x

سفيرة مصر في قبرص: السيسى أول رئيس يزور «نيقوسيا» بعد عقود من الانتظار

الأربعاء 29-04-2015 12:09 | كتب: محسن سميكة |
هبة المراسي سفيرة مصر فى قبرص هبة المراسي سفيرة مصر فى قبرص تصوير : اخبار

أكدت السفيرة هبة المراسى، سفيرة مصر فى قبرص، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى له فى قبرص، والثانية بالنسبة لجوﻻته الأوروبية، تحمل العديد من الرسائل السياسية، أهمها أنه يمكن إقامة علاقات تقوم على التعاون وإعلاء المصالح المتبادلة ومحاولة تحقيق الاستغلال الأمثل للثروات والموارد المتوافرة بالمنطقة التى شهدت العديد من الصراعات والأزمات فى الفترة.

وقالت المراسى، فى حوارها لـ«المصرى اليوم»، من العاصمة القبرصية نيقوسيا، إن القمة الثلاثية التى تنعقد اليوم بين رؤساء مصر وقبرص واليونان تأتى فى إطار المتابعة الحثيثة لتطوير العلاقات مع البلدين الصديقين، واللذين قاما بمساندة مصر فى العديد من المحافل الدولية والأوروبية، واستكمالا للقاء الرؤساء الثلاثة الذى عقد فى القاهرة نوفمبر الماضى، وصدر عنه ما يعرف بإعلان القاهرة، وفيما يلى نص الحوار:

■ كيف تری سفيرة مصر فی قبرص زيارة الرئيس الأولی لـ«نيقوسيا»؟

- دعنى أولاً أعبر عن سعادتى البالغة لكونى أول سفيرة مصرية تحضر هذه الزيارة التى تُعد تاريخية بكافة المقاييس، فهى زيارة لطالما انتظرها الشعبان اللذان اعتادا قيام رؤساء الجمهورية القبرصية بزيارة مصر، فى حين لم يزر أى رئيس مصرى جمهورية قبرص حتى فى ظل العلاقات الشخصية الوطيدة التى جمعت الزعيمين جمال عبدالناصر ومكاريوس، وآمل أن تساهم الزيارة فى دفع العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، خاصة فى مجال التبادل التجارى والاقتصادى، والذى لا يعكس حجم العلاقات المتينة بين بلدينا الصديقين.

■ ما رسائل تلك الزيارة فى الوقت الحالی؟

- تعطى العديد من الرسائل السياسية، أهمها أنه يمكن إقامة علاقات تقوم على التعاون وإعلاء المصالح المتبادلة، ومحاولة تحقيق الاستغلال الأمثل للثروات والموارد المتوافرة بالمنطقة التى شهدت العديد من الصراعات والأزمات فى الفترة الأخيرة، والتى تتطلع شعوبها إلى تحقيق الأمن والاستقرار، مع التأكيد أن العلاقات المتميزة التى تجمعنا بقبرص ليست موجهة ضد أى طرف بالمنطقة، وإنما تأتى فى إطار السياسة الخارجية المصرية القائمة على الانفتاح على كافة الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً، ومحاولة توطيد التعاون مع دول الجوار المباشر لمصر بما يكفل تحقيق المصالح الوطنية المصرية.

■ ماذا عن القمة الثلاثية التی تجمع مصر بقبرص واليونان؟

- تأتى القمة الثلاثية فى إطار المتابعة الحثيثة لتطوير العلاقات مع البلدين الصديقين، واللذين قاما بمساندة مصر فى العديد من المحافل الدولية والأوروبية، وكما تعلمون فإن إنشاء آلية التعاون الثلاثى جاء بناءً على مبادرة مصرية، حيث كانت تعقد على مستوى كبار المسؤولين ثم تم رفعها إلى المستوى الوزارى فى عام 2014، ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسى للقمة الأولى فى القاهرة فى 8 نوفمبر 2014، وتأتى هذه القمة الثانية فى إطار متابعة ما تم الاتفاق عليه وإبراز عزم القيادات السياسية بالدول الثلاث على دفع سبل التعاون المشترك بما يساهم فى خلق أجواء إيجابية بالمنطقة وتحسين حياة المواطنين بالدول الثلاث.

■ ماذا عما أثير مؤخرا حول إعادة ترسيم الحدود البحرية؟

- هذه أنباء تتردد بين حين وآخر إلا أن اتفاقية تعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين مصر وقبرص سارية، ومصر تحترم اتفاقاتها والتزاماتها الدولية الموقعة وفقاً لمبادئ القانون الدولى.

■ كيف يتم التعاون بين مصر وقبرص فی مكافحة الإرهاب؟

- مصر وقبرص تتشاركان نفس الرؤى فى أهمية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بشتى صوره، وذلك الهدف لا يتأتى تحقيقه فقط من خلال التعامل الأمنى، وإنما من خلال معالجة الأفكار الهدامة ونشر قيم التسامح التى تحض عليها كافة الديانات السماوية، وكذا معالجة كافة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى تمثل التربة الخصبة لنمو مثل هذه التيارات المتطرفة.

■ ما هو حجم التبادل التجاری بين مصر وقبرص؟

- بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وقبرص عام 2014 نحو 106 ملايين دولار، منها 43 مليون دولار صادرات مصرية لقبرص، ومبلغ 63 مليون دولار واردات من قبرص، وهو ما جعل الميزان التجارى بين البلدين فى صالح قبرص للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وكان الميزان التجارى بين البلدين فى عام 2013 سجل مبلغ 283 مليون دولار، منها 193 مليون دولار صادرات مصرية، ومبلغ 93 مليون دولار واردات من قبرص.

■ كم عدد الشركات الاستثمارية القبرصية فی مصر؟

- يبلغ إجمالى الشركات القبرصية التى لديها استثمارات فى مصر 140 شركة، يعمل أكثر من نصفها فى مجال الخدمات، ويبلغ رأس المال المصدر لهذه الشركات 4.763 مليار جنيه مصرى، تساهم فيه قبرص بنحو 655 مليون جنيه.

■ ماذا تعنی عودة العلاقات لما كانت عليه بين مصر وقبرص بعد الفتور الذی أصابها خلال الفترات السابقة؟

- من الطبيعى أن تشهد العلاقات بين الدول صعوداً وهبوطاً، إلا أننى أستطيع التأكيد أن العلاقات الثنائية حالياً تشهد أزهى مراحلها، ويتضح ذلك من حجم الزيارات المتبادلة بين البلدين، واهتمام كل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس القبرصى أنستيادس، بتطوير العلاقات على كافة الأصعدة، والدعم الشعبى الذى يلقاه هذا التقارب فى البلدين، كما أن العلاقات المصرية القبرصية يحكمها العديد من المحددات والمتمثلة فى الجوار الجغرافى والمصالح المشتركة فى منطقة شرق المتوسط.

■ ماذا عن عقود تصدير الغاز إلی القاهرة؟

- ما تم توقيعه بين الجانبين حتى الآن لم يتضمن عقوداً، وإنما مجموعة من مذكرات التفاهم التى يعرب فيها الجانب المصرى عن استعداده لاستيراد الغاز المستخرج من قبرص، ورغبة الجانب القبرصى فى تصدير الغاز لمصر، وكذا مناقشة السبل الفنية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، حيث إن قبرص لم تقم باستخراج الغاز بعد حتى يتسنى توقيع عقود تصديره.

■ أدلى القبارصة الأتراك بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد فى جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة التى تشهد تنافسا قويا بين الرئيس الحالى المحافظ درويش أر أوغلو والمرشح اليسارى المستقل مصطفى أقينجى الذى تعهد بإعطاء دفعة جديدة لمحادثات السلام المتوقفة فى جزيرة قبرص المقسمة، ما تعليقكم على هذه الانتخابات؟

- لا تعترف مصر بما يسمى جمهورية شمال قبرص التركية، إلا أن القاهرة فى ذات الوقت تدعم استئناف المفاوضات بين الجانبين، بما يكفل إعادة توحيد شطرى الجزيرة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية فى هذا الشأن، وبما يساهم فى إنهاء إحدى حالات الصراع الطويلة فى المنطقة، ودون محاولة إملاء سياسة الأمر الواقع بالقوة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية