سيطر الحزن والألم على قرى وبلدات شهداء الواجب الذين لقوا مصرعهم فى حوادث الإرهاب فى سيناء. ففى الدقهلية، قال والد الشهيد المجند أحمد عبده الشربينى: «حسبى الله ونعم الوكيل فى الكفرة الظلمة، وابنى إن شاء الله شهيد وفى جنة الخلد، وأنا أطالب الرئيس السيسى بالقصاص لابنى ولإخواته اللى راحوا غدر».
وأكدت والدة الشهيد أن ابنها رفض طلب والده بأن يسعى لنقله بالقرب من المنصورة بعيدا عن الأحداث التى تشهدها العريش.
وانهارت الأم وسكتت عن الكلام بعدما قالت: «إتمنى إنه يموت شهيد وربنا استجاب له، والكفرة الظلمة اللى قتلوه هايروحوا نار جهنم إن شاء الله».
من جهة أخرى، قالت رسمية أحمد فؤاد، والدة الشهيد عريف متطوع محمد على رمضان أبوغازى 23 سنة، «ظهرى انكسر خلاص بعد موتك يا بنى، رحت منى يا نور عينى، رحت ومش هشوفك ولا هسمع صوتك تانى، ويارب تصبرنى على فراقه أو تخدنى له». وقالت وهى تبكى: «حبيبى كان عارف إن أجله قرب وهيموت.. والله أول مرة من يوم ما اشتغل فى الجيش ياخد أجازة 20 يوم وهى كانت أجازة طويلة علشان كده خلونى معاه فترة طويلة، وبعد كده خدوه منى ومش هيجيبوه تانى، وكان حاسس إنه هيموت، ده أنا لسه مكلماه أول امبارح بالليل قالى أنا بجهز العشا مع زمايلى وقلتله خلى بالك على نفسك، قالى يا أمه أنا هموت شهيد ولما أموت شهيد علقى اسمى على أول شارعنا وآخره واكتبى اسمى وقولى الشهيد محمد والله كان عارف إنه هيموت».
وقال عبدالرؤوف أحمد، خال الشهيد: «الشهيد كان أكبر إخواته، وله شقيقة أصغر وآخر العنقود رمضان 11 سنة بالصف الخامس الابتدائى، وكان الشهيد مسؤولا عنهم ويساعد فى تربيتهم وساعد فى زواج شقيقته منال، حيث إن والده كان يعمل بالجيش وخرج على المعاش منذ فترة، وقرر أن يتطوع بالجيش لأنه كان طول عمره نفسه يطلع ضابط فى الجيش، ولكنه لم يكمل تعليمه واكتفى بالشهادة الإعدادية بسبب ظروف المعيشة ثم تطوع بعد ذلك ليكمل حلمه».
ويضيف خاله: محمد راح الأستوديو قبل استشهاده بفترة وقام بتصوير نفسه صورة كبيرة باللبس الميرى وكتب عليها «إرمى حمولك عليا وأنا اشيل عنك شويا يا مصر يا أغلى عندى من كل الدنيا ديه».
وقالت عمة الشهيد محاسن رمضان «ابن أخى تزوج منذ 7 شهور فقط وترك زوجته أرملة وحامل فى ثلاثة شهور».
وبكت وهى تقول «كان آخر لقاء بينى وبينه منذ فترة قصيرة بعد زواجه جه زارنى بالقاهرة وهو ماشى قالى «أنا ماشى ويمكن مرجعش ولا نتقابل تانى كأنه كان حاسس إن أجله قرب ساعتها زعقت له وقلت بلاش الكلام ده، وخلى بالك من نفسك فرد على بإصرار: الأعمار بيد الله وهو فى حد يكره إنه يموت شهيد وحسيت ساعتها كأنه كان جاى يودعنى».
وانهارت وهى تقول «أنا متأكدة إنه فرحان دلوقتى، لأنه كان بيحب شغله جدا وكان بيقول الجيش هو اللى بيحمى مصر وكلنا فدى ترابها ومفيش حل دلوقتى غير إننا نحارب الإرهابيين لآخر جندى مصرى».
وقال صديقه ياسر مايز 20 سنة: «الشهيد محمد كان أقرب أصدقائى وكنا لا نفترق وقت الإجازات أبدا وكان دايما يقعد يحكى لى عن الجيش والبطولات اللى بيعملها الضباط والجنود ضد الإرهابيين وكان دائما يقول أنا فى أى وقت شهيد، ولكن أنا خايف على أمى وإخواتى لأنه كان الكبير ومسؤول عنهم».
وفى شمال سيناء، أكد الدكتور الشافعى أحمد موسى، أحد أقارب الشهيد، النقيب عمرو شكرى، من قوة الأمن المركزى، الشهيد فى تفجير قسم ثالث العريش، إن الشهيد هو أكبر إخواته، وهم أحمد ومحمد وإسلام، ووالده لواء شرطة سابق، ووالدته وكيلة مدرسة بإدارة العريش التعليمية، وتقيم أسرته بشارع 23 يوليو بالعريش، بينما يقيم الشهيد بمحافظة الإسكندرية وهو متزوج وله ابنه عمرها 3 شهور.
وأضاف الشافعى أن الشهيد بار بأسرته، ودائم الابتسامة، ويقوم بخدمة الجميع، ويتمتع بأخلاق عالية، ومحبوب من الجميع.
وفى القليوبية، قال والد الشهيد الملازم أول أحمد راضى عبدالهادى الزياتى، عميد بالمعاش بالقوات المسلحة، إن نجله تخرج منذ ستة أشهر ونزل إجازة واحدة كانت منذ أيام قبل الحادث، وكانت الأسرة تستعد لزفاف شقيقته وكان الموعد مرهونا بأول إجازة له.
وأضاف أن الشهيد هو الابن الوحيد له ولديه شقيقتان، وسأحتسبه عند الله شهيدا، وحسبى الله ونعم الوكيل، مشيرا إلى أن أحمد كان طيب القلب ودائم البر بالعائلة والأسرة.
وطالب والد الشهيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وجميع أفراد الشرطة والجيش بالمضى قدماً فى استكمال رسالتهم السامية فى القضاء على الإرهاب الأسود الذى يغتال فلذات الأكباد، وبناة المستقبل، قائلا «إن روحه وأرواح أبناء مصر كلها بمسلميها ومسيحييها فداء للوطن الغالى وأنا مستعد للعودة لصفوف القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب وكل من تسول له نفسه النيل من أمن مصر».
وفى الفيوم، قال جمال عمر، أحد أبناء قرية تطون إن الشهيد المجند شعبان سامى أحمد فرج كان على وشك إنهاء الخدمة العسكرية ومتبقى له شهران ويستعد لتحديد موعد زفافه، مؤكداً أنه كان يتمتع بحسن الخلق بين أبناء القرية.
وفشلت محاولات بعض نساء القرية فى تهدئة والدة الشهيد التى انتابتها حالة من البكاء الهستيرى وهى تصرخ قائلة: «كان باقى شهرين ويخلص جيشه، عمل إيه علشان يقتلوه».
وصب أهالى القرية لعناتهم على الإرهاب الذى يغتال أبناءهم، حيث لم يمر أسبوعان على استشهاد عبدالحكيم صلاح محمود، المجند بالقوات المسلحة، الذى راح ضحية الهجوم على أكمنة أمنية بالعريش فى الثانى من الشهر الجارى، مطالبين الدولة والأجهزة الأمنية بالثأر لأبنائهم من القتلة.