x

«حماس» تبحث عن حل لتورطها ضد إيران في اليمن (تحليل)

الأحد 29-03-2015 13:49 | كتب: محمد البحيري |
10)
10) تصوير : أ.ف.ب

يبدو أن تطورات الأحداث في المنطقة تزيد من مأزق حماس، وتعرقل سعيها إلى إصلاح علاقاتها مع إيران، سعيا وراء التمويل والتسليح والدعم السياسي، بعد سلسلة قرارات متخبطة لقيادة الحركة الفلسطينية، وضعتها في أزمة معقدة مع مختلف القوى المحيطة بها.

بعد عامين من تورط حركة «حماس» في خلاف حاد مع إيران، عقب قرار الحركة الفلسطينية دعم المعارضة السورية في حربها ضد الجيش السوري، تجد «حماس» نفسها في ورطة جديدة مع إيران بعد اضطرارها لدعم عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران أيضا.

وكانت حماس قد أصدرت بيانا، السبت، تعلن فيه دعمها للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وبالتالي دعمها للعملية العسكرية التي ينفذها التحالف العربي ضد الحوثيين الشيعة، حلفاء إيران، الذي احتلوا مساحات شاسعة من اليمن ذات الأغلبية السنية.

وظهرت حماس في وضع حذر للغاية، حاولت خلاله إعلان بيان أكثر حذرا، قالت فيه إنها «تقف إلى جانب الشرعية السياسية في اليمن وخلف خيار الشعب اليمني، الذي اتخذه بشكل ديمقراطي». وأكدت الحركة الفلسطينية، التي تحصل على تبرعات سخية من دول الخليج من أجل إعمار قطاع غزة، الذي تسيطر عليه، تقف إلى جانب وحدة اليمن واستقراره، داعية إلى حوار وطني بين مختلف الفرقاء في اليمن.

ورغم الصياغة الدبلوماسية الحذرة التي اعتمدتها حماس، جاء بيانها ليعلن بوضوح أنها ضد إيران وحلفائها الحوثيين في اليمن، الأمر الذي جعل حماس في صدام مع إيران للمرة الثانية خلال عامين فقط.

وكانت المرة الأولى منذ عامين حين أعلنت حماس مشاركتها في الحرب السورية إلى جانب المعارضة السورية المسلحة، ضد الجيش السوري المدعوم بقوات حزب الله اللبناني وقوات إيرانية، على الرغم من الفترة الطويلة التي تمتعت فيها حماس بدعم ورعاية الرئيس بشار الأسد، ووالده حافظ من قبله، وحزب الله وإيران، على صعيد التدريب والتسليح والتمويل والاستضافة. وترتب على ذلك اضطرار المكتب السياسي لحماس إلى مغادرة دمشق وتدهور علاقاته مع إيران وحزب الله، بعد رهان خاطئ على التنظيم الأم الذي تتبعه الحركة الفلسطينية، وهو جماعة الإخوان في مصر، والذي سرعان ما اندلعت به ثورة شعبية أطاحت به في 30 يونيو 2013.

وكانت الشهور الأخيرة قد شهدت محادثات وزيارات سرية بين حركة حماس وإيران، سرعان ما خرجت إلى العلن، بهدف عودة الحركة الفلسطينية إلى كنف الرعاية الإيرانية بعد إبداء الندم على التدخل في سوريا، على أمل عودة التمويل والتسليح الإيراني لحركة حماس. ولكن يبدو أن هذه التحركات ستعاني من تعثر كبير بسبب تورط حماس في إصدار بيان تعلن فيه وقوفها ضد الحوثيين وإيران في اليمن.

وهناك من يرى أن قادة حماس، سيحاولون عبر المباحثات السرية مع طهران، شرح الموقف الذي اضطر الحركة الفلسطينية إلى إصدار هذا البيان «من باب المجاملة» للدول العربية التي تنفق بسخاء على إعادة إعمار غزة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية