x

التنسيق الحضارى: نحتاج مدينة للعمال لحماية المنطقة من العشوائيات

الخميس 09-04-2015 12:38 | كتب: سوزان عاطف |
سهير حواس سهير حواس تصوير : اخبار

عشوائيات تنتشر فى القاهرة والمحافظات أدت إلى تشويه منظرها بشكل كبير، ورغم التصميم الجذاب للعاصمة الجديدة إلا أنه لم يصدر أى تصريحات من المسؤولين حول كيفية حمايتها من زحف العشوائيات، كما حدث فى معظم محافظات مصر.

الدكتورة سهير حواس، مستشارة التنسيق الحضارى، قالت إن السبب فى زحف العشوائيات على المدن الجديدة هو عدم وجود مبانٍ خاصة بالعمال الذين يقومون ببناء تلك المدن. وواصلت حواس: «لابد من عمل حساب العمال حتى لا يضطرون لبناء أحزمة عشوائية من عشش تتحول إلى بيوت ويجلب فيها أسرته من محافظة أخرى، ثم يبنى أى كشك لتحصيل رزقه، وهو ما حدث نفسه حول المدن الجديدة مثل 6 أكتوبر وغيرها، وهو ما يؤدى إلى انتشار أحزمة العشوائيات حول تلك المدن».

وأضافت: «وبناء مدن للعمال ليس أمرا مستحدثا فى مصر، وهو ما حدث فى السابق أثناء بناء مدينة مصر الجديدة، حيث بنت مدينة العمال الذين يقومون ببنائها، ثم قامت ببناء المدينة بعدها، ومع بناء مدينة العمال وكذلك إنشاء خطوط مواصلات حديثة لربط العاصمة الإدارية بالمحافظات القديمة تم التواصل بين المدن القديمة والجديدة دون أى معاناة».

وطالبت حواس بضرورة تطبيق التكنولوجيا الحديثة والمتطورة فى بناء العاصمة الجديدة قائلة: «أرجو ألا يكون الفكر التقليدى والتخطيط التقليدى هو السائد فى العاصمة، ولابد من بنائها عن طريق اعتبارها مدينة للمستقبل وفتح المجال للتكنولوجيا ووسيلة المواصلات الحديثة، فهى ليست كأى مدينة، بل نموذج متطور لما نريد أن تكون عليه مصر بعد 100 سنة».

وتابعت حواس: «لكن بناء مدينة نمطية بالضرورة سيخلق حولها الكثير من العشوائيات، كذلك لابد من وضع رؤية أشمل للتطوير فى باقى المحافظات، أما جعل العاصمة الإدارية هى مركز الإبهار الوحيد والتنمية الإقليمية الوحيدة سيجذب سكان المحافظات الأخرى، وسيتسرب سكانها إلى ما هو مبهر فى المدينة الجديدة، لذلك لابد من تقوية المحافظات وتنميتها حتى لا يضطر المواطنون إلى الانجذاب العاصمة الجديدة، وأن تكون قوة الجذب فى المناطق القديمة أكبر».

وأشارت حواس إلى أنه فى كل دول العالم المحافظات الأخرى أقوى فى الخدمات وأكبر فى التنمية من العاصمة، مما يؤدى إلى تقليل تدفق الهجرة بشكل كبير على العواصم، وأهل لندن مثلا يهربون منها إلى الضواحى وليس العكس، كذلك لابد من استخدام اسمها الحقيقى، وهو العاصمة الإدارية وليس الجديدة، فكلمة جديدة تمثل بؤرة جذب قوية.

وطالبت حواس بتحقيق التوازن فى العمران المصرى بشكل عادل لا يميل إلى أى جهة، حتى لا نعيد خلق المشاكل مرة أخرى. وأشارت حواس إلى أن الهدف الرئيسى من مشروع العاصمة الإدارية هو تخفيف العبء والضغط عن القاهرة، لذلك يجب ألا تكون العاصمة الجديدة هى مصدر للمشاكل بالسماح بإقامة العشوائيات.

ووصفت حواس مشروع العاصمة الجديدة بالعملاق، مشيرة إلى أنه يسهم فى جذب الاستثمار والاقتصاد المصرى إلى الأمام، ويضع مصر على الخريطة الاقتصادية فى العالم.

وأضافت: «إن اختيار موقع العاصمة الجديدة جاء وفقا للاتجاه الطبيعى للنمو العمرانى لمدينة القاهرة، فهو متوسط بين السويس والقاهرة، يحدها شمالا طريق مصر- السويس، وجنوبا القاهرة- العين السخنة، وغربا الطريق الدائرى الإقليمى، وأن الدولة تسعى لإقامة مدينة مستدامة يتحقق فيها أعلى درجة من الفعالية، وأن تكون إنسانية وبعيدة عن التلوث والاعتماد فيها على الطاقة الجديدة فى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وحسب الإحصاءات المعلنة فإن المدينة الجديدة ستوفر ما يزيد على مليون ونصف المليون فرصة عمل، نصفها على الأقل سيساهم فى بناء المدينة بشكل أو بآخر، ورغم ذلك لم يحسب حسابهم فى تخطيط المدينة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية