بالأرقام: سانتي كازورلا ضد سيسك فابريجاس.. الإجابة لم تكن مسعود

لماذا لم يقم أرسين فينجر مدرب أرسنال بإعادة سيسك فابريجاس إلى صفوف فريقه من برشلونة الأسباني؟

الصحف اخترعت تصريحاً حينها بأن «فينجر» قال: «أملك مسعود أوزيل ولست بحاجة إلى فابريجاس»، ولكن التصريح لم يخرج من «فينجر»، عوضاً عن أن إجابة ما يمكله أرسنال ليست «أوزيل».

«أوزيل» من الأصل لا يلعب في نفس مركز «فابريجاس»، ولا يتشارك الإثنين نفس الإمكانيات. ما امتلكه أرسنال في بداية الموسم ويجعله لا يحتاج لقائده السابق هو الويلزي آرون رامزي، الذي قدم موسماً خارقاً كلاعب وسط «بوكس تو بوكس» في الموسم الماضي، ولكن بعد إصابته وهبوط مستواه في الموسم الحالي كان هناك لاعب آخر.. ربما يكون (أهم) لاعبي أرسنال خلال الموسم –الأهم وليس الأفضل-: سانتي كازورلا.

«فابريجاس» كان رقماً فارقاً جداً بالنسبة لتشيلسي هذا الموسم، صفقته الصيفية الأهم، أكثر حتى من دييجو كوستا، بفضل ما أضافه للفريق من قوة دفاعية وهجومية واضحة، لم يكن من الغريب أن يراهن جوزيه مورينيو عليه لتعويض فرانك لامبارد، وفي موسمه الأول مع الجانب الأزرق في لندن.. فقد قدم فعلاً أداءً ملفتاً.

ومع ذلك، تشير الأرقام –وهي مجرد مؤشر رئيسي في التعامل مع اللعبة- إلى صحة قرار «فينجر» بعدم استقدام «فابريجاس»، بالنظر إلى ما قدمه إليه سانتي كازورلا في وسط الملعب.

لعب «سيسك» و«سانتي» عدد دقائق متساوي تقريباً، يزيد الأول بنصف ساعة فقط.

«فابريجاس» امتاز بتفوق ساحق عليه «كازورلا» في صناعة اللعب لزملاءه، ربما لأن الأخير يشاركه تلك الأدوار مسعود أوزيل وآرون رامزي في الكثير من الأحيان، ولكن في النهاية فأرقام «فابريجاس» فارقة من هذا الجانب: صنع 16 هدفاً لفريقه.. مقابل 8 فقط لـ«كازورلا»، 81 فرصة أمام المرمى.. مقابل 66، و65 تمريرة ساهمت في أهداف أو فرص.. مقابل 58 لـ«سانتي».

ولكن في المُقابل فإن «كازورلا» يمتاز عن «فابريجاس» بفاعلية وحدة أكبر على المرمى، حيث قام بتصويب 73 كرة على المرمى وأحرز 7 أهداف، في مقابل تصويب «فابريجاس» 36 كرة فقط أحرز منها 3 أهداف.. وهو رقم ضئيل للغاية –سواء المحاولات أو الأهداف- للاعب في مركز يفترض أن يعوض فرانك لامبارد.

وعلى المستوى الدفاعي يتساوى اللاعبان تقريباً في أداءهم، اعترض «فابريجاس» هجمات للخصوم 21 مرة وفاز بـ65 التحام على الكرة ضد الخصم.. بمجموع 76 افتكاك للكرة، في مقابل 31 هجمة اعترضها «كازورلا» مع 43 التحام فاز بهم.. بمجموع 74 افتكاك للكرة.

«كازورلا» يتفوق أيضاً في كونه أكثر مهارة وقدرة على المراوغة، بمعدل 2.5 مراوغة في المباراة الواحدة في مقابل 1.5 فقط لـ«فابري». مع تساوي الإثنين أيضاً في دقة التمرير: 88% لكازورلا في مقابل 86% لفابريجاس.

مجملاً، الأرقام توضح أن الإثنين من أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي هذا الموسم، وأن قرار أرسين فينجر بعدم إعادة سيسك فابريجاس إلى أرسنال بعد انتهاء علاقته ببرشلونة كان له وجاهته، بالنظر إلى امتلاكه للاعب غير مقدر على الإطلاق اسمه سانتي كازورلا.