«الكاتب الكبير/ الأستاذ نيوتن المصرى
تحية طيبة وبعد..
زوج ابنتى زار مؤخرا المتحف الوطنى الكورى بسيول، عاصمة كوريا، وعند المدخل وجد لوحة تكريم خاصة لعدد قليل من زعماء العالم، ومنهم الملك فاروق، لأنه كان من أول من اعترفوا بكوريا عام 1948، وحينما سأله موظف المتحف على الباب عن جنسيته قال له: مصرى، فطلب منه عدم الدخول، واتصل بمدير المتحف الذى أتى مهرولا، ووقف المدير والموظف والتور جايد على مدخل الباب منحنين حتى مر زوج ابنتى، وذلك تكريما لمن يحمل جنسية الدولة التى ترك حكمها الملك فاروق بعد ثورة منذ 63 عاما. تذكرت هذا وأنا أراقب تجاهل مبارك فى احتفالات طابا وسيناء وأكتوبر. هذا درس لشعب مصر والإعلام والنخبة فى الفرق بين نبل الأخلاق والخسة، ولا علاقة لذلك بحب أو كره مبارك. سألنى الكثيرون: لماذا لم نصبح مثل كوريا فى الثلاثين عاما الأخيرة؟ وإجابتى أن ذلك يرجع لعشرة أسباب هذا أحدها، ولكن لهذا حديث آخر، وكم أتمنى أن يوجه الرئيس السيسى كلمة لكل من حوله يقول فيها لا ترفعوا اسم مبارك من على أى شىء تم فى عهده، لأننى لا أحتاج لأن أنسب لنفسى ما قام به غيرى، فهذا ليس من أخلاقى، كما أن الأخطر من ذلك أنه سوف يتهمنى الناس فيما بعد بأننى أعطيت لكم الأوامر بفعل هذا العمل الخسيس، الذى أنا برىء منه، وأنتم المسؤولون عن هذه الأعمال المنحطة، فلم يسلم منكم حتى جامع شرم الشيخ الذى بناه حسين سالم وافتتحه مبارك، فأزلتم اسميهما.
مع أطيب التمنيات».
م. صلاح حافظ
■ ■ ■
تعليق نيوتن:
التهم التى وُجهت لمبارك تناولها القضاء واحدة تلو الأخرى. أخذ براءات من كل هذه التهم واحدة تلو الأخرى. أما عن تجاهل الصحافة لدوره فى تحرير أرضنا المحتلة فهو شىء مخجل. أغار فيه على مصريتنا. أغار فيه على شهامتنا. أغار فيها على الحقيقة والحق. هذا عتاب منى على الجريدة التى تستضيفنى للكتابة بها. ذكر مبارك فى هذا اليوم لن يضيف له شيئا. ما قام به سجله التاريخ أولا وأخيرا. إغفاله خصم من الرصيد الأدبى لكل من يتغافل عن ذكره. أتمنى استدراك هذه السقطة.
■ ■ ■
«عزيزى الأستاذ/ نيوتن..
تهكم ناجح إبراهيم على شريف الشوباشى فى مقاله بـ(المصرى اليوم) 24/4 دون أن يسميه، فأشار إليه ساخراً بـ(الفقيه الفرانكفونى والعلامة الباريسى المجدد)، ثم نعته بـ(فقيهنا الجديد) وبعدها بـ(فقيه الكون)، وذلك فى معرض تفنيده لدعوته بشأن الحجاب. فلو كان التراشق بالألفاظ هو ديدن النقاش اليوم فليس على الشوباشى من حرج ولا شطط ولا هو يكون متجاوزاً على الحقيقة، لو أراد أن يرد على ناجح إبراهيم، فأشار إليه بـ(القاتل والإرهابى).
لست أعلم فى أى بلد من بلاد الأرض تخصص الصحف أعمدتها للقتلة المتقاعدين والإرهابيين السابقين، كى يوجهوا من خلالها الرأى العام، إلا مصر. لقد حمل ناجح إبراهيم السلاح على الدولة، وخرج يوم 8 أكتوبر 1981 مسلحاً بالقنابل وبالمدافع الرشاشة مع إخوانه أعضاء الجماعة الإسلامية، فقتل ضباط وجنود مديرية أمن أسيوط، ومواطنين تصادف وجودهم، فهل يقف منا بعد ذلك موقف الوعاظ، ويكتب فى جريدة (المصرى اليوم) كل أسبوع؟
لو أن ناجح إبراهيم ورفاقه كانوا قد حُوكموا وفق الشريعة الإسلامية التى يطالبون بتطبيقها، لقُتّلوا أو صُلّبوا أو قُطّعت أيديهم وأرجلهم من خلاف أو نُفوا من الأرض، وفى أى حال ما كنا لنرى لهم من باقية. ولو أنه قد حُوكم فى الولايات المتحدة مثلاً، لسُجن مدى حياته كرفيق دربه المسجون حالياً هناك عمر عبدالرحمن، فإذا كانت عقوبته الجنائية فى مصر قد انقضت، فخرج هو ورفاقه من السجن، فهل انقضى كذلك شقها الأدبى، وفى أى بلاد العالم يخرج القتلة الإرهابيون من السجون ليكتبوا فى الصحف ويخوضوا غمار الحياة السياسية».
د. يحيى نورالدين طراف
■ ■ ■
تعليق نيوتن:
الكاتبة رولا خرسا أوضحت ما كان يقصده شريف الشوباشى بموضوع الحجاب. الديماجوجية الدينية أنكرت ما جاء به الفقيه جمال البنا فى كتاب كامل عن الحجاب. بل تطاولت عليه. فما بالك بشريف الشوباشى. وخلفيته الفرانكفونية التى يراها ناقده سُبَّة. أنا متفق معك فى أن من يسمح له بالتبشير بآرائه فى الصحف. يجب ألا تكون له سابقة تخل بالشرف أو سابقة تخل بالعقل. الأمر متروك لتقدير إدارة تحرير الجريدة.