x

درية شرف الدين اكشفوا وجه المتحف المصرى درية شرف الدين الثلاثاء 28-04-2015 22:07


مبنى المتحف المصرى بميدان التحرير يهدده بقاء مبنى الحزب الوطنى المحروق منذ أربعة أعوام، فقد ينهار فى أى وقت بسبب عدم إجراء أى عمليات ترميم أو إعادة تأهيل له منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، وتأتى هذه الخطورة نظرا لقرب المبنيين الشديد. هذه كلمات د. الحلوجى مدير المتحف المصرى، وهى لا تختلف كثيرا عن تخوفات عبّر عنها كثيرون من قبل حماية للمتحف، وكانت دافعا للحكومة لاتخاذ قرار بهدم مبنى الحزب الوطنى الذى ثبت هندسيا عدم إمكان إصلاحه أو ترميمه والتكلفة المالية الضخمة التى يمكن أن تضيع سُــدًى إذا ما اتخذ قرار بالإبقاء عليه. انتهى الأمر ولكن بدأ أمر جديد يستدعى التنبه، خاصة أن قرار مجلس الوزراء قد نصّ على أن يتم تحديد استخدامات الموقع بعد الهدم بقرار جديد من مجلس الوزراء، ومعنى ذلك أن الاستخدام الجديد للمكان لم يُحسم بعد. فقد تعالت أصوات كثيرة تتجه لاستغلال المكان لبناء فندق ضخم نظرا لارتفاع قيمة الأرض المطلة على كورنيش النيل والتى تقع فى وسط العاصمة وعلى واجهتها، فى موقع ربما لا يتكرر من جديد وبذلك ــ كما يقولون ــ يتم الاستغلال الاقتصادى الأمثل للمكان.

ونسأل هنا: ألن يكون للاستغلال الثقافى والسياحى والتربوى والقومى مكان فى هذا التفكير؟ أيجب أن تسيطر علينا فى كل الحالات الحسابات المادية فقط؟ هذا المتحف المهيب توارى كثيرا وراء مبنى ضخم لم يكن من الملائم بناؤه فى مكانه فى الستينيات ــ وأقصد به المبنى المقرر هدمه ــ ويعتبر المتحف من أشهر متاحف الدنيا على الإطلاق بما يمثله من طراز نادر وبما يحتويه من كنوز فرعونية استدعى تكدس الكثير منها بالمخازن التفكير فى بناء مبنى آخر هو متحف الحضارة فى الهرم المتعثر الاكتمال والافتتاح حتى الآن، فهل الأجدى أن نواصل إخفاءه وطمس معالمه بمبنى جديد أم نفعل ما يفعله آخرون فى بلاد الدنيا من الذين يقدّرون مبانيهم الأثرية ومتاحفهم الوطنية، فيفردون لها الميادين والشوارع والحدائق المحيطة حتى تظهر فى أبهى صورة للمواطنين وللأجانب؟

هذه الأرض التى سيتم حتما التنازع عليها هى ملكية أصيلة وقديمة للمتحف المصرى تمت مصادرتها غصباً، وأعلم أن هناك مشروعات عديدة تتضمن تصورا رائعا لكيفية استغلالها واستثمارها لصالح النشاط المتحفى والسياحى، وكيف يمكن أن يأتى السائحون لزيارة المتحف فى مراكب نيلية على الطراز الفرعونى لها مرساها أمامه، وكيف تتحول حديقته إلى مراسم للفنانين وأماكن لبيع النماذج الفرعونية المعروضة به للسائحين، وكيف تضم منتديات دائمة تعليمية للأطفال وتثقيفية للشباب، علينا أن نفكر من الآن كيف يمكن لمبنى المتحف المصرى أن يبرز ويضىء ويتجمل ويصبح المقصد الأول للسياحة وللدخل فى العاصمة المصرية، لا أن يحجبه فندق أو يزاحمه موقف للأتوبيسات والميكروباصات، أو يعلو فوقه كوبرى كما هو حادث الآن، الفنادق يمكن أن تبنى فى أى مكان، ولا يجب أن تزاحم التراث والتاريخ والفن والقيمة، ارفضوا فكرة الفندق واكشفوا وجه المتحف المصرى للعالم وللمصريين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية