يرى لويس فان جال، مدرب نادي مانشستر يونايتد، أن فريقه، الذي يبتعد عن القمة بـثمانى نقاط كاملة، مازال طامحًا في الفوز بالدوري، وليس فقط مقعدا بدوري الأبطال.
كان «فان جال» منتشيًا بعد الفوز على ليفربول في «آنفيلد»، في مباراة ظن الجميع أنها ستحسم لصالح أصحاب الأرض، ولكن «يونايتد» قدم عرضًا كبيرًا، وأكد على أن فوزه في أربع مباريات متتالية -صات ستا لاحقًا- لم يكن مجرد صدفة، ولذلك خرج الهولندي على الصحفيين الذين سألوه عما إذا كان الفوز يحسم نظريًا مقعد لمانشستر يونايتد في دوري الأبطال؟ ليجيب بأنه لا يرى الفوز بالدوري بعيدًا، وهو الهدف الذي سيلعب الفريق من أجله.
تشيلسي يتبقى لديه 7 مباريات، من ضمنها 3 لقاءات قمة أمام مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول، وهو في موقف جيد لدرجة أنه حتى لو خسرها جميعًا وفاز بالأربعة الأخرى فإنه سيفوز بالدوري!
لذلك فمقامرة «فان جال»، ومن قبله أرسين فينجر مدرب أرسنال، وتيري هنري نجمه التاريخي الذي صرح بأنه «لو كان لاعبًا في أرسنال الآن لأخبر الجميع بأننا نستطيع الفوز بالدوري»، تلك المقامرات الثلاث، ومن ورائها طموحات وأحلام ملايين الجماهير حول العالم، تبقى مستحيلة نظريًا، ولكن أصحابها يتمسكون بها حتى النفس الأخير، ﻷننا «في لعبة أعظم ما فيها أن كل شيء محتمل ومعلق بأقدام الرجال» كما يقول الهولندي العجوز.
الأمر له منطق تبعًا لهذا الجانب، ولا نتيجة غير فوز مانشستر يونايتد تجعل هذا المنطق قادرًا على الاستمرار لما تبقى من الموسم. فوز تشيلسي، أو حتى تعادله، يجعل اللقب يقترب من الجزء الأزرق في لندن بنسبة تتجاوز ربما الـ90%، الخسارة لن تجعله بعيدًا بأي شكل، ستحافظ على نسبة تزيد على 80% في أن يحتفظ ببطولته، ولكنها ستحمل على الأقل بعض الإثارة والضغط النفسي والأهم أنها تبقي بعض الأحلام حية.
تشيلسي يفوز بشق الأنفس في مبارياته الأخيرة، بفارق هدف دائمًا، المجموعة التي يعتمد عليها جوزيه مورينيو منذ بداية الموسم أصابها إرهاق تام، تيري وكاهيل وإيفانوفيتش وأزبلكويتا، ماتيتش وفابريجاس وهازارد، أسماء لم تتغير منذ بداية الموسم تقريبًا مهما كان الخصم أو الظرف، ومع اقتراب البطولة من نهايتها فالفريق يبدو بطيئًا وأقل قدرة على مجاراة خصومه، يفوز بلمحات فردية أحيانًا، وبخبرة لاعبيه في قتل المباريات في أحيانٍ أخرى.
الرهان الضعيف على سقوط تشيلسي في عدة مباريات يبنى بالكامل على انهيار لاعبيه البدني والذهني، وأن الخسارة لمباراة مهمة قد يؤدي لاهتزاز ثقة، فكرة قد يكون لها معقوليتها في حالات أخرى، ولكن جماهير تشيلسي تشعر بالطمأنينة ليس فقط لفارق الـ7نقاط ومباراة مؤجلة عن أقرب (منافس) لهم، ولكن أيضًا لوجود جوزيه مورينيو، الرجل الذي لم يخسر من كبار إنجلترا طوال الموسم الماضي، وخلال الموسم الحالي أيضًا، ومن المستحيل -نظريًا- أن يسقط في 3مباريات أمامهم على التوالي.
تشيلسي سيدخل اللقاء مكتمل الصفوف، يلعب على التعادل، أو خطف هدف، كعادة «مورينيو» في اللقاءات الكبرى خلال المواسم الأخيرة، جمع النقاط في تلك المراحل أهم من الأداء الجيد، أي هفوة قد تؤدي لـ«ضياع وعرق موسم كامل».
في المقابل مانشستر يونايتد أعلن قبل المباراة بيوم واحد إصابة لاعبيه «بليند، روخو، كاريك، جونز»، بالإضافة إلى إيقاف «إيفانز»، مما يعني أن الشكل الثابت الذي ظهر عليه الفريق مؤخرًا-بفضل كاريك وبليند تحديدًا- قد يفقده أثناء مباراة تشيلسي، خصوصًا مع تغييرات «فان جال» المحتملة في التشكيل، ولكنه -كما قال في آخر تصريح له- سيلعب ﻷجل الفوز فقط، حتى الثانية الأخيرة، ﻷن هذا هو أمله الوحيد كي يبقي على مقامرته المستحيلة.
أخبار متعلقة
