x

مرصد «الإفتاء» يصدر تقريرًا عن «الشباب» الصومالية «الفكر.. وسبل المواجهة»

الخميس 16-04-2015 06:39 | كتب: أحمد البحيري |
قوات من حركة الشباب الصومالية قوات من حركة الشباب الصومالية تصوير : other

أصدر مرصد فتاوى التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية تقريره السادس عشر، الأربعاء، بعنوان «حركة شباب المجاهدين الصومالية.. الأسس الفكرية والممارسات العملية.. وسبل المواجهة»، تناول فيه الأسس الفكرية والأيديولوجية للحركة، وبناءها الفكري والتنظيمي، وأهدافها المرحلية والنهائية، وأبرز أدوات وأساليب الحركة في تحقيق تلك الأهداف.

تناول التقرير عددًا من المحددات التي تكشف فكر الحركة ونشاطها، أبرزها اعتبار الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر مرتدة تخالف الإسلام وتعادي الشريعة وتوالي أعداء الدين، وأن العنف هو الوسيلة الوحيدة- من وجهة نظرهم- لإحداث تغييرات جوهرية في بنية النظم السياسية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى عدم الاعتراف بمفاهيم الوطن والمواطن باعتبارها مفاهيم ترسخ القيم والمبادئ الغربية الكفرية، كما أنها لا تعترف بالدساتير والقوانين الوضعية.

أوضح التقرير أنه يضاف إلى ذلك عدم اعتراف الحركة بالحدود بين الدول، إذ تبني الحركة إيمانها على أن الرابطة الوحيدة تقوم على أساس الدين، الذي هو أصل العلاقة بين المواطنين داخل الدولة، وتتبنى الحركة خيار «الجهاد» المسلح لتحقيق أهدافها، وتحرير كل أراضي الإسلام من «الأنظمة الكفرية».

كما أوضح التقرير أن الحركة تعتبر أعداءها هم النظم الحاكمة ومن يواليهم، يلي ذلك الفكر والتيارات الصوفية، لذلك فهي تقوم بالعديد من الهجمات المسلحة على المزارات والأضرحة الصوفية في الصومال.

وحول علاقة الحركة بتنظيم القاعدة أشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة وجد في الصومال بيئة خصبة للانتشار والتواجد؛ وذلك يرجع إلى جغرافية المنطقة وموقعها الاستراتيجي بين دول القرن الإفريقي، وانهيار حكومتها المركزية، الأمر الذي ساعد عناصر التنظيم على التحرك بسهولة داخل الصومال.

وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة نجح في تجنيد عدد من الشبان الصوماليين الذين شكلوا البنية الأساسية للجماعات الإسلامية المتشددة التي ظهرت لاحقًا، وذلك على الرغم من الانتشار القوي للمذهب الصوفي التقليدي هناك.

وتابع التقرير أن الصومال قد مثلت لتنيظم القاعدة «الملاذ الآمن» للاحتماء من التهديدات، وفي الوقت نفسه مكانًا ومسرحًا لعمليات التنظيم العسكرية وتجنيد الأفراد، وقد بثت مواقع الإنترنت تسجيلًا مصورًا لزعيم القاعدة أيمن الظواهري في فبراير 2012 يعلن فيه أن حركة شباب المجاهدين الصومالية انضمت رسميًّا لشبكة القاعدة العالمية، وتضمن الشريط تسجيلًا صوتيًّا لزعيم حركة شباب المجاهدين مختار أبوالزبير يعلن فيه الولاء للظواهري.

وحول الهيكل التنظيمي للحركة أكد التقرير أن الحركة لا تُعد كيانًا متجانسًا بل تحالفًا يضم مجموعة الفصائل المنضمة تحت لوائها، وتعتمد على اللامركزية في عملها، وبالرغم من ذلك كانت فصائلها تجتمع تحت جدول أعمال مشترك لتوحيد عملها، مثل السعي إلى هزيمة قوات الاتحاد الإفريقي والحكومات الصومالية وتطبيق الشريعة والقوانين الإسلامية في التعاملات اليومية في جميع أنحاء الصومال.

تابع التقرير أن الهيكل التنظيمي يتكون من الأمير العام، وولاة الأقاليم، ورئيس الدائرة السياسية، والناطق الرسمي للحركة، والناطق باسم العمليات العسكرية، والمكاتب الإدارية التي تنقسم بدورها إلى مكتب الدعوة، ومكتب الإعلام، ومكتب الصحة، وهناك لجان أخرى تتشكل وقت الحاجة مثل لجنة الطوارئ، بالإضافة إلى القوة العسكرية، التي تنقسم إلى القوات القتالية (الجيش)، والقوة الأمنية (جهاز جمع المعلومات)، والحسبة (الشرطة).

وألقى التقرير الضوء على أبرز العمليات التي قامت بها الحركة، وآخرها وأشدها بشاعة ودموية، الاعتداء على جامعة «غاريسا» بشمال شرق كينيا، وقتل وذبح 147 طالبًا بالإضافة إلى هجوم شنته الحركة منتصف شهر إبريل الجاري على مقر وزارة التعليم العالي في العاصمة الصومالية مقديشو، وقتل خمسة أشخاص وجندي من القوات الإفريقية وإصابة آخرين بجروح خطيرة، بجانب الهجوم الكبير الذي شنته الحركة عام 2012 على مركز تسوق :«ويست جيت» في العاصمة الكينية نيروبي، والذي أودى بحياة 67 شخصًا على الأقل وأسفر عن إصابة 120 آخرين.

وفيما يتعلق بكيفية المواجهة وتجفيف المنابع الفكرية والمادية، أكد التقرير أهمية حرمان الحركة من مصادر تمويلها الأساسية، والتي تعتمد بشكل أساسي على التحويلات الخارجية من الدول الأوربية، وكذلك التجارة، وخاصة تجارة «الفحم»، ومحاصرة الموانئ والمنافذ التي تستخدمها الحركة في تجارتها.

شدد التقرير على ضرورة التصدي لمحاولات الحركة الإرهابية اجتثاث الفكر والجماعات الصوفية من الصومال، بتوفير الدعم الفكري والمادي وتوفير الحماية اللازمة للتيارات الصوفية هناك، والتواصل معهم، ومدهم بكافة أشكال الدعم المادي والمعنوي من كتب ومؤلفات تدعم وتؤصل للفكر الصوفي، والعمل على نشر ثقافة الإنشاد الديني والمديح وغيرها من الأدوات الناعمة في نشر الفكر الصوفي والترويج له.

وأشار التقرير إلى أهمية التواصل والتنسيق بين الجماعات والتيارات الصوفية في دول الجوار الصومالي، والاستفادة من تواجد عدد من الجالية الصومالية في مصر وإعدادهم فكريًّا ليكونوا نواة لمواجهة الفكر المتشدد، بالإضافة إلى استمرار التواصل والتنسيق مع المتميزين منهم للمساعدة والمعاونة في نشر الفكر الصحيح ومحاربة كافة أشكال الغلو والتطرف.

طالب التقرير باستثمار الأدوات الإعلامية واستغلالها بالشكل الأمثل لمحاصرة الفكر المتطرف، ونشر الأفكار وتصحيح المفاهيم والمشاركة في التوعية وبيان انحراف الأفكار والممارسات التكفيرية من خلال الإذاعات الموجهة للصومال باللغتين العربية والصومالية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية