x

إعادة نشر: لويس فان جال وجوزيه مورينيو.. فيلم قصير عن كرة القدم (سيناريو صحفي)

السبت 18-04-2015 10:40 | كتب: محمد المصري |
تصوير : other

تم نشر هذا الموضوع في «المصري اليوم الرياضي»، بتاريخ 26 أكتوبر الماضي، قبيل لقاء تشيلسي ومانشستر يونايتد، في الدور الأول من الموسم الحالي.

(1)

«عام 1997، كانا يسكنان في بيتٍ واحد، لا يفرق بين غرفتيهما أكثر من 15 مترا، الآن ستفصل بينهما 15 مترا أخرى، حين يقف كلاهما في المساحة الفنية الخاصة به في أولد ترافورد».. افتتاحية صفحة الرياضة في الـ«ديلي ميل» البريطانية.. بتصرُّف

(2)


مشهد 1/نهار داخلي
غرفة الملابس الخاصة بنادي برشلونة
مقاطعة كاتالونيا- صيف 1997

غرفة الملابس فارغة، فقط شعار نادي برشلونة، وأطقم الموسم الجديد بالأزرق والأحمر، والاحتياطي بالبرتقالي والأزرق.

يدخل لويس فان جال، المدير الفني الجديد لبرشلونة، إلى الغرفة لأول مرة بصحبة رئيس النادي خوسيه لويس نونيز وقائد الفريق بيب جوارديولا.

«نونيز» يبدو متحمساً في حديثٍ، دخلوا الغرفة في منتصفه، كان ينطق باسم يوهان كرويف، وتجربته المدهشة مع الفريق عن الكرة الشاملة، واحتلال أوروبا، والفوز بدوري الأبطال عام 1992، قبل أن يَفتر صوته قليلاً.

نونيز: لابد أنك تعلم ما حدث بعد ذلك، المواسم الأخيرة ليوهان لم تكن رائعة بذات القدر (يُكمل وكأنه يتحدث إلى نفسه) المركز الثالث والرابع ليسا أماكن جيدة بعد ما وصلنا إليه سابقاً.

لا يبدو «فان جال» منتبهاً بالكامل إلى ما يقوله رئيس النادي، ملامحه صارمة، يَلتفت حول الغرفة وينظر على بعض الرسومات والتفاصيل المعلقة على السبُّورة أو الحوائط، بينما «جوارديولا» ينقل نظره بين الإثنين.

نونيز (مكملاً حديثه): مسيرة السير بوبي روبسون كانت جيدة معنا في الموسم الماضي، خسارة الدوري في المباراة الأخيرة كانت قاسية بالطبع، ولكن جمع 90 نقطة كان إنجازاً.

«فان جال» يتوقَّف أمام رسمة محددة وينظر إليها طويلاً

نونيز: للأسف سير روبسون لديه رغبة في التقاط أنفاسه، لقد أصبح مديراً عاماً للنادي، ولديه اختصاصات إدارية، وبالتشاور معه لم نجد أفضل منك لتكون خليفته، إنجازاتك مع أياكس تسبقك إلى هنا.

يصمت نونيز أخيراً، بينما يبدو «فان جال» مركزاً فعلاً على الرسمة فوق السبُّورة، كانت رسمة لملعب كرة، أسماء اللاعبين ومراكزهم، مع الكثير من الخطوط والدوائر والتفاصيل والهوامش، يتكلم «فان جال» أخيراً.

فان جال: لمن تلك الرسومات؟ سير روبسون؟
جوارديولا: لا إنها لمورينيو.
فان جال: من؟
جوارديولا: مورينيو، جوزيه مورينيو، إنه المترجم الخاص بالسير روبسون، وخلال الموسم الماضي صار أحد مساعديه، لقد كان يقود التدريب صباح اليوم.

يتدخل نونيز: صحيح، سير روبسون يريد التحدث معك بشأن جوزيه هذا، إنه يرغب في أن يستمر في العمل معك كمساعد، يقول إن لديه رؤى مميزة، شخصياً ومعي الإدارة لسنا متحمسين لذلك، نفضل أن تأتي بمساعديك، ولكن.. القرار لك في النهاية.

ينظر «فان جال» في الرسم مرة أخرى.

فان جال: حسناً، سأجلس مع السير مساء اليوم ونتحدث بشأن كل شيء.

(قطع)



(3)

السير بوبي روبسون واحد من أهم المدربين في تاريخ إنجلترا، إحدى المحطات المهمة في مسيرته كانت ذهابه لتدريب سبورتنج لشبونة في البرتغال عام 1992، حيث تعرَّف للمرة الأولى على المترجم جوزيه مورينيو.

قضى «روبسون» 3 مواسم مع لشبونة، فاز بالدوري والكأس رغم ظروف النادي الصعبة، وخلال تلك المواسم توطدت علاقته كثيراً بـ«مورينيو»، أحبه كثيراً على المستوى الشخصي، وكان يفاجئه دائماً بإدراكه الكثير من تفاصيل كرة القدم، للدرجة التي دفعته للأخذِ بنصائحه، ومع الوقت.. لم يعد مورينيو مجرد مترجم، تحول لأحد مساعديه، المساعد الثالث تحديداً.

ترك روبسون لشبونة وذهب لتدريب بورتو، وفاز بالدوري مرتين، قبل أن يترك بورتو ومعها البرتغال كلها ويذهب إلى كاتالونيا، وخلال 4 سنوات لم يفارقه مورينيو.

صار أحد مساعديه الرئيسيين، بمهامٍ مختلفة تتطور مع الوقت، إحداها دراسة الخصوم، بعض منها كتابة ملاحظات عن أداء لاعبين بأعينهم ومتابعة معدلات تدريبهم ولياقتهم البدنية، بل حتى بعض النصائح التكتيكية عن أسلوب لعب الفريق.

كان السير يعتقد أن مورينيو مساعداً مثالياً، لذلك فحتى عند قراره أن يتحول لمدير عام النادي وترك الإدارة الفنية للويس فان جال.. كان يُحارب من أجلِ بقاء مورينيو على الدكة الفنية.

أغلب من في برشلونة لم يهتموا بأمر «المترجم البرتغالي»، كما سموه بينهم، لويس فان جال فقط هو من رأى ما يراه «روبسون»، وبعد نصف ساعة من العشاء الذي جرى في هذا الصيف البعيد في كاتالونيا.. وافق على أن يصبح مورينيو واحدا من طاقمه.


(4)

مشهد 2/نهار خارجي
معسكر برشلونة الصيفي
براغ –- صيف 1998

جوزيه مورينيو يقود الحصة التدريبة لبرشلونة، يقوم بإعطاء بعض التعليمات للاعبين، يحضر لويس فان جال من الدكة، في يده ورقة بها العديد من الأسماء والشخبطات، ويُنادي على مورينيو، فيذهب الأخير إليه.

فان جال: ما رأيك بما أخبرتك بشأنه قبل يومين؟

مورينيو: بشأن ماذا؟

فان جال: موو!

مورينيو: أتحدث بجدية، إننا نخبر بعضنا بالكثير من الأشياء كل يوم.

فان جال: أقصد ذلك الأمر.. ذلك الأمر بشأن ريڤالدو!

مورينيو: أوه.. لقد أخبرتك أنني غير مقتنع، الجميع هنا لن يوافق على ذلك.

فان جال: أنا لا أهتم بالجميع! أنا أهتم فقط بمصلحة الفريق.

مورينيو: مصلحة الفريق لا تكون بالاستغناء عن نجمه الأول.

فان جال (بعصبية): لا يوجد نجم هنا، لا يفترض أن يوجد نجم، النجم الحقيقي هو الفريق.. فقط الفريق.

مورينيو (يحاول امتصاص غضبه): حسناً، الفريق بالطبع، ولكن أقصد.. لماذا نستغنى عن أكثر من يفيد الفريق؟

فان جال: لأن هذا غير حقيقي، ليس أكثر من يفيده، لقد أحرز 19 هدفا، ولكن كم هدف في المقابل تسبب فيه؟ لا أعتقد أنه يحقق الصورة التي أريد عليها فريقي هذا.

مورينيو: ولكننا فزنا بالدوري!

فان جال: الفوز ليس كل شيء.

مورينيو: الفوز هو كل شيء، طالما تفوز فأنت على الطريق الصحيح.

فان جال: هراء يا عزيزي، يمكنك أن تنسى من فاز بكأس العالم 1982، ولكنك لن تنسى أبداً فريق البرازيل هناك.

مورينيو: من قال إن الفريق الفائز بالكأس يمكن أن ينسى؟! إنه يكتب ويبقى إلى الأبد!

فان جال (بضيق): اسمع، هناك الأهم عن كرة القدم، لديَّ فكرة ما، أريد أن أطبقها هنا، تمحور الفريق حول ريفالدو يدمّرها، أنا أخطط لإحضار كلويفرت منذ الصيف الماضي، زيندين وفرانك ورونالد دي بور، كوكو أيضاً ربما يأتي، كلهم من مدرسة أياكس منذ الصغر، تلك هي الكرة التي أريد أن ألعبها، وفي سبيل ذلك هناك تضحية حتمية بريفالدو، لن يستطيع أن يلعب في مركزه بعد الآن.

مورينيو: سيد جال، أنا أعرف ماذا تريد، ولكننا فزنا بالدوري لتونا، الاستغناء عن اللاعب المفضل للجمهور وتغيير الشكل بالكامل قد يؤدي، في حال لم تكن النتائج جيدة، إلى غضب الجمهور.

فان جال: لا أهتم بأحد.

مورينيو: يجب أن تهتم، هذا ليس (أحد)، هذا الجمهور!

فان جال: .....

مورينيو: سأكون معك في كل الأحوال، سواء هنا أو في هولندا أو في أي مكان، ولكن رأيي أن تحاول التعامل مع ريفالدو ودمجه في خطة الفريق، هذا مهم.

فان جال: لا أعلم

مورينيو: حسناً، مازال لدينا بعض الوقت لنقرر.

يهم مورينيو بالتحرُّك قبل أن يتحدث فان جال من جديد.

فان جال: اسمع، هناك بعض الدورات التدريبية التي أخبرت الإدارة أنك ستشارك فيها.

مورينيو ينتبه

فان جال: وفي الصيف المقبل، سأجعلك تدير بالكامل بعض المباريات التحضيرية، يجب أن تستعد لذلك منذ الآن، انتبه لكل ما سأقوله، افتح عينيك أكثر من العادي، هذا العام سيكون الأهم في حياتك.

مورينيو: شكراً سيد فان جال، أشكرك بشدة.

يذهب مورينيو لإكمال الحصة التدريبية، يتحدث مع جوارديولا قائد الفريق، يتابعهم فان جال بنظره، ينظر للورقة في يده.. مرسوم عليها التشكيل المحتمل للموسم الجديد بعد انضمام الكتيبة الهولندية، بالكادر تُقرأ أسماء من قبيل: جوارديولا، لويس فيجو، لويس إنريكي، كلويفرت وزيندن وكوكو ودي بور، وعلى الطرف: المدير الفني: لويس فان جال.. المساعد: جوزيه مورينيو.

(قطع)



(5)

في سيرة مورينيو التي كتبها الصحفي باتريك باركلي بعنوان Mourinho: Anatomy of a Winner، تحدث عن أن البرتغالي هو الـ Good Cup للويس فان جال بداخل برشلونة، لم يستغرق الأمر أكثر من موسم واحد لصبح مورينيو هو الشخص الأقرب للمدير الفني.

ينقل «باركلي» كلمات لجناح الفريق في ذلك الوقت «سيماو سابروسا» بأن «فان جال كان عصبيا للغاية، وحين يغضب لا أحد يمكن أن يقف أمامه، باستثناء جوزيه مورينيو».

«مورينيو كان أقرب جسر تواصل صلب، علاقته بنا مختلفة، هو يضحك ويقول النكات، ويتحدث لفان جال في ساعات الغضب، ويستطيع تهدئته، كان الوحيد فعلاً الذي يفعل ذلك».

فان جال رأى في مورينيو شيئاً استثنائياً، أكبر حتى مما رآه فيه بوبي روبسون، لذلك فقد منحه مساحة أكبر وفرصة أكبر، «روبسون» كان يراه كمساعد فقط، يجلب بيانات وتحليلات وملاحظات، ولكن «فان جال» رأى الأبعد من ذلك، ورغم اختلاف وجهات نظرهما طوال الوقت، تحديداً بشأن ما إذا كان المهم أن تفوز- كما يرى مورينيو- أو أن تفوز وأنت تلعب كرة قدم جيدة- كما يحاول فان جال أن يُثبت دوماً- إلا أن ذلك الاختلاف لم يغير من رعاية الهولندي للبرتغالي.

«يمكنك منذ البداية معرفة الخاسرين والرابحين» وعلى ذلك تستطيع المراهنة.. فان جال كان يراهن على مورينيو منذ اللحظة الأولى.



(6)

مشهد 3
غرفة لويس فان جال في النادي
مقاطعة كاتالونيا – صيف 2000

فان جال يقوم بوضع بعض الأوراق من الغرفة في شنطته، بعض الميداليات والشهادات أيضاً.

الباب يخبَّط، يدخل مورينيو.

مورينيو: متى طيارتك؟

ينظر فان جال إلى ساعته.

فان جال: خمس ساعات، ولكن يجب أن أذهب إلى المطار قبل ذلك.

مورينيو: أشعر بحماسك.

فان جال: خائف قليلاً، ولكني متحمس بالتأكيد.

مورينيو: الجميع كان يرغب في بقائك هنا، وأنا كذلك بالطبع.

فان جال: تلك الأشياء تحدث دائماً، نترك أماكن أو نفارق أشخاصا، الحياة ليست سهلة، ولكننا نحاول.. نحاول بشدة أن نأخذ الخيارات الصحيحة.

مورينيو: أنت تعلم أنني محبط قليلاً، كان لدينا حلم هنا، طوال السنوات الثلاث الماضية أردنا الفوز بدوري الأبطال، تمنيت أن ترحل بعد أن نفوز به.

فان جال (يهز كتفيه): لقد فزت به من قبل! لا أقصد بالطبع أنني لا أريد الفوز به ثانيةً.. ولكن.. هناك ما هو أكبر.. أريد الفوز بكأس العالم، جوزيه..
هذا الفريق لديه كل ما يؤهله لذلك، سيدورف وديفدز، بييركامب وأوفرمارس، فان دير سار، (يبتسم) كذلك كلويفرت وزيندن وكوكو والإثنين دي بور سيكونون معي هناك أيضاً، لن أشعر بالغرابة، ألا تعتقد ذلك؟

يصمت مورينيو، يُكمل فان جال لم حاجياته.

مورينيو: أنا أيضاً لدي عرض وأفكر في الرحيل.

فان جال (منتبهاً):عرض؟ ممن؟

مورينيو: من بنفيكا، يريدون أن أكون مساعد مدرب هناك.

فان جال (بحسم): لا تذهب!

مورينيو: لماذا؟

فان جال: أخبر بنفيكا أنهم في حال أرادوا مديراً فنياً فإنك مستعد، أما إن كان العرض أن تكون مساعد مدرب.. ابقَ هنا.

مورينيو: مديراً فنياً؟!

فان جال: نعم، لم يعد ينقصك شيء، كم مباراة خضتها خلال العامين الماضيين؟ هناك 12 مباراة في الفترات التحضيرية وبين التوقف، ولبرشلونة، هذا عدد كاف بالنسبة لي لتصبح مديراً فنياً بشكل رسمي في فريقٍ أصغر.

مورينيو: ولكن...

فان جال: أنا أعلم أنه من داخلك تؤمن بذلك، ربما تؤمن أنك يجب أن تكون مكاني (يبتسم فان حال في حين يبقى مورينيو صامتاً)، صدقني لو كان الأمر بيدي لفعلت ذلك، ولكن ما بيدي فعلاً هو دفعك للعودة إلى البرتغال كي تصبح مديراً فنياً وليس مساعد مدرب.

مورينيو: سأخبرهم بذلك.

فان جال يبتسم

فان جال: من يعلم، ربما خلال وقت ليس ببعيد تصبح مكاني هُنا فعلاً، بل تحقق دوري الأبطال مع برشلونة، هل تتخيل ذلك؟ أنا أتخيله، سيكون رائعاً، الشيء الوحيد الذي سيوقفني عن الغيرة هو أنني سأكون- حينها- فائزاً بكأس العالم.

تبدو الغرفة هادئة جدا،ً لحظة وداع مثالية للرجلين لم يفترقا طوال السنوات الثلاث الماضية.

ينظر فان جال في ساعته.

فان جال: يجب أن أتحرَّك الآن، سأمر على المنزل أولاً ثم أذهب للمطار، الوقت بالكاد يكفي.

يأخذ شنطته ويتحرك، يمد يده لمورينيو..

مورينيو: شكراً سيد فان جال، شكراً على كل شيء..

يبتسم فان جال، ثم يخرج من الغرفة.

يظل مورينيو في الغرفة قليلاً، يتحرك بضع خطوات، يجلس على الكرسي الخاص بفان جال.

(قطع)



(7)

لم يفز فان جال مع هولندا بكأس العالم كما تمنى، بل إنه لم يستطع التأهل حتى إلى البطولة التي أقيمت في كوريا واليابان!

ذهب مورينيو إلى البرتغال ليصبح مديراً فنياً لبنفيكا، ثم ينياو دي ليريا، حتى وصل إلى تدريب بورتو.

تنقل فان جال من فشلٍ إلى فشل، خفوت حاد في مسيرته، لم يتأهل مع هولندا للكأس، عاد لبرشلونة لأقل من موسم قبل أن يُقال لسوءِ النتائج، يجلس في المنزل في عامي 2004 و2005.

وفي الوقت الذي يجلس فيه فان جال بمنزله، كان يرى مساعده وهو يصنع أكبر معجزة كروية في الألفية الجديدة، بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا مع بورتو البرتغالي، ويصبح اسمه ملء السمع والبصر.

انتقل فان جال لنادي AZالمتواضع في هولندا! بينما ذهب مورينيو لتدريب تشيلسي.

ظل فان جال مع AZ لأربع سنوات كاملة، احتل فيها المراكز الثالث ثم الثاني ثم الثالث ثم الدوري الهولندي في معجزةٍ صغيرة لناد كهذا- قبل أن يأتيه عرض لتدريب بايرن ميونيخ، بينما انتقل الاستثنائي مورينيو- أو هكذا اصْطُلِحَ على تسميته صحفياً- من تشيلسي- الذي فاز معه بالدوري الإنجليزي مرتين- إلى إنتر ميلان.

ثم حدث شيء جميل وسينمائي للغاية، حيث التقى الرجلان في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010، فان جال مع بايرن ميونيخ، ومورينيو مع إنتر ميلان.

«كان من الجميل متابعته من بعيد، مراقبة كيف تطورت مسيرته التدريبية والاحترافية، بل شخصيته نفسها على مدار السنوات الماضية».. فان جال في المؤتمر الصحفي قبل نهائي دوري الأبطال.

«إنه معلمي وأستاذي بالتأكيد، لقد علمني الكثير، وأعطاني العديد من الملاحظات، كنت مولعاً بكرة القدم، وهو- مع بوبي روبسون- من أضاؤوا ليَ الطريق، هم رؤسائي (My Bosses) مهما حدث».. مورينيو في المؤتمر قبل نهائي 2010.

نتيجة المباراة بعد ذلك ليست مهمة في هذا السياق المرتبط بعلاقة طويلة الأمد بين رجلين، ربما المهم فعلاً أن إنتر فاز رغم أن استحواذه على الكرة لم يتجاوز الـ35%، بينما فضل بايرن في الفوز، كان فان جال كعادته يريد الفوز مع الكرة التي يتذكرها الناس.. ومورينيو يريد الفوز.. ويحققه.



(8)

فلاش باك:

فان جال: الفوز ليس كل شيء.

مورينيو: الفوزهو كل شيء، طالما تفوز فأنت على الطريق الصحيح.

(قطع)


(9)

في 19 يناير الماضي، كرمت جمعية كتاب كرة القدم في لندن جوزيه مورينيو، حضر التكريم عدد من مدربي الكرة، من بينهم لويس فان جال.

شكره مورينيو بشكلٍ خاص، قال إنه «يجب أن أشكر المساعدين، واللاعبين، الذين مروا عليَّ طوال مسيرتي، وبشكل خاص معلمي لويس فان جال».

بينما طلب الأخير الميكروفون، وتحدث بكلمةٍ قصيرة للغاية: «دائماً ما قالوا عني مغرورا، لويس فان جال المغرور، يقولون ذلك دائماً، ولكني اليوم سأكون متواضع بشدة، لأنه أفضل منّي».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية