يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، يوم الأربعاء المقبل، قمة ثلاثية في العاصمة القبرصية نيقوسيا، تجمعه مع رئيس الوزراء اليونانى ورئيس قبرص، لمتابعة نتائج القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة، في نوفمبر الماضى، وتأتى الزيارة في أعقاب الزيارة الحالية للرئيس اليونانى للقاهرة، وزيارة كل من وزيرى الدفاع القبرصى واليونانى لمصر، وهو ما اعتبره مراقبون تحركات مصرية لتشكيل جبهة بين القاهرة وأثينا ونيقوسيا لمواجهة الإرهاب، والدور التركى، والحفاظ على أمن الطاقة بما يشمله من ترسيم للحدود الاقتصادية البحرية، خاصة مع إعلان الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، خلال لقائه الرئيس السيسى، أمس الأول، عن أن التعاون بين الدول الثلاث سيؤدى إلى ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص.
أخبار متعلقة
قال اللواء أحمد عبدالحليم، الخبير الاستراتيجى، إن هذه التحركات تعد محاولة مصرية لتفعيل مبادرة اليوروميد الخاصة بالعلاقات الأوروبية المتوسطية، وتشكيل جبهة واحدة لمواجهة الإرهاب، مشددا على أن «هذه التحركات هدفها تحقيق الأمن القومى المصرى، وليس مواجهة تركيا».
من جانبه، قال طارق فهمى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن هناك تحركا مصريا منذ أشهر لإيجاد تحالف في منطقة المتوسط، المعلن عنه أنه تحالف اقتصادى، لكنه أيضا تحالف يهدف إلى خلق علاقة مباشرة مع اليونان لمواجهة التحرك التركى ومواجهة ملف الطاقة.
وأوضح أن هذا التحالف هدفه الحفاظ على الحقوق المصرية في آبار الغاز شرق المتوسط، مشيرا إلى أن هذه المنطقة متنازع عليها بين مصر واليونان وقبرص وتركيا وفلسطين وإسرائيل ولبنان وسوريا، ولابد من تحرك مصرى لحماية هذه الحقوق. وأضاف فهمى: «إسرائيل تعمل الآن على خلق أمر واقع على الأرض في هذا النزاع، حيث نصبت مشروع القبة الحديدية على عدد من الآبار شرق المتوسط». وأشار إلى أن الدول الثلاث تعمل الآن على ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية، وتحديد ملكية الآبار، «كبداية لحل المشكلة وفتح ملف ملىء بالألغام»، متوقعا دخول دول أخرى في المستقبل في عملية تقسيم ثروات الحوض الشرقى للبحر المتوسط.
