وضع الإسباني أندير هيريرا بصمته على أداء مانشستر يونايتد الإنجليزي خلال الجولات الأخيرة من المسابقة، بعدما عانى كثيرًا من أجل إقناع المدرب الهولندي لويس فان جال بأحقيته في المشاركة بشكل أساسي مع الفريق.
وانتقل هيريرا، البالغ من العمر 25 عامًا، إلى مانشستر من صفوف أتلتيك بلباو الصيف الماضي، بصفقة ضخمة تجاوزت قيمتها 30 مليون جنيه إسترليني.
وثارت تساؤلات متعددة منذ قدوم اللاعب الإسباني إلى مانشستر، عن جدوى التعاقد معه بهذا المبلغ الضخم، وعن الإضافة التي سيقدمها لخط وسط الشياطين الحُمر المطالب بالعودة للمنافسة على لقب البريمييرليج، بعد موسم كارثي مع المدرب السابق ديفيد مويس.
ورغم تسجيله هدفين خلال مبارياته الأولى مع الفريق، إلا أن هيريرا وجد نفسه ضيفًا دائمًا على مقاعد البدلاء منذ الجولة التاسعة من البريمييرليج، حيث لم يشركه فان جال في 4 مباريات متتالية، قبل أن تبدأ مرحلة جديدة من المعاناة حين وجد اللاعب الإسباني نفسه يخرج من قائمة الفريق.
فلسفة فان جال
تحديان واضحان واجههما هيريرا منذ قدومه لمانشستر، الأول يرتبط بطريقة اللعب، إذ يركض اللاعب الإسباني كثيرًا في منتصف الملعب خلف الكرة، وهو أمر رفضه فان جال.
يقول اللاعب في تصريحات نشرتها «سكاي سبورتس»: «في البداية كان المدرب غاضبًا لأني أركض كثيرًا خلف الكرة، يُفضّل أن أتواجد في أماكن محددة تسمح لزملائي بتمرير الكرة إلىّ بسهولة.. هذه فلسفته، التمركز الجيد يخلق مساحات في دفاعات الخصم».
التحدي الثاني يرتبط بمستوى المنافسة، فاللاعب الإسباني لم يخض من قبل تجربة بهذه القوة وسط مجموعة من أبرز لاعبي العالم، واقتصرت مسيرته قبل القدوم لإنجلترا على اللعب بقميص أتلتيك بلباو وقبله ريـال سرقسطة، وعلّق فان جال على هذا الأمر في فبراير الماضي قائلاً: «»هو لاعب جيد دون شك، لكنه يتواجد الآن ضمن مجموعة متميزة للغاية يجب أن يتطور«.
وفضلاً عن هذين التحديين، فإن المدرب الهولندي المخضرم لم يكن قد استقر خلال هذه الفترة على طريقة اللعب الأنسب للفريق، حيثُ بدأ بالاعتماد على 3 لاعبين في الخط الخلفي و5 في منتصف الملعب ومهاجمين، وكان يقوم بتعديلها أحيانًا ليلعب بـ«4-3-3» أو «4-4-2» بأشكال مختلفة.
كان فان جال يفضل أن يتواجد هيريرا في الجهة اليسرى من منتصف الملعب وأحيانًا يعتمد عليه كلاعب ارتكاز ثاني في المنتصف بجوار مايكل كاريك أو دالي بليند، لكنّه لاحقًا قرر نقل اللاعب للجهة اليمنى من منتصف الملعب، على أن يتوجه العملاق البلجيكي مروان فيلايني للجهة اليسري وهو أمر عاد بالإيجاب على اللاعبيْن.
الفرصة سانحة
جاري نيفيل، لاعب المنتخب الإنجليزي السابق ومحلل «سكاي سبورتس»، يرى أن تألق هيريرا وتحسن مردوده مع الفريق ونجاح مانشستر في تحقيق نتائج إيجابية في الأسابيع الماضية، جاء بفضل الإصابات التي تعرض لها الفريق مؤخرًا ويُفصّل: «(لوك) شاو تعرض لإصابة فذهب (دالي) بليند للجهة اليسرى، و(روبين) فان بيرسي أصيب فصعد (وين) روني للهجوم، هيريرا وجد مساحة جيدة في المنتصف إلى جوار المتألق فيلايني.. ولهذا تحسنت نتائج الفريق».
عودة فان جال للاعتماد على «4» لاعبين في خط الدفاع وأمامهم مايكل كاريك كلاعب ارتكاز ذو مهام دفاعية، ما منح هيريرا قدرًا من التحرر لأداء المهام الهجومية، استغله اللاعب أمام أستون فيلا في مباراة الجولة 31 من الدوري ليسجل هدفين.
ولم تقتصر الفاعلية الهجومية لهيريرا على زيارة الشباك، إذ تميز أيضًا بكثرة تمريراته ودقتها في منتصف ملعب المنافس، فأمام أستون فيلا مرر 60 تمريرة صحيحة في منتصف ملعب الخصم، وهو أفضل ممرر في المناطق الهجومية بين لاعبي مانشستر بمتوسط 41.3 تمريرة صحيحة في المباراة.
تطور أداء هيريرا دفع فان جال للإشادة بمستوى اللاعب كاشفًا عن قيامه بـ«تقبيل هيريرا» بين شوطي مباراة أستون فيلا، تعبيرًا للاعب عن إعجابه بالمستوى الذي ظهر عليه.
وتشير «سكاي سبورتس» في تقرير لها عن اللاعب الإسباني إلى الاتزان الذي أحدثه هيريرا في منتصف الملعب هذا الموسم «فوجوده يساعد اللاعبين الآخرين على التألق».
وشارك ابن الـ25 عامًا أساسيًا في آخر 7 مباريات للفريق في الدوري ليرتفع عدد مشاركاته هذا الموسم إلى 19 مباراة سجل خلالها 5 أهداف بمتوسط هدف كل 248 دقيقة وصنع 4 أهداف.
وفاز مانشستر في 8 مباريات من 10 مباريات خاضها هيريرا أساسيًا مع الفريق منذ أكتوبر الماضي.
ويخوض يونايتد، الأحد، مواجهة صعبة أمام جاره مانشستر سيتي في مباراة «الديربي» ويحتل فريق «الشياطين الحمر» المركز الثالث برصيد 62 نقطة متقدمًا بفارق نقطة واحدة عن «السيتزنز» الرابع.