أكد الدكتور فرانشسكو تيرادريتي، مدير البعثة الأثرية الإيطالية في مصر، أن لوحة «أوز ميدوم»، الملقبة بـ«الموناليزا المصرية»، والمتواجدة في المتحف المصري بالقاهرة مقلدة، ولا تعود لعصر الأسرة الرابعة الفرعونية، كما يدعي علماء الآثار.
وأضاف «تيرادريتي»، في تصريحات خاصة لــ«المصري اليوم»، الجمعة، أنه لا يسعى لعمل شو إعلامي بل أن دراسته هي دعوة لكل الأثريين في مصر لدراسة القطع الأثرية المشكوك في صحتها، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتم اتباعه في كل دول العالم، مثلما حدث في متحف برلين، الذي اعترف أن قطع أخناتون المتواجدة بالمتحف غير أصلية، وقام بعرضها في صالات منفصلة بعد التأكد من ذلك.
وأوضح أن هذه اللوحة تم اكتشافها في منطقة «ميدوم» بسقارة عام 1871، بواسطة عالم الآثار والرسام الإيطالي «سافالي»، مشيرا إلى أن مكتشفها كان يجيد رسم الطيور، ومن المحتمل أنه قام برسم الأوز على طريقته الخاصة في محاولة منه لإبراز الأثر القديم، على حد قوله.
وأكد «تيرادريتي» أن هذه الأوز ليست من أصول مصرية، فهي أوز متواجدة في سيبيريا، وفنلندا، ولا تأتي إلى مصر، كما أن الألوان المتواجدة في اللوحة لم يستخدمها المصري القديم في رسوماته، خاصة اللون البنفسجي، وأن الخطوط المرسومة غير منسجمة، وهناك أخطاء في الكتابة الهيروغليفية في اللوحة، وهو ما تم تأكيده في الدراسة.
وقال «تيرادريتي»: «أعمل في مصر منذ 10 سنوات، وأنا عاشق للآثار المصرية، ودعوتي للتحقق من صحة بعض القطع الأثرية ليست لإثارة المشاكل في مجال المصريات، إنما حفاظاً علي مصداقية الأثر، وعدم خدعة السائح»، مشيرا إلى أن هذه اللوحة تم عرضها في متحف بولاق، ثم تم نقلها للمتحف المصري، ولم يكتشف أحد ذلك الأمر.
من جانبه، قال الدكتور حسن سليم، عالم المصريات، ورئيس قسم الآثار السابق بجامعة القاهرة، أن هذه الرسمة تعبر عن 6 أوزات في الحقل، وتعد أيقونة الرسم المصري القديم، وتعود إلى 2500 قبل الميلاد، مطالباً مدير البعثة الإيطالية بعمل مواجهة مع العلماء حول صحة هذا الأمر في المجلات العلمية الموثوق في صحتها، وعلى رأسها مجلة «gaa»، ومجلة «ifao»، حتي يتبين صحة هذا الأمر، مشيراً إلى أن هناك الكثيرين لعمل ضجة إعلامية دون الاستناد على الحقائق العلمية، لذلك لابد من تحري الدقة.