ظُلم المرأة «16»
■ (النساء ناقصات عقل ودين).. مقولة اشتهرت بين المسلمين، والغريب أنه حتى اليوم يؤكد مشايخنا صحتها، بل بعض النساء من أساتذة الأزهر!!.. لقد ورد هذا الحديث في صحيح البخارى، كتاب الحيض برقم 293، وفى صحيح مسلم كتاب الإيمان رقم 114، وفى الترمذى كتاب الإيمان رقم 2538 وفى سنن أبى داوود، كتاب السنة رقم 4059 وأيضا في مسند أحمد، ولكنه لم يرد في كل من النسائى والدرامى والموطأ لمالك!!
■ خلال رحلة عمرى كنت أتساءل: هل خلق الله النساء ناقصات عقل ودين؟ هل هذا الحديث يتماشى مع ما جاء به الإسلام، وذُكر في القرآن؟.. هل عدم صلاة الحائض وصيامها يُعد نقصانا في الدين؟ فهى تتبع تعاليم الدين أثناء الحيض، والصيام لا يسقط عنها فهى تقضيه!.. يأتى الحيض للأنثى عند البلوغ وينقطع غالبا عند بلوغها سن الأربعين، وبالتالى تُكمل صيامها وصلاتها.. فهل تُعتبر طوال العمر ناقصة دين؟ وهل إذا تم استئصال الرحم لسبب ما، وهى صغيرة السن فتوقف الحيض، وبالتالى يتاح لها إكمال الصوم والصلاة، فهل تعتبر عندئذ كاملة الدين؟ هل لمجرد أن الحديث ذُكر في الصحيحين يستمر رجال الدين في التأكيد عليه حتى اليوم؟.. تعالوا نقرأ نص الحديث، ونتدبر الأمر!!
■ جاء في صحيح البخارى: (حدثنا سعيد بن أبى مريم، قال أخبرنا محمد بن جعفر، قال أخبرنى زيد بن أسلم، عن عياض بن عبدالله، عن أبى سعيد الخدرى قال: «خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإنى رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبمَ يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُب الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل، ولم تصم؟ قلن بلى، قال فذلك من نقصان دينها»!!.. وللحديث بقية.
