x

ياسر أيوب اليونان حين تقول لا ياسر أيوب الجمعة 24-04-2015 21:11


لا أحب ولا أقبل أيضا هذا المنهج الذى تتعامل به معظم وسائل إعلامنا الرياضية فى مصر مع أزمة الكرة اليونانية.. فتلك الوسائل بشاشاتها وأوراقها وصفحاتها الإلكترونية رأت أن تلك الأزمة هى مجرد تدخل حكومى يونانى فى شؤون كرة القدم.. وبالتالى قرر فيفا ثم الاتحاد الأوروبى أيضا توجيه إنذار للحكومة اليونانية بتجميد نشاط الكرة اليونانية أوروبيا ودوليا، إن لم تتراجع الحكومة عن التدخل فى شؤون اللعبة.. وهكذا وبطريقتنا المصرية التى تميل إلى الاستخفاف والتسطيح اختصرنا الأمر اليونانى كله فى حكومة قليلة الأدب كرويا، ومنظمات كروية عالمية قررت التصدى بحسم لتلك المهزلة.. وليس كل ذلك صحيحا على الإطلاق.. فالحكاية بدأت بحوادث عنف وشغب تكررت فى أكثر من ملعب وأفسدت ثلاث مباريات فى الدورى اليونانى حتى الآن..

وباتت أى مباراة جديدة بمثابة قنبلة منزوعة الفتيل قد تنفجر فى أى لحظة.. فقررت الحكومة اليونانية إدخال تعديلات جديدة على قانون الرياضة يمنح الحكومة الحق فى منع حضور الجمهور أى مباراة محلية أو دولية، مع فرض غرامة تتراوح من عشرة آلاف إلى خمسة وعشرين ألف يورو على من يتسبب فى الشغب والعنف.. ويمنح القانون أيضا الحكومة الحق فى حرمان الفرق التى يميل جمهورها إلى العنف من المشاركة باسم اليونان فى البطولات الأوروبية، كما يتضمن القانون الجديد مواد تعاقب وسائل الإعلام التى تنشر أخبارا تخلق المزيد من التوتر والتعصب والكراهية والعنف.. كما ستقوم الحكومة بمراقبة دقيقة لعمليات بيع تذاكر المباريات ووضع كاميرات للمراقبة فى كل ملعب.. وستقوم لجنة الثقافة بالبرلمان اليونانى بمناقشة تلك التعديلات حتى آخر أبريل قبل عرضه على البرلمان اليونانى كله والتصويت عليه فى الخامس من يونيو المقبل..

ورفض الاتحادان الدولى والأوروبى لكرة القدم هذا القانون باعتباره اعتداء حكوميا على اختصاصات اتحاد الكرة اليونانى وسلطاته.. فكان هذا الإنذار الثنائى الذى تسابقت وسائل الإعلام المصرية لنشره، وكأنها بقصد أو بدون قصد، تكرس مفهوم الطاعة العمياء والمطلقة سواء للاتحاد الدولى أو القارّى.. وبالطبع لم تلتفت معظم وسائلنا الإعلامية للرد الرسمى اليونانى كما جاء على لسان ستافروس كونتونيوس، الذى انتقد فيه مسؤولى فيفا والاتحاد الأوروبى، باعتبارهم لا يكترثون للعنف الذى تشهده ملاعب بلاده، ولا يعنيهم أن يتوقف، وأنه كان يتمنى لو أنهم ساعدوا حكومته بدلا من انتقادها بهذا الشكل الساذج.. بل دعا نائب الوزير اليونانى مسؤولى الاتحادين الكبيرين لحضور جلسات البرلمان اليونانى ومعايشة الواقع بعيدا عن تلك الشعارات الزائفة والمكررة..

ونحن فى مصر بالطبع لا نحب التوقف أمام ذلك.. ولن نطيل التفكير ونواصل متابعة ما سيجرى.. مع أن التفكير فيما جرى كفيل بإرباكنا.. فالحكومة المصرية تمنع الجمهور وتضع الكاميرات فى الملاعب ولا يغضب فيفا ويرى ذلك تدخلا حكوميا.. وكأننا أمام معايير وأحكام تتغير من بلد لبلد وكلها حسابات ورؤى شخصية.. وما يعنينا هنا هو أن الحكومة اليونانية لم تستسلم وستتفاوض لفرض بعضٍ مما تريده والتنازل عن بعض آخر، ولن ترتعد وترتعش لمجرد إنذار من فيفا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية