكن المستثمر الإيطالى الذى يمتلك 65% من الأسهم يتعمد خسارتها بحسب كلام العمال،.
أما عمال «غاز مصر» فقد حاصرتهم التهديدات أثناء الاحتفال بعيد العمال لإنهاء إضرابهم عن العمل الذى استمر لمدة 22 يوماً، وهو ما اضطرهم للعودة للعمل، على وعد بتنفيذ مطالبهم بالمساواة بين عمال الشركة الحاصلين على مؤهلات متوسطة والمؤهلات العليا، وعودة العمل بلائحة الترقيات القديمة. توقفت خلال اعتصام عمال غاز مصر الخطة القومية لتركيب الغاز فى مصر، ولكن العمال قرروا فض الإضراب بجميع الفروع، والعودة للعمل بشكل مؤقت، فى انتظار الزيارة التى سيقوم بها رئيس الشركة للعمال، فى محاولة لإيجاد حل للمساواة بين جميع العاملين، ووضع لائحة ترقيات متوازنة وفقاً لما أقرته الشركة القابضة.
تغير حال شركات استصلاح الأراضى بعد الثورة، وأدت الأوضاع الاقتصادية والأمنية لتوقف عملها، وهو ما أشعل غضب العمال بسبب تأخر صرف رواتبهم، ودفعهم لدخول فى اعتصامات وإضرابات طوال هذه الفترة، كان آخرها الاعتصام الذى نظمه عمال شركتى مساهمة البحيرة والعقارية لاستصلاح الأراضى، اللتين يصل عدد العمال بهما لـ 7 آلاف عامل، أمام الشركة القابضة لاستصلاح الأراضى، واستمر لمدة 7 أيام وتم فضه قبل أيام من الاحتفال بعيد العمال.