قالت الممثلة العالمية، من أصل لبناني سلمى حايك، إنها تربّت كـ«لبنانية في كل مراحل حياتها»، قبل أن تضيف أنها «تشعر بإحباط لأنها لا تتحدث العربية».
وأضافت أن فيلم «النبي»، الذي ساهمت بإنتاجه، وتشارك بدور فيه، هو «أول فيلم تذهب أرباحه للأعمال الخيرية».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي حاشد بحضور عدد كبير من الصحفيين والمهتمين، في أول زيارة لها لوطنها الأم بمناسبة افتتاح عروض (برايم) فيلهما «النبي» في لبنان، من إخراج روجر آلرز، المعروف بإخراج فيلم «الأسد الملك».
وقالت حايك «هذه أول مرة، ودعوني أتجرأ لقول ذلك، إنها المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك. وقد حاولت فعل ذلك من قبل، أي أن تذهب أرباحه (فيلم) للأعمال الخيرية».
وأضافت «جميع المشاركين كان عليهم أن يوافقوا (على ذلك)، وهذا ما حصل فعلا. وهذا مثل صغير لما يمكن أن نفعله إذا تضامن الجميع ليكونوا كريمين، ومتعاطفين مع غيرهم».
وأطلقت حايك، أمس، بحسب بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، نداء «قرع الأجراس من أجل التغيير» (CHIME FOR CHANGE)، لجمع التبرعات لدعم الأطفال والأسر المتضررة من الأزمة السورية المستمرة منذ مارس 2011.
جاء ذلك بعدما زارت أمس، مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع، شرق لبنان، من أجل «لفت الانتباه إلى الاحتياجات الإنسانية العاجلة للأطفال والأسر التي تغيرت حياتها تغييرا جذريا بسبب النزاع الوحشي في سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية».
ويحمل الفيلم الاسم نفسه لأشهر كتب الأديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران في المهجر، وترجم إلى أكثر من 50 لغة، وهو مقتبس منه، على شكل رسوم متحركة تؤدي فيه حايك دور شخصية «كاملة».
وأوضحت حايك، التي وصلت إلى لبنان الجمعة الماضية، وتغادر مساء الإثنين، أنه في هذا الفيلم «كسرنا كل القواعد التي تحكم السينما، كما خالفنا توقعاتكم كمشاهدين، وأخذنا كلا منكم إلى عالم خاص. ليس الهدف الفيلم بل أنتم وكل مشاهد سينظر إلى الأحداث بطريقة مختلفة»، لافتة إلى أنه «بالأفكار الجديدة فقط يمكننا تغيير العالم. لقد كنا نكرر أنفسنا جيلا بعد جيل».
وأكدت حايك على تعلقها بجذورها اللبنانية، مضيفة «تمت تربيتي كلبنانية، وتلقيت التعليم الذي يتلقاه جميع اللبنانيين. وكلنا تربينا على مبدأ أن نعود إلى لبنان».
وأشارت إلى حادثة وقعت معها قبل يوم قائلة «تفاجأت بامرأة تسألني: إذا كنت أحببت الأكل اللبناني، لكن ما هذا السؤال! بالطبع أحبه، وأنا أعرفه، ولست اكتشفه للمرة الأولى. فأنا هنا في بلدي مسقط رأسي، وعلى الأرجح أكلت الكبة (أكلة شعبية لبنانية) قبل أن آكل التاكوس (أكلة شعبية مكسيكية)».
وأضافت «أنا أشعر بالإحباط لأني لا أتحدث العربية، لكني تربيت كلبنانية في كل مراحل حياتي، وكما تعرفون تتم تربيتنا على الفخر، وحين نلتقي لبنانيا آخر نشعر برابط خاص معه».
وردا على سؤال عن سبب عدم تطرق الفيلم أبدا إلى لبنان كون مؤلف كتاب «النبي» الذي استوحاه الفيلم لبنانيا، بالقول «طبعا خليل جبران هو لبناني، وهذا الفيلم قلبه وجذوره في لبنان، لكنه أكبر من لبنان بل هدفه بالضبط أن نقدم مثالا للعالم على أنه يمكننا أن نكون واحدا، وليست الوحدة هنا تعني البلدان العربية فقط، لكن عالم واحد».
وأردفت «بهذه الطريقة نكون قد تحدثنا بأكثر جمالية ممكنة عن لبنان والعالم العربي وهذا مهم جدا في الوقت الحالي».
ولفتت حايك إلى أن «الهدف من أن يكون المخرجون الذين عملوا على هذا الفيلم هم من جنسيات وأديان مختلفة، هو لكي نعطي مثلا عن رجل لبناني (جبران خليل جبران)، كان قادرا على رؤية البشر كبشر فقط بكل إنسانية».